أميرة الدبلوماسية اليهودية

أميرة الدبلوماسية اليهودية


 

بعد صراع طويل بين قوى اليمين و رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو تمكن الأخير من الحصول على تصديق الكنيست على إئتلاف حكومي مكون من أحزاب الليكود (يمين)، و"كلنا" (وسط) برئاسة موشيه كحلون، و"شاس" (يمين) الديني برئاسة أرييه درعي، و"يهودوت هتوراه" (يمين) الديني برئاسة يعقوب لتسمان، والبيت اليهودي (يمين) بقيادة نفتالي بينت. السمة الغالبة على الحكومة الصهيونية الحالية أنها حكومة قومية يهودية بعيدة عن اليسار، في خطابه الأخير خلال الأحتفال باستقلال الكيان الصهيوني قال بنيامين نتنياهو بوضوح إن القدس عاصمة الشعب اليهودي ولن تقسم إلى الأبد، مضيفا "قبل أيام احتفلنا بمرور 70 عاما على انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، وحينها لم يعلم أحدا أن شعب إسرائيل حي، لكن بدخولكم اليوم المدينة ستجدون أن من أرض صهيون تخرج التوراة، وشعب إسرائيل حي".

الخطاب اليهودي الديني الذي طغى على المرحلة السياسية الحالية داخل الكيان الصهيوني توَّجه نتنياهو بتعيين تسيبي حوتوفيلي  البالغة من العمر 36 عاما في منصب نائبة وزير الخارجية، حيث رفض أفيغدور ليبرمان تولي حقيبة وزارة الخارجية و أصبحت حوتوفيلي زعيمة الدبلوماسية الصهيونية حاليا.

سياستها الخارجية و آرائها الخاصة بالصراع مع الفلسطينيين واضحة وهي تقول دائما أنها ترغب بضم الضفة الغربية للكيان الصهيوني و السماح للفلسطينيين بأن يكونوا جزء من دولة " إسرائيل" على حساب تاريخهم وأرضهم.

يراد من حوتوفيلي ليس الخوض في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين لأنها متوقفة حاليا، بل مصارعة الفلسطينيين في المحافلة الدولية ومعالجة الأزمة المتفاقمة بين الكيان الصهيوني و الأتحاد الأوروبي.

 تقول صحيفة يديعوت أحرونوت التي نشرت حوار مع زعيمة الدبلوماسية الصهيونية الشابة إنها " "أميرة الوسط الصهيوني -المتدين، معروفة بحدة لسانها، و ميولها اليميني. يعتقد نتنياهو بحسب الصحيفة إنه من المهم تولي وزارة الخارجية امرأة صهيونية متدينة تؤمن بالروابط التاريخية لشعب إسرائيل  بأرض إسرائيل، وتعارض التنازل عن أي أراضي.

يتصالح المجتمع الإسرائيلي مع المستوطنين المتطرفين ومع التطرف بشكل عام إذا كان يصب في صالح الغاية القومية لوجود إسرائيل وهي أن تكون "وطن قومي لليهود" بعكس الحالة العربية التي تعاني من رهاب الإسلاميين، فبمجرد أن يطلق أحدهم لحية أو ترتدي فتاة نقاب نجد أن عملية تصنيف تلقائية فرضت على تلك الشخصيات، لماذا؟!

عين نتنياهو في السابق مستوطن يدعى زئيف الكين، من مستوطنة غوش عتصيون في الخليل المحتلة نائب وزير الخارجية، أثار التعيين استهجان، لكن إلكين فاجأ المجتمع الإسرائيل بذكائه على حد وصف موقع صحيفة يديعوت أحرونوت.

بقدر ما قاطع المجتمع الأوروبي الإسلاميين السياسيين في عالمنا العربي إلا أن دبلوماسي رفيع تحدث للصحيفة العبرية قائلا :" سنتعامل مع حوتوفيلي بأقصى قدر من الاحترام وسنمنحها الفرصة".

بدورها تتباهى حوتوفيلي بقدومها من الجناح اليميني الذي يحمل مواقف قومية ووطنية على حد وصفها، مشيرة إلى أنها تحمل مواقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.  حول موقفها من أي تفاق يتمخض عنه الانسحاب من أراضي لصالح إنهاء الإحتلال،تقول "ما من سيناريو نقبل فيه ان تتحول كل قطعة أرض تنسحب عنها إسرائيل إلى قاعدة للإرهاب. والتجارب السابقة تعلمنا أن إجلاء الأراضي ليس فقط لا تعزز السلام في المنطقة، بل في الغالب يعزز القوى المتطرفة التي ترفض وجود إسرائيل، وهناك عملية نزع للشرعية عن إسرائيل لا علاقة لها بالحدود، وانما بحقيقة أن الشعب اليهودي عاد إلى أرضه وإقام دولته هنا وسط منطقة العربية".

و تعتقد حوتوفيلي إنه على الكيان الصهيوني ضم الضفة الغربية ومنح الفلسطينيين المقيمين فيها جنسية جزئية، أما حول تعاطيها مع الشريعة اليهودية ومدى تعارضها مع أدائها لعملها فتقول نائبة وزير الخارجية الصهيوني الجديدة، "ما من مشكلة في هذا وتعاليم شريعة الدين اليهودي لا ينهانا عما ليس فيه مساس بالأخلاق. فالشريعة تقول انه اذا مد احدهم يده للمصافحة فعليك ردها. وتضيف ان الامر هنا يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية، وهذا أمر مختلف. أن هذه أعراف دولية، وليس لها أن تتجاوز كون علاقات مهنية بموجب العمل".

أعلى