معارج العز

معارج العز




اكْسِرْ جُمُودَكَ لا تَسْتَرْهِبِ الخَطَرا

وارفَعْ طُمُوحَكَ إِنْ أَهْوَى وَإِنْ عَثَرا

بانَتْ إِلَيْكَ مَقالِيدُ العُلُوِّ فَهَلْ

تَرْضى المَهانَةَ حَتَّى تَمْحُوَ الأَثَرا

إِنْ كُنْتَ تَرْجُو العُلا مِنْ دُوْنِما تَعَبٍ

فَلَنْ تَمَسَّ عَلى أَغْصانِها الثَّمَرا

فأحْزَمُ النَّاسِ مَنْ يَرْقى عَلى مِقَةٍ

مَعارِجَ العِزِّ لا يَنْقادُ مُنْكَسِرا

قَدْ صاحَبَ المَجْدَ حَتَّى صارَ فِي وَهَجٍ

وقَدَّمَ العَزْمَ حَتَّى أَخَّرَ الحَذَرا

وَلَمْ يَزَلْ لِبَريدِ اليأْسِ مُنْتَهِراً

حَتَّى أَتَاهُ غَداةَ اليَوْمِ مُعْتَذِرا

كُنْ في الشَّدائِدِ صَلْباً لا يَلِينُ لَهُ

عَزْمٌ وَلَيْسَ يُرَى بالضَّعْفِ مُتَّزِرا

وقَدِّمِ الحِلْمَ لا تَعْجَلْ بِنائِبَةٍ

فَمَنْ تَتَرَّسَ فِي بَاحَاتِهِ ظَفِرا

كُنْ في الحَياةِ كَمُزْنٍ جاءَ في بَلَدٍ

لا يَرْقُبُ الشُّكْرَ حَتَّى يُرْسِلَ المَطَرا

فَمَنْ رَعى الشُّحَّ لا يَظْفَرْ بِحاجَتِهِ

وابنُ السَّماحَةِ للعَلْياءِ قَدْ عَبَرا

إِنَّ الكَرِيمَ إذا أَعْطى هَدِيَّتَـهُ

لا يَرْقُبُ النَّاسَ مَنْ وَلَّى وَمَنْ شَكَرا

فَجُدْ بِمَالِكَ إِنْ ما شِئْتَ مُسْتَتَراً

عَنِ العُيُوبِ فَلِلأَجْيالِ قَدْ سَتَرا

وافْحَصْ عَواقِبَ ما تَخْشى غِشايَتَها

واعْصِي الهَوى أَبَداً ما قالَ أَوْ أَمَرا

وارْفَعْ بِفألِكَ قَوْلاً لا نَظِيرَ لَهُ

واضْحَكْ تَرَى أَمَلاً فِي الأُفْقِ قَدْ ظَهَرا

وانْظُرْ إلى الكِبْرِ يَبْقى غَيْرَ مُعْتَبَرٍ

وبالتَّواضُعِ يَبْقى المَرْءُ مُعْتَبَرا

وانْقُلْ إلى الفَضْلِ أَنَّ الحِلْمَ سَيِّدُهُ

يَبْقى بِهِ الغَضَبُ المَشْدُودُ مُنْبَتِرا

واكْتُبْ إِلى الصَّبْرِ أَنَّ الدَّهْرَ عَلَّمَنِي

أَنَّ السَّعادَةَ فِي الدُّنْيا لِمَنْ صَبَرا

 

:: مجلة البيان العدد  327 ذو القعدة 1435هـ، سبتمبر  2014م.

 


أعلى