أشرف غني .. رئيس أفغاني بعقلية أمريكية

أشرف غني .. رئيس أفغاني بعقلية أمريكية

أشرف غني: ولد في عام 1949 في ولاية لوغر وهو من الباشتون ذات التأثير الكبير في أفغانستان، أكمل التعليم المدرسي في العاصمة كابول، وحصل على شهادة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1973،ثم عاد إلى أفغانستان في عام 1977 لتعليم الدراسات الأفغانية وعلم الإنسان في جامعة كابول قبل أن يحصل على منحة الحكومة في عام 1977 للدراسة والحصول على درجة الماجستير في علم الإنسان في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة.

يملك غني خبرة واسعة في المجالين الأكاديمي والاقتصادي بفعل عمله في الكثير من الجامعات الأمريكية و الغربية و كذلك تقلده مناصب مختلفة في البنك الدولي، حيث درس في جامعة كولومبيا في نيويورك، وعمل في البنك الدولي من العام 1991 حيث أصبح خبيرا في صناعة الفحم الروسية، وعاد إلى كابول مستشارا خاصا كبيرا للأمم المتحدة بعد احتلال أفغانستان في 2001.

عبد الرشيد دوستم: هو شيوعي ماركسي من أقوى زعماء الأوزبك في أفغانستان، وهم من أكبر القبائل التركية في آسيا، لديه نفوذ قوي في أفغانستان منذ سنوات الحرب مع السوفيت و التحالف الدولي الذي احتل أفغانستان عام 2001 حيث تحالف مع الجيش الأمريكي عسكريا وشارك في ابادة الآلاف من عناصر حركة طالبان في المجزرتين قلعة الموت (جانجي) والمستوعبات 2001.

عينه الرئيس الأفغاني (حامد كرزاي) وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات الأفغانية.غير أنه صدر في 2008 قرار بإقصائه من قيادة القوات وإحالته إلى التحقيق بعد أن وجهت إليه تهمة اختطاف عدد من خصومه السياسيين في أفغانستان. دستم من المطلوبين لارتكابه مجازر خلال حرب السوفيت، وبعد سقوط حكومة طالبان. وفي أول تصريح له بعد تعيينه نائبا للرئيس الأفغاني قال دستم إن مشكلة طالبان يجب أن تحال في إطار سياسي لأن التجربة الأمنية غير ناجحة.

عبدالله عبدالله: ولد عبد الله عبد الله في سبتمبر عام1960 وترعرع في أفغانستان حيث تلقى تعليما دينيا إسلاميا تقليديا, وعقب إنهاء تعليمه المدرسي التحق بقسم الطب بجامعة كابل التي تخرج فيها طبيبا للعيون في 1983، و بقى في أفغانستان يعمل في مهنة الطب، حتى احتلال الروس للبلاد حيث أصبح أحد مستشاري أحمد شاه مسعود. ثم عين وزيرا للخارجية في الحكومة التي أعلنتها الجبهة الإسلامية الوطنية المتحدة من أجل إنقاذ أفغانستان المعروفة باسم تحالف الشمال والمعارضة لنظام طالبان التي يتزعمها أحمد شاه مسعود وبرهان الدين رباني. وبعد تولي حميد كرزاي للسلطة بمبارك أمريكية عقب إحتلال أفغانستان احتفظ عبدالله بمنصبه في وزارة الخارجية حتى عام 2006.

 

بعد خسارته في انتخابات مايو2009 عاد عبد الله ليكرر ترشحه لانتخابات الرئاسة عام 2014 حيث حل في المركز الأول في الجولة الأولى من الانتخابات بعد حصوله على نحو 45% من أصوات الناخبين، ليدخل جولة الإعادة منتصف يونيو أمام منافسه أشرف غني الذي حل ثانيا بنسبة 31.6%.

بسبب اتهامات بالتلاعب و التزوير في الانتخابات تم تأجيل الحسم في النتائج لمدة شهر، حتى أعلنت لجنة الانتخابات يوم 21 سبتمبر فوز غني، ولم يكن ذلك من قبيل الإجراء التقليدي، بل كان ذلك في إطار صفقة رعتها واشنطن بموجبها يحظى عبدالله عبدالله بمنصب رئيس الهيئة التنفيذية فضلا عن صلاحيات واسعة ومناصب سياسية وقضائية لأنصاره.

