• - الموافق2024/04/27م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
سَرِيَّة مؤتة  اكتشافات جديدة في السجلات التاريخية الرومية

السؤال الذي لا يزال بدون إجابة: لماذا لم يقم الجيش الإمبراطوري ولا الغساسنة بمهاجمة خالد أو مطاردته لأبعد نقطة ممكنة في أراضي الغساسنة؟!


مقدمة

 ثمة فرضية تستوقف الباحث في السيرة النبوية؛ وهي أن كل السرايا النبوية من حيث السرد التَّاريخيّ تُظْهِر شيئًا من أهم ما يدور على الجانبين، وما يُتَّخذ من قرارات حاسمة تُشكِّل البُعْد المصيري؛ إلا سَرِيَّة مؤتة؛ فقد ظل السرد مقصورًا على جانب واحد.

وتظل سَرِيَّة مؤتة متفردة تفرُّدًا يثير البحث والدهشة، تظل أحادية السرد لكأنها حاسمة، الحالة أثارتني، وشجّعني أحادي السرد حتى رأيتني أستشرف الجانب الآخر.

***

 

عشية الفتوح الإسلامية

قال الله تعالى: {الـم» 1 غُلِبَتِ الرُّومُ 2 فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ 3 فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْـمُؤْمِنُونَ 4 بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: ١ - ٥]؛ نزلت هذه الآيات المعجزات في وقت يُستبعَد أن تقوم للروم قائمة، بعد الهزيمة الساحقة، ولم تمضِ إلا بضع سنين، كما أخبر رب العزة -سبحانه وتعالى-، حتى انتصر الروم انتصارًا ساحقًا في نينوى في 628م، واستعاد الروم جميع الأراضي التي فقدوها، وحصلوا على تعويض الحرب، واستردوا الصليب المزعوم؛ الذي فُقِدَ في القدس عام 614م[1].

ويؤكد زوكرمان أن الصليب الذي سلَّموه لهرقل في عام 629م كان مُزيَّفًا، ويؤكد بأنه صُمِّمت خدعة لخدمة أغراض سياسية لكل من هرقل وشهرباراز[2].

في ربيع عام 628م بعد الهزيمة اندلعت ثورة ضد كسرى، وقُتِلَ كسرى[3]، وتُوِّج ابنه ملكًا في 25 فبراير 628م، وانشغل بالصلح مع هرقل[4] سنة 629م. ونصَّت معاهدة الصلح -التي كانت في يوليو 629م- على إعادة الحدود طبقًا لعام 591م، وإعادة احتلال الأراضي، ومن بينها مصر[5]، وعودة الصليب الذي أُخِذَ من بيت المقدس[6].

بعض المصادر تذكر أن الصليب أُعيدَ أولًا مع مُفاوِض، كمُبادَرة لحُسْن النوايا في 629م[7]، وأعاد هرقل الصليب أثناء حجّه إلى القدس في 630م[8].

كيفية نصب الكمين

كان الروم يراقبون الجزيرة العربية، فانتبهوا إلى صعود محمد صلى الله عليه وسلم ، وحتى لا يُشكِّل خطرًا إقليميًّا، فكّروا في نَصْب كمين، فالقِطَع الحربية الثقيلة التي تحرّكت منذ شهور من القسطنطينية، لا تزال في تخوم الشام، فيتم بسهولة سَحْق جيشه، والفلول تتلقفها سيوف الغساسنة؛ فلا ينجو أحد منهم، ولا يفكّر أحد بعدها بمعاودة التجربة.

فكروا في كيفية جَرّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم  في اشتباك اضطراري عاجل لم يتهيأ له؟

الحروب النظامية الرومانية مبنية على مبدأ رئيس هو استخدام الكمائن. لكن الأعجب محاولتهم فهم كل الحروب من هذا المبدأ[9].

