• - الموافق2024/04/24م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
كيف تواجه "حماس" العدوان الصهيوني على غزة؟

كيف تواجه "حماس" العدوان الصهيوني على غزة؟



 وأخيراً اندلعت المواجهة العسكرية المفتوحة بين حماس وإسرائيل في غزة، بعد أن خاضا تصعيداً تدريجياً منذ عملية الخليل بتاريخ 12/6، لكن اغتيال إسرائيل 6 من كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، في رفح جنوبي غزة؛ أفسح المجال لاندلاع الحرب.

وأسفر هذا الاغتيال عن إطلاق كتائب القسام رشقات صاروخية بعشرات القذائف من أنواع «هاون، قسام، غراد»، بصورة غير مسبوقة منذ حرب 2012، على جنوب إسرائيل. وانطلق الجيش الإسرائيلي في عمليته العسكرية على غزة التي أسماها «الجرف الصامد»، فجر يوم 8/7.

وقام كاتب السطور بجولة ميدانية في مواقع استهدفها الطيران الإسرائيلي في غزة، وعلم من مصادر طبية أن الهجمات أسفرت حتى كتابة هذه السطور عن مقتل 90 فلسطينياً، وإصابة 400 آخرين، بينهم أطفال ومدنيون، حيث استهدف القصف منازل مدنية في مدن رفح وخانيونس وبيت لاهيا في جنوب ووسط وشمال غزة.

وحماس لم تتأخر في الرد على الهجوم الإسرائيلي، فأصدرت بيانات عدة، جاء أهمها: ما أعلنه موسى أبو مرزوق، نائب رئيس مكتبها السياسي، بعد ساعات من بدء الحرب، معتبراً أن حلقات الهجوم الإسرائيلي اكتملت باستدعاء الاحتياطي، وتهيئة جبهتها الداخلية.

وفور اندلاع المواجهة، نشرت كتائب القسام عدداً من الرسائل الإعلامية، أهمها: شريط فيديو تصويري لصاروخ من تصنيعها.

ونشرت مجموعة صور استعراضية لمسلح يحمل صواريخ ومن خلفه نيران تشتعل، وكتب أسفلها باللغتين العربية والعبرية: «كل المدن الإسرائيلية قريبة من غزة»، في إشارة إلى أنها في مرمى صواريخ القسام.

كاتب السطور التقى قائداً عسكرياً ميدانياً من حماس في غزة قبيل ساعات من اندلاع المواجهة، وأبلغه أن «هذا الصاروخ، دون إيضاح حجمه ومداه، يعطي إشارة إلى ما وصلت إليه كتائب القسام من درجة عالية من الاحتراف بمواجهتها الجيش الإسرائيلي، بحيث تكون قدراتها الصاروخية أكثر كثافة ودقة في الإصابة، فالإطلاق قد يكون بدفعات تصل إلى 36 صاروخاً دفعة واحدة».

وأضاف في لقاء خاص جنوب مدينة غزة: «لم يكن سراً أنّ حماس استغلت فترات الهدوء السابقة لتعجيل استعدادها للجولة الحالية، فهي حفرت أنفاق هجوم، وصنعت وسائل طيران غير مشغلة بشريّاً، وأطالت مدى قذائفها الصاروخية».

وأكد «موقع المجد الأمني» المقرب من حماس، أن كتائب القسام اتخذت إجراءات عدة استعداداً لإمكانية أن تطول المواجهة مع إسرائيل هذه المرة، أهمها: عدم كشف أماكن إطلاق الصواريخ المنطلقة من غزة تجاه البلدات الإسرائيلية، والإبقاء على راجمات الصواريخ المنتشرة تحت الأرض سرية انتظاراً للمواجهة القادمة، واختيار أوقات غير متوقعة في غياب الطائرات المحلقة، وتصميم راجمات وهمية فوق الأرض لتضليل الطيران الإسرائيلي، وتغذية بنك أهدافه بمعلومات خاطئة.

واستهدفت كتائب القسام مروحية إسرائيلية من طراز «أباتشي» في أجواء خانيونس جنوب قطاع غزة بعد ظهر الإثنين 7/7، بصاروخ «سام 7»، مؤكدة أن الصاروخ أصاب هدفه بدقة، دون أن تؤكده إسرائيل، في ضوء امتلاك حماس قدرات عسكرية تستطيع إعاقة تحليق الطيران الإسرائيلي في أجواء غزة.

