• - الموافق2024/04/23م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
وسائل مقاومة التقسيم

وسائل مقاومة التقسيم



مفهوم العالم الإسلامي

الإسلام دين عالمي ورسالته للإنسانية جمعاء، وهو لم يأتِ إلى طائفة معينة أو إلى جنس خاص من الناس، وإنما أتى للناس جميعاً، يقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158].

ولا يزال الإسلام ينتشر في الأرض وأمته تتوسع وعالمه يتمدد في كل يوم، لكن ماذا يقصد بالعالم الإسلامي المعاصر؟

إن المقصود بالعالم الإسلامي الدول الإسلامية والأقليات المسلمة، أو هو مفهوم جغرافي يشمل البلدان التي تسكنها أكثرية مسلمة، أو كانت تخضع للمسلمين سابقاً، أو كانت ذات أغلبية مسلمة[1]. ويرى بعض الباحثين أنَّ الدول الإسلامية هي ما تزيد نسبة المسلمين فيها على 50 %[2]، كما أنَّ الأقليات المسلمة تنقسم إلى قسمين: أقليات إسلامية كبيرة، وأقليات إسلامية صغيرة، إذ إنَّ بعض الأقليات تفوق في عددها عدد نسمات دول إسلامية بأكملها.

وتكون مساحة العالم الإسلامي 23% من مساحة اليابسة، أي 31 مليون كم2، ويكون المســــلمون - بحسب آخر الإحصائيات - 26% من مجموع سكان العالم، أي نحو 1500 مليون نسمة.. ويمثل المسلمون الأجناس المختلفة كلها التي تسكن سطح الأرض التي لا تخلو بقعة فيها من مسلم يؤمن بوحدانية الله جلّ جلاله. وبشكل عام يتوزع المسلمون بحسب النسب التالية: 18.7 % في الدول العربية، و63 % في الدول الإسلامية غير العربية، و18.4% في الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، ومع تناسق العالم الإسلامي وانسجامه بسبب ما يجمعهم من قواسم مشتركة، إلا أننا نؤشر إلى أنَّ العالم الإسلامي لسعته شهد تنوعاً في جوانب عدة، منها[3]:

1- التنوع الجغرافي: فالمسلمون يتوزعون في قارات العالم المأهولة جميعها، وقلما نجد بلداً له حضور سياسي إلا وفيه نسبة من المسلمين.

2- التنوع العرقي (الإثنولوجي): فالمسلمون يتوزعون في مجموعات عرقية كثيرة، أبرزها: المجموعة الآرية الهندية وتبلغ نسبتهم 26% من مجموع المسلمين، والمجموعة العربية وتبلغ نسبتهم 18.7%، والمجموعة المغولية التركية وتبلغ نسبتهم 17.5%، والمجموعة الملاوية وتبلغ نسبتهم 16%، والمجموعة الإفريقية والزنجية وتبلغ نسبتهم 13.3%، والمجموعة المغولية الدرافيدية وتبلغ نسبتهم 8.5%، يضاف إليهم المجموعة الأوروبية والأمريكيتان والأسترالية[4].

3 - التنوع في اللغة: إذ يتكلم المسلمون بجميع اللغات الحية في العالم.

4 - التنوع العلمي والثقافي: إنَّ البيئة والحضارة التي تحيط بالمجموعات المسلمة متنوعة، وهذا له امتداد على تنوع العمق العلمي والثقافي للمسلمين.

5 - تنوع الأنظمة السياسية: فمن المعلوم أنَّ المسلمين ينتشرون في دول عدة، وهذه الدول تخضع لأنظمة سياسية متعددة لها آثار على طبيعة الحياة في تلك الدول، وهكذا يتنوع النظام السياسي الذي يحكم الدول الإسلامية والأقليات المسلمة.

وهذه التنوعات تملي على أي فكرة أو مرجعية وحدوية في العالم الإسلامي (سواء أكانت سياسية أم شرعية أم اقتصادية أم إعلامية)؛ أن تراعي هذا التنوع وتعطيه ما يستحق في أهدافها ووسائلها وإجراءاتها، إن أرادت تحقيق دوافع قيامها ومقصدها في الوحدة.