أرسل النبي محمد -صلّى الله عليه وسلم- مبعوثه الحارث بن عمير الأزديّ -رضي الله عنه- برسالة إلى عظيم بُصرى[10]، صنعوا منه كمينًا مُحكمًا؛ بصرى تقع شمالًا، فإذا بالتعليمات الرومية تأمر شرحبيل بن عمرو الغساني-عامل قيصر على البلقاء- بالقبض على الحارث وجرّه إلى الجنوب الغربي لإدخاله أرضًا رومية، وفي «مؤتة» قُتل الحارث الأزديّ بيد غسانية، التزامًا بوحدة الصف.

رسالة بالغة الدلالة: استهانة وإعلان حرب

عَلِم النبي محمد صلى الله عليه وسلم  بمقتل الحارث، فتأثَّر تأثرًا شديدًا، على غير ما توقعوا، جهَّز سرية؛ سرية مؤتة بقيادة زيد بن حارثة -رضي الله عنه-؛ لأنهم يثقون بقوله تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 10]، لم يعترض مُسْلِم، ولم يزايد أحد بسؤال: ماذا تفعل سرية في مواجهة جيوش ثقيلة العدد والعدة؟ ولم يُرهبهم انتصار الروم الساحق الذي حدث منذ شهور قليلة، ولا تُفزعهم كثرة الجيوش الرومية. 

استمرت السَرِيَّة في سيرها حتى اجتازت الحدود الغسانية، ومضت تتوغل حتى مؤتة، المسافة تقريبًا ٩٨٧٫٥ كم، ومتوسط سير القافلة 35-45 كم يوميًّا، استمر سير السرية قرابة شهر، تقريبًا وصلت السرية مؤتة في جمادى الأول من العام الثامن للهجرة (أغسطس 629م)[11]، على الرغم من أن الغساسنة كانوا يعترضون أي تجمعات عربية تستهدف الروم؛ إلا أنهم لم يعترضوا السَرِيَّة لتدخل السَرِيَّة الفخّ، ويستحيل الرجوع.

قاد ثيودور[12] الجيش، وشاركت القبائل العربية[13]، ومن الغساسنة[14] أيضًا.

تقاتلوا قتالًا مريرًا، دارت رحا الحرب في وادٍ بين مرتفعين، أدَّى إلى إبطال التفوق العددي للبيزنطيين، استُشهد قادة السرية الثلاثة زيد، ثم جعفر، ثم عبدالله، وأنقذ خالد بن الوليد السرية[15].

السؤال الذي لا يزال بدون إجابة: لماذا لم يقم الجيش الإمبراطوري ولا الغساسنة بمهاجمة خالد أو مطاردته لأبعد نقطة ممكنة في أراضي الغساسنة؟!

الإجابة الممكنة والأكثر احتمالًا هي: تأكُّدُ هرقل بأن أيّ هجوم على السَرِيَّة بعد المواجهة الشرسة في مؤتة قد يأتي بنتائج عكسية، تنعكس سلبًا على الصلح، وقد يجدد الآمال الساسانية فتنقلب على الاتفاق الذي لم يمضِ على تفعيله إلا قليل.

لذلك لام كيجي هرقل، كان عليه أن يتجنّب تجهيز كمائن للعدو؛ لأن هذا الكمين الذي جهّزه لاصطياد المسلمين في مؤتة، أحرجه وأعجزه[16]

مأزق عجز القوة وقوة العجز

لم يذكروا عن مؤتة شيئًا.. إنه بحلول عام 629م، صار المسلمون يُشكِّلون واحدةً من أقوى الدول في المنطقة[17]، معركة مؤتة في سبتمبر 629م، هاجمت قوة مسلمة صغيرة -جاءت ردًّا على قتل السفير المسلم في مؤتة- لكن تم صدّها[18].

 ويندفع السؤال: كيف يعتبروه انتصارًا ولم يسجلوه في السجل البيزنطي تحديدًا، وسجلاتهم التَّاريخيّة عمومًا؟! فكتاب موريس الاستراتيجي، دليل حرب تمت الإشادة به، لا يَذكر مؤتة إطلاقًا[19].

تعاني السجلات التَّاريخيّة الرومية من حرج شديد، مشكلة المصادر التَّاريخيّة، لمَّا يتم حلها[20]، وما دوَّنه المؤرخ سيبيوس مجرد أخطاء تَاريخيّة[21].

