حزب الإسلام يربك الخطاب السياسي البلجيكي

حزب الإسلام يربك الخطاب السياسي البلجيكي


يعتقد البعض أن الحرب القائمة في الشرق الأوسط لها تفسيرات مختلفة بشأن أهدافها بحسب الجهات المشاركة فيها، لكن الضحية الرئيسية لتلك الحرب هم السكان والهوية الإسلامية للمجتمعات الشرق أوسطية، ذلك الأمر انتقل مع المهاجرين العرب في بلاد اللجوء من خلال الدخول من بوابة الديمقراطية الغربية لقرع أبواب السلطة ومحاولة التأثير في القرارات السياسية للدول. أثيرت العديد من التساؤلات حول الديمقراطية الغربية وقدرتها على المساواة بين الجميع، وهل يمكن أن تكون بوابة لإستعادة حقوقنا المسلوبة؟! هناك نموذج يمكن الإستدلال بجدية الديمقراطية الغربية من خلاله، وهو حزب الإسلام البلجيكي الذي شكل بالتزامن مع الانتخابات عام 2012م علي يد بعض البلجيكيين من أصول مغاربية، وقد نجح الحزب في الحصول على مقعدين؛ أحدهما لرضوان أهروش، مستشار جماعي في "أندرلخت"، والثاني للحسين آيت جديك، مستشار جماعي في "مولينبيك" ببروكسيل.

يقول الحزب الذي يرأسه عبد الحي بقالي طاهري إنه يسعى إلى "تطبيق مبادئ الإسلام لتغيير نظرة الجميع إليه، فالناس ينظرون إليه دائماً على أنه دين لصيق بالإرهاب ".

وفقا لدراسة مسحية أجراها عالم الاجتماع يان هيرتوجن ونشرت في 18 مايو من العام 2016 ، يوجد في بلجيكا 781887 مسلما وهم يشكلون 7 بالمئة من مجموع السكان في بلجيكا. لذلك تعتبر الجالية المسلمة مثار اهتمام كثير من الأحزاب السياسية تلك التي تتسابق للحصول على أصواتها في الانتخابات القادمة، لكن حزب الإسلام الذي يعتقد أنه سيحول بلجيكا إلى دولة مسلمة عام 2030 قد صعد من روحه التنافسية استعداداً للإنتخابات المقبلة من خلال زيادة أعداد مرشحيه،  فقد قرر حزب الإسلام التقدُّم بمرشحين في 28 بلدية. وللوهلة الأولى، قد يبدو أنَّ 28 بلدية لا تمثل سوى نسبة زهيدة بالمقارنة مع كامل عدد البلديات البلجيكية البالغ 589 بلدية، غير أنَّ تلك الخطة تبين التقدُّم الذي أحرزه الحزب، وتعطي لمحة عن طموحاته. ففي بروكسل، سيكون الحزب ممَّثلًا في 14 قائمة من أصل 19 قائمة يمكنه الترشُّح عليها. عقب تحقيق الحزب نتائج مثيرة في عام 2014 من خلال توسيع قاعدته في دائرتين انتخابيتين هما مدينة بروكسل ولييج، حصد الحزب 9,421 صوتًا (ما يقرب من 2% من الأصوات)، عقب تلك النتيجة طالب ريتشارد ميلر، النائب الاتحادي للحزب الليبرالي ببلجيكا، بحظر الحزب ومنع مشاركته في الانتخابات المقبلة.

تصف مجلة كوزور الفرنسية برنامج الحزب قائلة "إنَّ برنامج الحزب بسيط إلى حد مربك: الاستعاضة عن جميع القوانين المدنية والجنائية بأحكام الشريعة الإسلامية. انتهى البرنامج." ، أما صحيفة لو فيجارو فتقول "إنَّ العاصمة الأوروبية بروكسل ستصبح مدينة إسلامية في غضون عشرين عامًا".

ترمز الأحرف الأولى لاسم 'حزب الإسلام' (ISLAM Party) باللغة الفرنسية إلى: "النزاهة، والتضامن، والحرية، والأصالة، والأخلاق". وفيما يبدو، ينوي زعماء 'حزب الإسلام' تحويل بلجيكا إلى دولة إسلامية يسمونها "الديموقراطية الإسلامية".

يعتقد كلاً من الخبير في الشؤون الإسلامية مايكل بريفو وأستاذ العلوم السياسية 'سباستيان بوسوا أن حزب الإسلام كلما تقدم في الانتخابات فإنه يقرب المجتمع من الإنفجار وصعود اليمين الشعبوي.

بحسب المجلة الفرنسية الأسبوعية (لو بوان) فإن الحزب ينادي بحظر منشآت القمار و اليانصيب وينادي بالحجاب في المدارس ومنع الإختلاط في الأماكن العامة والتوصُّل إلى اتفاق بشأن الأعياد الدينية الإسلامية، يريد الحزب أيضًا أن تقدِّم جميع المدارس في بلجيكا اللحم الحلال في قوائم الطعام.

الكراهية المتقدة في بعض الكتاب الغربيين اتجاه الإسلام جعلت الكاتب الفرنسي إيريك زمور يسخر من حكومة بلاده بالقول "عليكم قصف مولنبيك بدلًا من قصف الرقة في سوريا، ففي مولبنيك21 مسؤولاً مسلماً من أصل 46 مسؤولا بلديًّا".

يقول أوليفييه سيرفيه، أستاذ العلوم الاجتماعية في الجامعة الكاثوليكية في لوفان، نظراً لإرتفاع معدل الخصوبة بين المسلمين فإنهم سيصبحون الأغلبية في غضون خمسة عشر أو عشرين عامًا، وهذا الأمر يؤكد القلق الأوروبي من مسألة الحرب الديمغرافية الجارية على الأرضهم وأهمية معركة الإندماج التي تسعى المؤسسات الأوروبية للفوز بها.

 

 

أعلى