أساليب الوحدة ومقاومة تقسيم العالم الإسلامي:

يمكن لنا أن نرصد ثلاث حقب للعالم الإسلامي باعتبار الوحدة الإسلامية:

الأولى: حقبة الخلافة والدولة الإسلامية (حتى سقوط الدولة العثمانية)، وتمثل الوحدة الإسلامية الإطار العام لها.

الثانية: حقبة الاحتلال (الاستعمار الغربي) لأغلب الدول العربية والإسلامية، وتمثل التجزئة وتفكيك العالم الإسلامي وتقسيمه، ومعلمها العام صاحبته فكرة الوحدة الإسلامية على ضوء المستجدات.

الثالثة: حقبة التحرر من الاحتلال الغربي وقيام أو تشكيل الدول العربية والإسلامية، وأبرز معالمها إقرار التقسيم، مع قيام مشاريع تمهيدية للوحدة الإسلامية.

فالعالم الإسلامي اليوم مقسم إلى دول ودويلات وأقاليم، بل إنه يتعرض اليوم لسياسة عدوانية تقوم على تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، كما حدث في إندونيسيا والسودان ويهدد بقية الدول العربية والإسلامية، ضمن مخطط اليهودي برنارد لويس، وإزاء ذلك ومع صعود الحركات الإسلامية سياسياً واقتصادياً وإعلامياً؛ فإن المسؤولية تتعاظم في مواجهة مشاريع التقسيم.

ويمكن أن نحدد أهم الأساليب في مقاومة مشاريع التقسيم وفي قيام الوحدة الإسلامية، ومنها:

أولاً: ترسيخ ثقافة الوحدة الإسلامية ونبذ التقسيم والتفرق:

بعد أن وطئ التتار أرض المسلمين تولّدت لدى علماء الأمة ومفكريها الرغبة في ضرورة اجتماع المسلمين وتوحدهم، فقد أصّل لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية قائلاً: لا بد للناس من الاجتماع والتعاون والتناصر لجلب المنافع ودفع المضار[5]. فقد أحس ابن تيمية بالخطر المحدق على الخلافة الإسلامية والدولة الإسلامية من الخارج من التتار الذين دمروا الكثير من البلاد الإسلامية أواخر القرن الرابع عشر الميلادي، كذلك أحس بالفساد الذي استشرى في البلاد الإسلامية؛ لهذا ينادي بالوحدة الإسلامية الصحيحة في ظل الخلافة العباسية القائمة، وينادي بتطهير الدولة من المفسدين ومن الفساد، أي إنَّ ابن تيمية ينادي بتحويل الوحدة الإسلامية الظاهرية تحت إمرة الخليفة العباسي إلى وحدة إسلامية حقيقية يقوم فيها خليفة المسلمين بواجباته وسلطاته السياسية والروحية[6].

إن تأصيل العلماء، لا سيما المجددين، لمفهوم الوحدة الإسلامية الصحيحة؛ هدفه السعي إلى إشاعة ثقافة الوحدة الإسلامية في المجتمعات الإسلامية، ومن ثم تبصير قادتها بتحمّل مسؤولية تحقيقها وانتهاءً بقيامها.

ومما يعين على ذلك أن الشريعة الإسلامية زاخرة بالنصوص التي تؤكد على الوحدة وأنها فريضة تتحمّل الأمة مسؤوليتها، مثلما تحدد أسباب الفرقة والتشرذم، يقول الله تعالى:

- {وَإنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ 52 فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ 53 فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ} [المؤمنون: 52-54].

- {وَمَا كَانَ النَّاسُ إلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [يونس: 19].

- {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْـحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِـمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْـحَقِّ بِإذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة: 213].

ونلاحظ أن الآيات السابقة جمعت بين الدعوة للوحدة وأنها أصل قيام الأمة، والتحذير من الفرقة والانقسام والاختلاف، كما أنها أرجعت أسبابها إلى الناس أنفسهم، لا سيما قادتهم الدينيين والسياسيين.