ولوحظ من خلال جولة ميدانية أن معظم الطيران الإسرائيلي المحلق في أجواء غزة منذ اندلاع الحرب؛ يطلق بالونات حرارية للحيلولة دون استهدافها من مضادات الطيران التي تملكها القسام.

لكن المستجد الميداني في هجوم إسرائيل على حماس، استدعاؤها 40 ألف جندي احتياط، تحضيراً لعملية برية محتملة على غزة.

كتائب القسام من جهتها تبدو مستعدة لمثل هذا السيناريو الذي واجهته في حرب 2008. وأشارت كراسة تداولها قادة ميدانيون في القسام مؤخراً إلى كيفية التعامل مع أي عملية برية، بالقول: «العملية البرية تمثل السيناريو الأكثر قسوة للقسام وإسرائيل؛ لأنها ستحصد أرواحاً بشرية كبيرة، لكن مقاتلي القسام وصلوا إلى مستوى من الاحتراف القتالي يجعلهم لا يذهبون مباشرة لمواجهة الجنود الإسرائيليين كما في الماضي، بل يجب إجراء قراءة سليمة لاتجاه عمليات العدو (إسرائيل)، وبالتوازي يتم إرسال خلايانا المسلحة للأمام، حيث الخطوط الخلفية للانتشار الإسرائيلي؛ لتنفيذ عمليات هناك».

وأضافت الكراسة: «نقطة القوة لمقاتلي القسام إذا قررت إسرائيل الانتقال للعملية البرية، تحول جنوده في شوارع غزة من صيادين إلى مصطادين، إلى بط في مرمى النيران، من خلال التخطيط المميز والإعداد والرصد المسبق، وتحديد نقاط الضعف في صفوف العدو، واستغلال عنصر المفاجأة الذي يربك الجنود ويجعلهم يسقطون برصاص المهاجمين في معارك يثبت فيها المقاتلون أن لديهم قدرات عسكرية متفوقة».

وقد تحدثنا في تحليل سابق عن أحد التحديات التي تواجه الجيش الإسرائيلي إذا قرر دخول غزة برياً، يتمثل في عشرات الأنفاق التي تنتشر تحت الأرض.

ووصف القائد الميداني في حماس ذاته ما تمثله الأنفاق من نقطة قوة لمقاتلي الحركة إذا دخلت إسرائيل إلى غزة، بقوله: «هذه الأنفاق المنتشرة تحت كل شارع وزقاق في غزة تضيف أوراق قوة جديدة لكتائب القسام، وتعمق الأزمة العسكرية الإسرائيلية، وتخلق مشكلات أمنية لا حصر لها أمام الجيش، ما سيفرض عليه تعديلاً في قواعد المواجهة مع حماس، وستتحول المشكلة المركزية أمام الجيش».

ومما يرجح اعتماد حماس المتوقع على الأنفاق إذا قررت إسرائيل العملية البرية؛ أن اندلاع المواجهة الحالية بدأ حين قصف الجيش الإسرائيلي نفقاً تحت مطار غزة الدولي المدمر، وكان فيه 6 من مقاتلي القسام، قتلوا جميعاً.

ولذلك هدد أبو عبيدة، الناطق باسم القسام، في مؤتمره الصحفي؛ إسرائيل بأن الحرب القادمة لن تكون نزهة صيف قياساً بسابقاتها من الحربين الأخيرتين 2008 - 2012.

ولعل ما يشير إلى استعدادات حماس للمواجهة الدائرة، ما أعلنته من اقتحام وحدة كوماندوز تابعة لكتائب القسام المسماة «الضفادع البشرية»، قاعدة تابعة للبحرية الإسرائيلية على شواطئ بحر عسقلان شمال غزة، ووقوع اشتباك مسلح مع الجنود الإسرائيليين، وهي المرة الأولى التي تنفذ فيها عملية من هذا النوع.

كما فجرت كتائب القسام نفقاً أسفل منطقة كرم أبو سالم العسكرية الإسرائيلية جنوب قطاع غزة، دون الإبلاغ عن وقوع خسائر أو أضرار.

أخيراً.. تقول حماس إنها استعدت عسكرياً للمواجهة الدائرة حالياً مع إسرائيل، وقد وعدت بمفاجآت متلاحقة سيشهدها ميدان غزة أمام الجيش الإسرائيلي، ما يعني اتساع رقعة المواجهة كماً ونوعاً بين الجانبين.

 :: ملف خاص بعنوان "غزة تقاوم

:: مجلة البيان العدد  326 شوّال 1435هـ، أغسطس  2014م.

 

أعلى