البابا وبشرية المسيح

البابا وبشرية المسيح


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، وبعد:

يوجينيو سكالفاري، ملحدٌ إيطاليٌ ونديمٌ مقرَّبٌ للبابا الكاثوليكي فرنسيس، يبلغ من العمر 95 خريفاً. وسبق أن صرح هذا الصحفي بأن البابا فرنسيس لا يؤمن بوجود جهنم، وأن الشيوعيين في تفكيرهم كصالحي النصارى. وهو في هذا لا يدوِّن حواراته مع البابا وإنما ينقل من ذاكرته. لكنه صدم العالم النصراني بما نقله - فيما زعم - مؤخراً من أن البابا «يرى أن المسيح هو يسوع الناصري - الإنسان - وليس إلهاً متجسداً. فإنه عندما تجسد لم يعُد إلهاً وإنما صار إنساناً إلى أن مات على الصليب».

استغرب البعض مثل هذه التصريحات ونفوا نسبتها إلى البابا فرنسيس الذي هو رأس النصرانية في هذا الزمان. والحق أن هذه التصريحات - بقطع النظر عن الناقل - لا تستغرَب من رجل جعل جُلَّ همتـه أن يتملق الناس على اختلاف مشاربهم وأديانهم. فتارة يداهن اليهود وتارة المسلمين وتارة من يعملون عمل قوم لوط وهلمَّ جرّاً.

إن هذه المواقف، وإن كانت عقدية المبنى، إلا أنها سياسية المعنى لا يقصد منها إلا تسويق هذا القائد السياسي ليتسنم منصباً سياسياً ذا مسحة دينية كما صنع قسطنطين في القرن الرابع الميلادي. ونقلُ هذه المواقف من طريق صحفي ملحد مقرب من البابا يجعل المتلقي في حال بين القبول لقرب الرجل من البابا، وبين الرد لأنها مواقف تخالف النصرانية. ولو أعلن البابا موقفه من ألوهية المسيح - عليه السلام - صراحة لرفضه كثير من أتباعه، لكنه ذكاء الكنيسة المعهود.

 

أعلى