ومن السنة: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم:

- «مَثَلُ المُؤْمِنينَ في تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى»[7].

- «الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنِ اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ»[8]، وفي رواية أخرى «المسلمون كرجل واحد».

- «إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهْي جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ»[9].

قال الإمام النووي في شرحه (12/241): فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام أو أراد تفريق كلمة المسلمين ونحو ذلك، وينهى عن ذلك، فإن لم ينته قوتل، وإن لم يندفع شره إلا بقتله فقتل كان هدراً، فقوله صلى الله عليه وسلم فاضربوه بالسيف وفي الرواية الأخرى فاقتلوه، معناه إذا لم يندفع إلا بذلك، وقوله صلى الله عليه وسلم (يريد أن يشق عصاكم) معناه يفرق جماعتكم كما تفرق العصاة المشقوقة، وهو عبارة عن اختلاف الكلمة وتنافر النفوس.

ثانياً: دعم معالم الوحدة الإسلامية:

قلنا سابقاً إن هناك قواسم مشتركة في الأمة الإسلامية تدعم تحقيق وحدتها، وتحفظها من الانهيار في هاوية الانقسام والتفرق والتشرذم، ومن تلكم القواسم المشتركة: «عقيدة التوحيد، ووحدة الرسالة والنبوة، ووحدة الدستور، ووحدة مرجعية التشريع من القرآن والسنة، والتاريخ الإسلامي المشترك، واللغة العربية المشتركة، ووحدة الشعور والغاية، ووحدة التبليغ باللسان والسنان».

وعلى سبيل التمثيل، لو عدنا إلى النصوص القرآنية السابقة التي تؤصّل للوحدة وتؤسّس لها في الأمة؛ لوجدناها تربط الوحدة بأصل عظيم، مثلما تدلّل على أن التفريط بهذا الأصل واتباع نواقضه من أعظم الأسباب المؤدية إلى التقسيم والتفرق والتمزق، إنه التوحيد الخالص لله تعالى في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته والالتزام بمقتضيات هذا التوحيد، يقول الله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِـخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ 30 مُنِيبِينَ إلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْـمُشْرِكِينَ 31 مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 30-32]، ويقول سبحانه: {إنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إنَّمَا أَمْرُهُمْ إلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159].

فالتوحيد أصل الوحدة الإسلامية، والشرك والنفاق والمعاصي أصل الفرقة والتشرذم والاختلاف المذموم، وما شاع في الأمة إلا أسرعت إليها مشاريع التقسيم، وهكذا بالنسبة لبقية المعالم التي ينبغي الاهتمام بها ودعمها من أجل جمع أبناء الأمة عليها، فإذا ما اجتمعت وانقادت لها وحكمتها في شؤونها كافة، سهل الطريق أمام توحيد الأمة وإفشال مشاريع التقسيم.

 التوحيد والوحدة.. أيهما أولى:

هنالك مسألة اختلف فيها الدعاة والمتصدّرون لشأن الأمة، مفادها: أيهما أولى بالانطلاقة منه: أن نوحد الأمة ثم ندعوها إلى التوحيد، أم نقيم التوحيد ثم ندعوها إلى الوحدة تحت رايته؟

لقد استدل القائلون بالقول الأول بما دار بين موسى وهارون عليهما السلام: {قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا 92 أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي 93 قَالَ يَا بْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: 92-94]، يقول الإمام القرطبي في (الجامع لأحكام القرآن، 11/159): أي خشيت أن أخرج وأتركهم وقد أمرتني أن أخرج معهم، فلو خرجت لاتبعني قوم ويتخلف مع العجل قوم، وربما أدى الأمر إلى سفك الدماء، وخشيت إن زجرتهم أن يقع قتال فتلومني على ذلك.