يخلص كيجي إلى أن «محتوى السجلات التاريخية البيزنطية يعاني من التحيُّز، ولا يمكن اعتباره معيارًا موضوعيًّا، فضلًا عن صعوبة التدقيق»[22].

أ- ثمة خياليات بها؛ منها الزعم بأن محمدًا صلى الله عليه وسلم  التقى هرقل بالفعل عندما كان عائدًا من حملاته على الإمبراطورية الساسانية، وطلب الإذن منه بالاستقرار في المدينة المنورة[23]!! وينقض التاريخ هذا الزعم؛ ففي الفترة التي هاجر فيها النبي -صلّى الله عليه وسلم- كانت كل الشام تحت الاحتلال الساساني، ولم يخرج هرقل من القسطنطينية التي حاصرها الفرس حتى سنة 626م.

 ب- مشاكل المصادر غير التَّاريخيّة، خلص المؤرخون إلى ضرورة تجاوزها في صمتٍ[24].

ج- سبق كيجي كل المؤرخين إلى فحص الصور التَّاريخيّة، وخلص إلى أنه لا توجد صورة تاريخية متماسكة، وثبت أن البيزنطيين لم يُسجّلوا الحسابات التَّاريخيّة بوعي، ويفتقرون إلى تسلسل زمني، ولا يوجد مصدر تاريخي يقدم صورة متماسكة عن المسلمين والبيزنطيين[25].    

ورفض كيجي كل ذلك رفضًا مطلقًا، وأقر أن المصادر الإسلامية تُقدِّم أفضل التفسيرات؛ لذا تستحق التقدير[26]. وأنكر كيجي وصول رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم  إلى هرقل، وبرَّر بصعوبة ذلك[27].    

يناقض كيجي نفسه؛ فقد ذكر أن ما تقدمه هذه المصادر، مجرد انطباعات غامضة ومشوشة وميؤوس منها[28]، ويرد عليه Knauf أن محمدًا أرسل أربعة قادة ضد الإمبراطورية البيزنطية جزئيًّا؛ ردًّا على مقتل رسوله ورَفْض رسالته[29].

وأرسل رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- إلى مَن هو أعلى منزلة وقتئذ «كسرى»؛ فلا يُستبعَد أن يرسل إلى الأقل منزلةً.

يرى كيجي من الحكمة اتخاذ نهج متشكك في السجلات البيزنطية؛ لأنهم يبدون دائمًا -بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- بمحاولة عدم انتقاد هرقل وإلقاء اللوم على قادته.

استمر هذا النهج لأجيال... وتم ضبط النغمة بالفعل لإنقاذ هرقل، وساعد على ذلك دَفْعه للمسؤولين المحليين بتنفيذ الأوامر لكأنها من تلقاء أنفسهم، كما حدث مع شرحبيل الغساني عندما أمره باستدراج الحارث الأزديّ الذي كان مُتَّجهًا إلى بصرى، فإذا به يأسره وفي مؤتة يقتله.[30]

لام كيجي هرقل، على تجهيز كمائن للعدو، الكمين الذي جهزه لاصطياد المسلمين في مؤتة... صدمة مؤتة، حذَّر قادته من خطر الاشتباك مع المسلمين، لكن قادته سقطوا في الفخ نفسه[31].

طبقة لاحقة من المؤرخين الغربيين نسبت الهزائم إلى غطرسة هرقل، ولا سيما في دراسات موريس وفوكاس[32]، والبعض ظل مترددًا متّهمًا بأن الحقيقة الكاملة بالطبع، ربما لن تُعرف أبدًا، تظل مجهولة[33].

مناقشة عدد الجند

«فلما وصلوا معان من أرض الشام بلغهم: أن هرقل نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم لخم وجذام والقين وبهراء وبلي في مائة ألف منهم»[34]، وبفحص ومراجعة الرقم يتضح أنه صحيح، ولم يذكر المؤرخون أن كل هذا الرقم شارك في القتال، ذكر ابن إسحاق أن عدد قتلى المسلمين اثني عشر قتيلًا، يعني ما يمثلون 0,04% من سَرِيَّة مؤتة، يعني نسبة لا تُذكر، ولم يتمكن البيزنطيون من أَسْر أحد من المسلمين، موقف يقارب ويتقارب من توازن الردع.