وقعت الولايات المتحدة مع أفغانستان الاسبوع الجاري اتفاقية أمنية تقضي بالإبقاء على كتيبة من الجيش الأمريكي لمساعدة القوات الأفغانية في إيجاد حلول تسرع في القضاء على حركة طالبان، هذه الإتفاقية جاءت عقب إعلان تشكيل إتفاق وحدة وطنية يرضي جميع المتصارعين في الساحة السياسية الأفغانية. بموجبه حصل عبدالله عبدالله على منصب شبيه بمنصب رئاسة الوزراء في بلد لايوجد فيه شرعية دستورية لهذا المنصب، و كذلك حصل رشيد دستم على منصب نائب الرئيس، بينما يبقى أشرف غني بصفته الفائز في الانتخابات الرئاسية رئيسا للبلاد بحدود من الصلاحيات تحميها الإرادة الأمريكية.

يواجه غني و مساعديه مشكلة أمنية معقدة لم تستطع واشنطن مع حلفائها طوال 13 عاما من حلها، وهي المقاومة المتمثلة في حركة طالبان ومؤيديها، و بالرغم من تلميحات الرئيس الأفغاني الجديد التي أظهر فيها إمكانية إجراء حل سياسي لقضية طالبان، فإن  التجربة تؤكد أن طالبان تنظر للنظام السياسي برمته في أفغانستان على أنه نظام عميل لواشنطن ولا يمكن القبول ببقائه.                 

وقد كان أشرف غني مهندسا رئيسيا في الحكومة الانتقالية، ثم أصبح وزيرا للمال في ظل رئاسة حميد كرزاي من 2002 حتى 2004، وخلال توليه منصبه قام بطرح عملة جديدة، ووضع نظام ضرائب، وشجع المغتربين الافغان الأغنياء على العودة إلى وطنهم. لكن صفاته الشخصية لا تزال تلاحقه حيث عرف عنه نوبات غضبته و ترفعه على الناس ومزاجه المتغطرس مع الأفغانيين الذي جعل منه شخصية غير مرغوبة.

جرى تنصيب غني بعد اتفاق عقد بضغوط أمريكية، و أعلن تفوقه بـ13 نقطة على خصمه السابق وشريكه الحالي عبدالله عبد الله،رغم عدم كشف أي أرقام تفصيلة عن طبيعة نتائج فرز أصوات الناخبين.

ومن المهم الإشارة إلى أن غني هو من أشرف على نقل المسؤولية الأمنية من القوات الدولية المعروفة بإسم "إيساف" إلى الجيش الأفغاني، وهو الدور الذي ساعده في الوصول إلى أصوات الناخبين في جميع المدن الأفغانية. وضعته مجلة السياسة الخارجية في قائمتها السنوية لأفضل 100 مفكر عالمي.

يقول المحللين الأفغان، إن العقبة الأولى التي يواجهها غني مع شركائه في السلطة، هي كيفية تقاسم السلطة ضمن اطر دستورية وتشريعية، فليس في الدستور الأفغاني أي بند لمنصب الرئيس التنفيذي الذي يشغله عبدالله عبدالله، نهيك عن الاختلاف في الرأي بين الجانبين على الصعيد السياسي و الأمني.

ومن أبرز تصريحات الرئيس الأفغاني الجديد الذي اعتبرت نقطة بداية في التعامل مع ملف طالبان، قال في تصريح نقله تلفزيون "روسيا اليوم" ، " كنا نتعامل في السابق مع الأمن بشكل تكتيكي وليس استراتيجي، يوجد لدينا 354 ألف عنصر أمن يجب توظيفهم بالطريقة السلمية لإحداث نجاحات على الأرض".

أما العقبة الثانية و هي الأضخم بالنسبة للحكومة الأفغانية فهي المحافظة على علاقات جيدة مع باكستان، فأي حكومة في افغانستان يجب أن تعمل لكي يكون لها علاقة طيبة مع باكستان، ولكن هذا يعتمد على العمق الأفغاني، فهل ستتمكن من السيطرة على الأمور الأمنية داخل الحدود الأفغانية القريبة من باكستان أم سيتم تحميل المسؤولية لباكستان، لأنه وكما يقول خبراء في مجال السياسة و الأمن، إن مفتاح الاستقرار في أفغانستان موجود في إسلام آباد.

أعلى