يعقب د. أمين المصلح في (إتحاف الغر بأن الخلاف شر، ص 47) على هذا الاستدلال قائلاً: هناك فروق واضحة بين صنيع هارون عليه السلام وبين صنيع بعض المسلمين من الشخصيات وربما الجماعات التي تريد جمع الناس – كما يقولون -، إذ يريدون تمرير أعظم أبواب الشرك والثناء على أهله لأجَلٍ غير معلوم، وعدم اتخاذ الأسباب المشروعة في تغيير الواقع بحسب الضوابط الشرعية، بل ربما ظنوا عدم وجود أثر لهذا وقد يصححون بعضه. لقد كان بنو إسرائيل وقتذاك أهل توحيد طرأ عليهم الشرك، فقام هارون - عليه السلام - بواجب البيان والإنكار على أتم وجه وأفضل سلوك، وقد ترجح عنده أن هذا الشرك لن يطول بل هو مؤقت سيزول بقدوم موسى - عليه السلام -، ولو تركهم لتفرق الناس وتقاتلوا فيصبح جمعهم على الحق والهدى أمراً عسراً، ويذهب في هذه الفتنة كثير من الدهماء والعامة الذين يمكن ردهم بيسر وسهولة حال حضور الكليم عليه السلام، كما أن هارون كان مستضعفاً ولم يكن لديه من المزايا والتأثير والهيبة والصلاحيات التي عند موسى، وهو وكيل ووزير وموسى هو الأصيل وولي الأمر، فاجتهد في دفع المفسدة المفرقة والسيطرة على الوضع على حاله مع البيان للجميع، وترجح عند هارون – بفعله ذاك - أنه ملتزم بأمر موسى ووصيته بالإصلاح وعدم اتباع سبيل المفسدين، ولذلك لما رجع موسى استطاع أن يصلح الحال، ولو تركهم هارون لضاعت فرصة الإصلاح هذه، ولوقع تحت طائلة التقصير في عدم لزوم وصية موسى والنص على البقاء والإصلاح، ولا شك أن الإنسان إذا فعل ما باستطاعته فهو مأجور مشكور وليس آثماً ولا مؤاخذاً، قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].

ونضيف أن الانقسام والفرقة الداخلية حصلت فعلياً في بني إسرائيل بسبب الشرك الذي دبّ فيهم جراء صنيع السامري، كما أن موسى عليه السلام قام بتحطيم العجل فور عودته وقضى على فتنة الشرك، فعاد التوحيد ومعه تحققت الوحدة الشاملة في بني إسرائيل ثانية مع عقوبة صارمة لمن أشرك بالله.

ثالثاً: إيجاد المرجعية الموحدة:

إن من الأساليب التي يمكن اعتمادها في مواجهة مشاريع التقسيم، سواء على مستوى الدول أو الدولة الواحدة؛ العمل الجاد على تعزيز وجود المشاريع المشتركة والمرجعية الموحدة وفي مجالات الحياة كافة (السياسية والشرعية والاقتصادية والعسكرية والإعلامية والتعليمية)[10].

المرجعية السياسية الإسلامية: لقد أدركت الدولة العثمانية أنها سائرة إلى السقوط، وخشي السلطان العثماني عبد الحميد أن يؤدي ذلك إلى ضياع الوحدة الإسلامية، مدركاً في الوقت نفسه أن الإسلام يحمل في طياته معالم الوحدة الإسلامية لقوته وشدة تأثيره بأبنائه، ولذلك فكر بإيجاد مرجعية إسلامية موحدة، يقول في مذكراته (ص 24): إنَّ القوة الوحيدة التي ستجعلنا واقفين على أقدامنا هي الإسلام.. وإننا أمة قوية بشرط أن نكون مخلصين لهذا الدين العظيم. ومن هنا جاءت محاولة السلطان عبد الحميد تأسيس الجامعة الإسلامية على نحو يؤيد نفوذ القوة الإسلامية القائمة باسم الدولة العثمانية كقوة مقاومة للنفوذ الغربي.