إن هذا الرقم لم يكن خياليًّا، وقدَّره تريدجولد بأكبر من هذا الرقم، وقدَّر جيش الإمبراطورية البيزنطية في القرن السابع «الجيوش الميدانية» بنحو109 آلاف[35]، كان الجيش البيزنطي أكثر من مائة ألف مقاتل، بحسب ابن إسحاق، فقد أُبْلِغَ المسلمون أن 100.000  أو 200.000 من الروم، بالإضافة إلى متنصرة العرب الذين ساندوا الروم، والذين قُدِّر عددهم بمائة ألف.

يُقدّر العلماء المعاصرون القوة الإجمالية للجيش الإمبراطوري تحت حكم جستنيان ما بين 300000 و 350.000 جندي[36]، وقدَّره نورويش في تلك الفترة بمائة وخمسين ألفًا، ويضم الجدول التالي تقديرات لحجم الجيش البيزنطي على مدار تاريخه الطويل[37].

وتبين بأن الرقم صحيح، ولعله أكثر من مائة ألف.

إن سرية مؤتة صدمة أذهلت هرقل، وأعجزت جيشه الإمبراطوري العظيم، آلَم الرومان ما حققته السَرِيَّة من درجة تقارب توازن الرعب، آلَم الرومان أكثر ما أصابهم من صَغَار وهم يواجهون بجيشهم الإمبراطوري العظيم سَرِيَّة من ثلاثة آلاف مقاتل، وقد أعجزتهم.

 ويتساءل البعض: لماذا لم يرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم  جيشًا وهو يعلم صعوبة الموقف وخطورة المهمة؟

كان بإمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن يقود جيشًا، إلا أنه أرسل سَرِيَّة؛ ردًّا قويًّا واضح الدلالة على استهانتهم بقتل رسوله، لذا آلَم الرومان حالة الصَّغار التي استشعرتها عظمتهم وهم يواجهون سَرِيَّة وقد أجهدتهم.

المدهش أيضًا عبقرية المعصوم صلى الله عليه وسلم  منعتهم من أن يدوِّنوا شيئًا في السجلات التاريخية.

 ما أبلغها من رسالة مرَّغت أنفهم في التراب بعد المجد الذي حققوه بالانتصار الساحق العظيم على الإمبراطورية الساسانية.. ماذا يدونون؟!

يدونون -إن تحلّوا بالموضوعية- أن سَرِيَّة صغيرة أعجزتهم، وحققت مبدأ عجز القوة وقوة العجز؟! أم يكتبون أن الجيش الإمبراطوري العظيم انتصر على سرية صغيرة؟!

جحدوا بتوازن الرعب واستيقنته أنفسهم؛ فصمتوا وعجزوا أن يزايدوا، كيف يُسجّلون بأن الجيش الإمبراطوري العظيم بعد انتصاره الساحق العظيم على الإمبراطورية الساسانية، تحدّته سَرِيَّة صغيرة قليلة العدد والعُدّة، ودَعته إلى شرف النزال، ونزل طمعًا في سَحْقها؛ إلا أنها أعجزته ومرَّغت أنفه في التراب؟!

ما أعظم حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم  أرسل سرية فأعجزتهم... ومنعتهم من أن يُدوّنوا شيئًا في السجل التاريخي، ولا تزال الدراسات تُوبِّخهم على شنيع فعلهم[38].

لذا أكد مايكل كوك[39] أن محمدًا نبيّ ناجح، وسياسي ناجح.

