• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
تركيا  وسوريا.....إرهاصات حرب أم تصعيد سياسي ؟

تركيا وسوريا.....إرهاصات حرب أم تصعيد سياسي ؟

 

كانت البداية بسقوط قذيفة سورية داخل الحدود التركية فأودت بحياة خمسة أتراك من المدنيين فقامت تركيا بقصف متقطع علي الداخل السوري ثم إصدار تفويض من البرلمان التركي للجيش بالقيام بأعمال عسكرية في سوريا لمدة عام ثم حشد وتعبئة قوات تركية علي الحدود السورية التي تبلغ 900 ك ثم قامت السلطات التركية بإجبار طائرة سورية مدنية كانت قادمة من روسيا علي الهبوط في الاراضي التركية وتم اكتشاف أنها كانت تحمل تعزيزات عسكرية للأسد  وقد سبق ذلك إسقاط طائرة تركية من قبل قوات النظام السوري ثم تصفية الطيارين الأتراك، ويري بعض المحللين أن  هذا التصعيد مجرد   رد فعل ولن يتجاوز ذلك في حين يري أخرون أنها بداية حرب بين الدولتين 

الرأي العام التركي

ينقسم الرأي العام التركي حيال الأزمة مع سوريا إلي تيار يؤيد موقف أردوغان بقوة وهم الاسلاميون المحافظون الداعمون لأغلب مواقف وقرارات أردوغان ويتعاطوا مع الأزمة من منظور أغلبية سنية مضطهدة من أقلية علوية مستبدة، ثم هناك طائفة مؤيدة للتدخل التركي ولتصعيد أردوغان ولكنها محسوبة علي التيار الليبرالي حيث انحازت لحق الشعب السوري في الاختيار كما ساندت من قبل ربيع الثورات العربية من منطلق حتمية اتساقها مع أبجديات الحريات والديمقراطية ....وهناك تيار ليبرالي أقل مثالية بالتمسك بهذه الأبجديات ويري أن التدخل في شأن دولة أخري يمثل خطرا كبيراً علي تركيا وأن الأنشغال بالأزمات الداخلية أولي وهذا التيار أصبح رأيه له صدي في الرأي العام حيث صار الكثير يعتقد أنه "ليس علينا أن لا نتدخل في الشؤؤن العربية"، وهناك تيار يساري يري ترك نظام الأسد بل يضفي عليه شرعية ومن المدهش ان هناك داخل التيار الرافض للتدخل جزء صغير من اسلاميين متشددين ولهم ميول ايرانية ويروا الأسد كبطل قومي معاد للامبريالية ومناهض للصهوينية، وبالطبع من فصيل المعارضين لأردوغان  الحزب الجمهوري أقوي أحزاب المعارضة حيث يري ان سيناريو الحرب مراهقة سياسية لأردوغان.

سيناريو الحرب

وهذا السيناريو يقوم علي حصول إشتباك مباشر بين الجيش التركي والسوري في المنطقة الحدودية بينهما وتقوم تركيا باستدعاء مساعدة الحلف الأطلسي الذي ينص ميثاقه بدعم العضو الذي يطلب المساندة، وهذا السيناريو يري أن حكومة أردوغان أسست مواقفها وسياستها تجاه النظام السوري علي زوال نظام الأسد، وبقاءه يعني إفلاس سياسة أردوغان التي قطعت كل الطرق مع دمشق، كما أن بقاء الأزمة السورية قرابة ال 20 شهر منذ انطلاقها يمثل ضغطا وإرهاقا علي أنقرة وصارت تمس الأمن الوطني والقومي لتركيا . كما ان اردوغان سيستغل إغراق أمريكا في انتخاباتها حيث تجمدت سياستها الخارجية حاليا،  حيث أن الوضع والقرار الأمريكي سيختلف بعد الانتخابات، كما أنه سيستغل هذه المساحة الزمنية في الحشد الدولي والأقليمي لسيناريو الحرب

سيناريو التصعيد السياسي وعدم الجاهزية للحرب

وهذا السيناريو هو الأقرب للمشهد ويرتكز علي عدة مرتكزات :

أولاً: أن السياسة الخارجية فلسفتها دائما "القوة الناعمة" وتقاسم المنافع ومراعاة المصالح وتصفير المشاكل أي أنها برجماتية النزعة لا تجنح إلي الحسم العسكري كخيار أولي .

ثانياً: أن دخول تركيا في حرب مع سوريا يعني نشوب حرب إقليمية بين عدة أطراف تركيا والأطلسي من جانب والنظام السوري والحرس الثوري الإيراني مع دعم روسي ...حيث ستكون حرباً ضروساً وستكون هناك حسابات أخرى حول التوازن الإقليمي .

ثالثاً: أن سيناريو الحرب سيكون بمثابة" طوق نجاة" للأسد حيث سيبدو الأمر احتلال من قوات تركية "عثمانية" لإراضي عربية ويقوم بشار بخنق الثورة من منطلق مواجهة الخطر الخارجي أولاً مما يُضفي عليه شيئا من شرعية قد فقدها تماما.

رابعاً: "مُعضلة المسألة الكردية" حيث تخشي الحكومة التركية من عبث الأسد بالملف الكردي حيث يدعم حزب العمل الكردستاني بأسلحة وصواريخ مضادة للطائرات ومن ثَمَّ يفتح دائرة صراع كبيرة في الداخل التركي تكون منهكة لأردوغان وتهديد للملف الإثني بتركيا.

ومن المرتكزات السابقة يبدو أن خيار الحرب مُستبعد، حيث سيتم قطع الطريق علي الجيش الحر بعد معارك طويلة خاضها مع الأسد وأوشكت علي الإنتهاء  لصالحه، فستلتزم تركيا بدعم الجيش الحر بالقوة الناعمة والاستمرار في استقبال اللاجئين السوريين والانتظار في أي تحولات مُمكنة للأطراف الإقليمية والدولية يكون في غير صالح الأسد .

::  "البيان" تنشر ملف شامل ومواكب لأحداث الثورة السورية

أعلى