وبقيت فكرة الجامعة الإسلامية مجرد فكرة لم تجد طريقها إلى الواقع، ويمكن أن نعزو سبب فشل قيام الجامعة الإسلامية إلى ثلاثة عوامل رئيسة، هي: ضعف الدولة العثمانية داخلياً وخارجياً، ولم تكن الظروف الإقليمية والدولية آنذاك في صالح الدولة العثمانية عموماً والسلطان عبد الحميد خصوصاً، وأخيراً تنامي التيار القومي داخل تركيا قابله تنامي التيار القومي العربي في البلدان العربية، ما أضعف سيطرة الدولة العثمانية على هذه البلدان[11].

وبعد سقوط الدولة العثمانية وما تلاه من سقوط للبلدان الإسلامية تحت الاحتلال الأجنبي وما أصابها من تخلف وتمزق؛ كل هذه الظروف دفعت نخبة من مفكري العالم الإسلامي إلى تجديد الدعوة لإيجاد مرجعية للعالم الإسلامي بغض النظر عن اسمها، ولم تقتصر الدعوة إلى إيجاد مرجعية للعالم الإسلامي على المفكرين، وإنما كانت هناك جهود رسمية قام بها بعض الدول العربية والإسلامية، فقد عُقد العديد من المؤتمرات الدولية للعمل على إقامة منظمة إسلامية دولية تكون مرجعية للدول الإسلامية تتولى تنظيم العلاقات بين الدول الإسلامية، ومن ذلك: مؤتمر مكة المكرمة عام 1924م، ومؤتمر الخلافة في مصر عام 1926م، ومؤتمر العالم الإسلامي بمكة المكرمة في حزيران عام 1926م، وفي كانون الأول من عام 1931م عقد مؤتمر إسلامي عالمي في القدس من أجل التضامن الإسلامي وانبثق عنه إنشاء منظمة إسلامية دولية دائمة، وبعد قيام دولة باكستان عقد فيها مؤتمر العالم الإسلامي عام 1949م، ومؤتمر آخر عام 1951م، وفي عام 1954م عقد مؤتمر في القاهرة ضم عدداً من الدول الإسلامية وقرروا إنشاء منظمة دولية أطلقوا عليها (مؤتمر العالم الإسلامي). وجميع المؤتمرات آنفة الذكر وما انبثق عنها لم يكتب له الدوام، ويمكن عزو ذلك إلى:

1 - الصراع بين التيار القومي الذي تتزعمه كل من مصر وسورية والعراق واليمن وتركيا وإيران في عهد الشاه، والتيار الإسلامي الذي تقوده كل من السعودية والمغرب ودول الخليج وباكستان وأفغانستان.

2 - تخوف بعض الدول العربية من إقامة منظمة إسلامية على حساب إضعاف جامعة الدول العربية، لا سيما أن الدول العربية تعد محور الدول الإسلامية.

3 - لم يكن الغرب والصهيونية يرغبان في إقامة منظمة إسلامية دولية، لا سيما إذا ما تبنت هذه المنظمة القضية الفلسطينية، ولهذا كان لهما دور خفي في عدم إقامة هذه المنظمة، كما أنَّ المعسكر الاشتراكي لم يكن راغباً في إقامة منظمة إسلامية دولية لأسباب أيديولوجية معادية للدين.

4 - يضاف إلى ذلك أنَّ هناك صراعاً بين الأنظمة الحاكمة وبين الحركات والقيادات الإسلامية، وأن قيام منظمة إسلامية دولية قد يعزز الثقة عند هذه الحركات ويحفزها للانتشار والتوسع والقوة ما يؤثر على سلطتهم وامتيازاتهم.

ومع اكتمال تحرر أغلب البلدان العربية والإسلامية، جاءت مرحلة تأسيس المنظمات الإسلامية الجماهيرية والسياسية العالمية، منها:

- رابطة العالم الإسلامي، وأسست عام 1381هـ الموافق (مايو 1962).

- منظمة المؤتمر الإسلامي، وعقد أول مؤتمر لها في 22/2/1974م، (وتم مؤخراً تغيير اسمها إلى منظمة التضامن الإسلامي).