وتضيف آرمسترونغ لفتة حنونة تدلل على عمق الترابط بين النبي صلى الله عليه وسلم  وأصحابه: «كانت أسماء زوجة جعفر تخبز الخبز، ولما رأت التعبير على وجه محمد صلى الله عليه وسلم ، أدركت بأن شيئًا فظيعًا قد حدَث، طلب محمد صلى الله عليه وسلم  رؤية ابنيها، جثا على ركبتيه بجانب الابنين الصغيرين، عانقهما وبكى، على الفور بدأت أسماء في الرثاء وسارعت النساء إليها، وقال محمد صلى الله عليه وسلم  وتنهمر الدموع من عينيه: «لا تغفلوا من أن تصنعوا لآل جعفر طعامًا؛ فقد أتاهم ما يشغلهم». وبينما كان محمد صلى الله عليه وسلم  يسير في طريقه إلى المسجد، ولم تجفّ دموعه، ما إن رأته ابنة زيد الصغيرة حتى أسرعت وألقت بنفسها بين ذراعيه، لطالما كان يحملها محمد صلى الله عليه وسلم ، ووقف في الشارع يرفعها بذراعيه عاليًا يهزّها ويبكي[40]، وانطلق بخطوات متثاقلة بطيئة يواسي أهل عبدالله بن رواحة».

أبطال مؤتة إنكم سجَّلتم شرفًا عظيمًا خالدًا، تتصاغر الأجيال مهما أنجزت، وتعجز الكلمات في تقديركم، فسامحوا عجزًا وتقصيرًا، ولن نوفيكم حقوقكم ولا بعضها.


 


[1]  Norwich, John Julius (1997). A Short History of Byzantium. Vintage Books, p. 94

[2]  Zuckerman, Constantin (2013). "Heraclius and the Return of the Holy Cross". Constructing the Seventh Century. Travaux et Mémoires, vol. 17. Paris: Association des Amis du Centre d'Histoire et Civilisation de Byzance, pp. 197-218

[3]  Theophanes: The Chronicle of Theophanes Canfessor, Byzantine and Near Eastern History (AD 248-913), Edited by: Cyril Mango and Roger Scott, Oxford, 1997, P.96.

[4]  The Cambridge Medieval History, Edited by: H.M. Gwatkin, J.P Whitney, Volume II, Cambridge, 1967 p.299.

[5]  Charles, Robert H. (2007) [1916]. The Chronicle of John, Bishop of Nikiu: Translated from Zotenberg's Ethiopic Text. Merchantville, NJ: Evolution Publishing, p. 177.

[6]  Ostrogorsky, G. History of the Byzantine stat, Trans from German by Joan Hassey, Second edition, T.J press, London, 1968 P.129.

[7]  Baynes, Norman H. (1912). "The restoration of the Cross at Jerusalem". , p. 288.

[8]  Frolow, Anatole (1953). "La Vraie Croix et les expéditions d'Héraclius en Perse". Revue des études byzantines. pp. 88-105.

[9]  Tucker, 2010, p.88

[10]  Kaegi 2003, p. 106

[11]  Kaegi 2003, pp. 24-25.

[12]  Kaegi 1992, p. 35.

[13]  Charles, Robert H. (2007) [1916]. The Chronicle of John, Bishop of Nikiu: Translated from Zotenberg's Ethiopic Text. Merchantville, NJ: Evolution Publishing, p. 177.

[14]  Kaegi 1992, p. 72-73.

[15]  Gibbon, Edward (1994). David Womersley (ed.). The History of the Decline and Fall of the Roman Empire. Penguin. , chap. 46, ii.902.

[16]  Kaegi 1992, p.4.

[17]  Lewis 2002, pp. 43

[18]  Kaegi 2003, p. 231

[19]  Kaegi 2003, p. 230

[20]  Suda = Suidas, s.v., «Traianos,» ed. by A. Adler (Leipzig 1935) 4: 582. Theophanes:

A. Proudfoot, «Sources of Theophanes» esp. 426-38; Cyril Mango, «Who Wrote the

Chronicle of Theophanes?,» ZRV1 18 (1978) 9-18; P. Speck, Das geteilte Dossier (Bonn 1988) for an elaborate and complex analysis and most bibliography; Telemachos Loungis,  "C H -rrpcbipr) (3U£OCVTIVTI ioropioypoxpi'a Kai TO Asyouevo VeyaAo xaauaV IUUUEIKTOC 4 (Athens 1981) 49-85, makes some useful points. Cyril Mango, Introduction to his edn of Nicephorus, Patriarch of Constantinople, Short History (Washington: Dumbarton Oaks, 1990(8-18.

[21]  Sebeos, Histoire d* Heraclius, trans, by F. Macler (Paris 1904). R. W. Thomson and Nina Garsoian have discovered many errors in the old Macler translation; there is a new critical edition of the Armenian text: Pamufiwn Sebeosi, ed. by G. V Abgarian (Yerevan: Acad. Arm. SSR, 1979), and a translation by Robert Bedrosian, Sebeos' History (New York: Sources of the Armenian Tradition, 1985). See: Mesrob K. Krikorian, «Sebeos, Historian of the Seventh Century,» and Zaven Arzoumanian, «A Critique of Sebeos and his History of Heraclius, a Seventh-Century Document,» in: Classical Armenian Culture: Influences and Creativity, ed. by Thomas J. Samuelian (University of Pennsylvania Armenian Texts and Studies, 4 [Philadelphia: Scholars Press, 1982]) 52-67, 68-78

اكتشف تمسون في تاريخ هرقل لسيبوس كثير من الأخطاء في ترجمة ماكلر القديمة، وهناك طبعة نقدية جديدة للنص الأرمني طبعة ابجريان G.V Abgarian1979 ، وترجمة لروبرت بدروسيان، تاريخ سيبيوس (نيويورك: مصادر التقليد الأرمني، 1985)، ونقد توماس جيه سامويليان سيبيوس وكتابه تاريخ هرقل في دراسات (النصوص والدراسات الأرمنية بجامعة بنسلفانيا، فيلادلفيا، 1982).

[22]  Kaegi 1992, p. 3.

[23]  Pseudo-Psellos, Historia Syntomos 76, ed. by W. J. Aerts (CFHB [Berlin: De Gruyter, 1990]) 65.

[24]  Fredegarius, Chronicon, ed. by Bruno Krusch, MGH Scriptores Rerum Merovingicarum, T.2 (Hanover 1888); and Continuationes Isidorianae Byzantia Arabica et Hispana, ed. by T. Mommsen, MGHAA, T. 11, CM2: 334-69; Cronica mozdrabe de 754. Edition crttica ytraduccion, ed. by Jose Eduardo Lopez Pereira (Zaragoza 1980); Jose Eduardo Lopez Pereira, Estudio critico sobre la cronica mozdrabe de 754 (Zaragoza 1980) 35-6, 95-9.

[25]  Kaegi 1992, p.6.

[26]  Ibid, p.7

[27]  Ibid, p.69-70

[28]  Ibid, p.7

[29]  Knauf, 1985 Bilad al-Sham Proceedings 1: 73-6.

[30]  Kaegi 1992, p.5.

[31]  Kaegi 1992, p.4.

[32]   Whitby,1972, 515-59.

[33]  Menander Rhetor, 1981, esp. 84-7.

[34]  ابن هشام، السيرة النبوية: 2/388-389.

[35]  Treadgold, (1997)., p. 374 and p. 412

[36]  Maas, 2005, p. 118.

[37]  Norwich, 1996, p.259

[38]  Sebeos, Histoire d* Heraclius, trans, by F. Macler (Paris 1904). R. W. Thomson and Nina Garsoian have discovered many errors in the old Macler translation; there is a new critical edition of the Armenian text: Pamufiwn Sebeosi, ed. by G. V Abgarian (Yerevan: Acad. Arm. SSR, 1979), and a translation by Robert Bedrosian, Sebeos' History (New York: Sources of the Armenian Tradition, 1985). See: Mesrob K. Krikorian, «Sebeos, Historian of the Seventh Century,» and Zaven Arzoumanian, «A Critique of Sebeos and his History of Heraclius, a Seventh-Century Document,» in: Classical Armenian Culture: Influences and Creativity, ed. by Thomas J. Samuelian (University of Pennsylvania Armenian Texts and Studies, 4 [Philadelphia: Scholars Press, 1982]) 52-67, 68-78

[39]  Michael Cook, How and Why Muhammad Made a Difference, Monday, the Pew Forum's biannual Faith Angle conference on religion May 22, 2006 Key West, Florida

[40]  Armstrong, 2007, p.118

 

 

 

أعلى