وقد أثبتت هاتان المرجعيتان أنهما أهم المرجعيات في العالم الإسلامي، ولو بشكل جزئي، ولم ترتقيا لتكونا مرجعية موحدة وشاملة للعالم الإسلامي، وذلك لخضوعهما للمقررات السياسية للدول المؤسسة والداعمة لهما، ولأنهما لم تنصا في ميثاقهما وضمن أهدافهما على تحقيق الوحدة الإسلامية، وإنما اكتفتا بالإشارة إلى تحقيق التضامن السياسي للدول الأعضاء، ومما يؤكد الدور الإيجابي لهاتين المرجعيتين أنهما أسّستا كيانات فقهية واقتصادية وإعلامية وتربوية عالمية أسهمت ولو بشكل يسير في الحفاظ على الوضع القائم في الدول الإسلامية.

المرجعية الشرعية:

شكّل الاجتهاد الجماعي على مدار العصور الإسلامية صورة من صور الوحدة الإسلامية، ومعلماً من معالم مقاومة الفرقة والتعصب المذهبي، وإن لم تظهر بصورة جلية في عصور الخلافة الإسلامية؛ لأن الوحدة الإسلامية كانت قائمة. وأما في العصر الحديث فإن الحاجة إلى إيجاد مرجعية فقهية موحدة يتم من خلالها مناقشة المسائل والحوادث والنوازل والقضايا التي تعم بها البلوى؛ شكلت خطوة متقدمة في إطار الاجتهاد الجماعي، يقول بديع الزمان النورسي في كتابه صيقل الإسلام (ص 352): كيف يا ترى يكون بمقدور شخص واحد القيام بكل تلك الأعباء، لسنا في الزمان الغابر، إذ كان الحاكم شخصاً واحداً، ومفتيه ربما شخص واحد أيضاً، يصحح رأيه ويصوبه، فالزمان الآن زمان الجماعة، والحاكم شخص معنوي ينبثق من روح الجماعة، فمجالس الشورى تملك تلك الشخصية.. فالحاجة شديدة إلى مثل هذا المجلس الشوري الشرعي، فإن لم يؤسس في مركز الخلافة فيؤسس بالضرورة في مكان آخر.

ثم كانت دعوة شيخ الزيتونة الإمام ابن عاشور إلى قيام مؤسسة علمية، يقول في كتابه مقاصد الشريعة الإسلامية (ص 302): أقل ما يجب على العلماء في هذا العصر أن يبتدئوا به من هذا الغرض العلمي، هو أن يسعوا إلى جمع مجمع علمي يحضره أكبر العلماء بالعلوم الشرعية في كل قطر إسلامي، على اختلاف مذاهب المسلمين في الأقطار، ويبسطوا بينهم حاجات الأمة، ويصدروا فيها عن وفاق فيما يتعين عمل الأمة عليه، ويعلموا أقطار الإسلام بمقرراتهم، فلا أحسب أحداً ينصرف عن اتباعهم.

وفعلاً تشكل عدد من المجامع الفقهية التي أصبحت مرجعاً إسلامياً أسهم في الحد من الفوضى التي ولدتها مشاريع التقسيم والتجزئة في البلدان الإسلامية، ولعل من أبرزها:

- مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الذي أسس عام 1961م، وكان الأمل أن يغدو هذا المجمع نواة صالحة تنبت الكيان الكامل للمجمع العالمي المطلوب، لولا وقوعه منذ تأسيسه تحت نفوذ النظام الحاكم وتوجيهه.

- المجمع الفقهي الإسلامي لرابطة العالم الإسلامي: وقد تم تشكيله في مكة المكرمة عام 1398هـ - 1977م.

- مجمع الفقه الإسلامي لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وقد أقيم المؤتمر التأسيسي له بمكة المكرمة في شعبان 1403هـ - تموز 1983م، وتم إقرار نظامه الداخلي، وقد حددت أهدافه في المادة الرابعة، إذ يعمل على: تحقيق الوحدة الإسلامية نظرياً وعملياً عن طريق السلوك الإنساني ذاتياً واجتماعياً ودولياً وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية، وشد الأمة الإسلامية لعقيدتها ودراسة مشكلات الحياة المعاصرة فيها، اجتهاداً أصيلاً لتقديم الحلول النابعة من الشريعة الإسلامية.

- الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وأسس عام 2004م، ونجد رئيسه الدكتور يوسف القرضاوي يشير إلى مرجعية هذا الاتحاد، معللاً قيامه وهدفه هو من أجل: إيجاد مرجعية عالمية إسلامية بديلة عن الخلافة يلتقي حولها المسلمون في قضاياهم ومواقفهم من الأحداث عالمياً، وتعلو فوق كل التجمعات الفقهية الإقليمية، ولذا تميز هذا الاتحاد بعدم الاكتفاء بإصدار المقررات الفقهية، وإنما بالتنسيق بين العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي.

إن أهمية قيام المرجعية الفقهية والشرعية وقوة تأثيرها في أبناء الأمة الإسلامية، تأتي من تمسكها بالمرجعية العليا للمسلمين (الكتاب والسنة)، ومن هيبة العلماء الربانيين لدى الناس وانقيادهم لهم، ولذا؛ فإن من أهم ما نواجه به مشاريع التقسيم هو العمل على توحيد المرجعية الفقيهة في الأمة، فإذا كان العلماء على كلمة واحدة اجتمع عليهم الناس بغض النظر عن اختلاف أوطانهم وأجناسهم.

وسائل مقاومة مشاريع التقسيم:

إن ما تم عرضه آنفاً يستلزم اعتماد وسائل فاعلة ومؤثرة لتعبيد الطريق أمام الوحدة الإسلامية ومواجهة مشاريع التقسيم، ومنها:

وسائل سياسية: إن نشر ثقافة الوحدة ومقاومة التقسيم، ودعم معالم الوحدة الإسلامية، والعمل الجاد على قيام المرجعيات والمشاريع المشتركة بين الدول الإسلامية أو تفعيل القائم منها؛ تكون عبر القنوات السياسية، وهي من أقصر الطرق لتحقيقها، ولذا يجب أن يتحمّل زعماء الأمة وقادة الحركات الإسلامية مسؤولية نشر مبادئ ومعالم وسبل الوحدة الإسلامية وجعلها هدفاً وغاية في أي تجمع أو منظمة أو جامعة يرومون إنشاءها، وعليهم بذل أقصى الجهود لوقف مشاريع التقسيم وإن كلفهم ذلك تضحيات كبيرة.

وسائل اقتصادية: من خلال السعي الجاد إلى إقامة سوق مشتركة موحدة للدول الإسلامية والإفادة من مواردها الطبيعية وحاجة السوق العالمية إليها في التأثير على القرار السياسي الدولي، وما تجربة إيقاف ضخ البترول في حرب 73 إلا أنموذج، كما أن تنظيم موارد الزكاة ومصارفها له دور في إغناء الشعوب الإسلامية الفقيرة وقطع الطريق أمام مشاريع التنصير وغيرها الهادفة لتفكيك المجتمع وسلخه عن هويته وأمته.

وسائل إعلامية: بالتركيز على صناعة برامج تدعو إلى الوحدة وتحذر من التقسيم، مع جمع المادة الأرشيفية من تاريخ الأمة، وتنظيم الحملات الإعلامية السنوية التي تدعو إلى الوحدة الإسلامية والإكثار منها، «فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره، ومن أكثر من ذكره سعى إلى تحصيله»؛ واغتنام المناسبات المحلية والعالمية والحرص على المشاركة في التجمعات ذات الحشد الجماهيري، وإقامة المهرجانات السنوية التي تتضمن فعاليات متنوعة، وإقامة المسابقات الثقافية والأدبية والعلمية، وكل ذلك يدور محور محتواه على الوحدة الإسلامية ورفض التقسيم، وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ألقى خُطْبَةً فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، أَبَلَّغْتُ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ثُمَّ قَالَ: أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ. ثُمَّ قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ. قَالَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟ قَالُوا: بَلَدٌ حَرَامٌ. قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَبَلَّغْتُ؟ قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ. أخرجه أحمد (23489)، وفي رواية: «إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ودينكم واحد ونبيكم واحد».

كما على المؤسسات الإعلامية الإسلامية السعي إلى تشكيل مجمع الإعلام الإسلامي الذي يضم مركز دراسات ومعلومات الوحدة الإسلامية، ووكالة أنباء إسلامية عالمية تغطي الأخبار وتصنع المادة الإعلامية، فتصدرها وتقضي على الفوضى التي تسببها التبعية والهيمنة الغربية على إعلامنا الموجَّه للدول الإسلامية؛ وشركة إنتاج فني عملاقة لها القدرة على إنتاج البرامج ذات التكلفة العالية.

وسائل تربوية وتعليمية: إن نشر ثقافة الوحدة الإسلامية ومقاومة مشاريع التقسيم، وإن دعم معالم الوحدة الإسلامية والتمسك بها؛ يستلزم ترسيخها في نفوس أبناء الأمة، وذلك من خلال وسائل التربية والتعليم وبرامجه في جميع المراحل الدراسية، من التمهيدي حتى الدراسات العليا، وأن تقدم إلى أبنائنا بأساليب مشوقة وليست منفرة، معمقة راسخة وليست سطحية هشة سرعان ما تزول من الأذهان.

وسائل عسكرية: إن مشاريع التقسيم تستند في نجاحها إلى القوة المسلحة وفرض ذلك على دول العالم الإسلامي بالقوة، ولذا فإن مواجهة هذه المشاريع لا بد أن تقوم على بناء مؤسسة عسكرية إسلامية منضبطة قادرة على حماية الأمة في الأزمات، وتكون مصدر ردع واطمئنان في السلم، وما تجربة درع الجزيرة في أحداث البحرين ببعيدة عنا، يقول الله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْـخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ} [الأنفال: 60].

إنشاء مركز دراسات الوحدة الإسلامية: على قادة الأمة ومفكريها التفكير الجاد بإنشاء مركز عالمي لدراسات الوحدة الإسلامية يقوم على إعداد البحوث والدراسات العلمية ورصد مشاريع التقسيم وتحليلها ووضع برامج عملية لتعزيز الوحدة الإسلامية ومقاومة مشاريع التقسيم وإقامة ورش عملية في البلدان المهددة بالتقسيم، مع الاهتمام بدراسة مآلات المشاريع والتمييز بين الأثر السياسي والاجتماعي لها.

إن جميع الوسائل أعلاه لا بد أن يسبقها استشعار عظيم للمسؤولية الملقاة على قادة الأمة الإسلامية وأنهم يتحمّلون أمانة الحفاظ على وحدة الأمة ومواجهة مشاريع تقسيمها، وأنه مشروع حضاري كبير يستلزم جهوداً جبارة، كما أن عليهم استحضار النية الخالصة لوجه الله تعالى في سعيهم الجاد لوحدة الأمة الإسلامية بعيداً عن المكاسب الشخصية والفئوية البحتة، مع همة عالية وعمل دؤوب، فالطريق إلى الوحدة وعر وطويل ومحفوف بالمخاطر.

 

:: مجلة البيان العدد 305 محرم 1434هـ، نوفمبر 2012م.


[1] حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة، د. جميل عبد الله المصري، ص 16.

[2] جغرافية العالم الإسلامي واقتصادياته، د. محمود أبو العلا، ص 23.

[3] المرجعية الإعلامية في الإسلام، د. طه أحمد، ص 182.

[4] جغرافية العالم الإسلامي، ص 24 – 25.

[5] السياسة الشرعية، ص 35.

[6] جغرافية العالم الإسلامي، ص 462.

[7] أخرجه البخاري (6011)، ومسلم (6751).

[8] أخرجه مسلم (6753).

[9] أخرجه مسلم (4902).

[10] سنقتصر بالتمثيل على المرجعية السياسية والمرجعية الشرعية لكونهما محور الطاعة في قوله تعالى: «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم».

[11] منظمة المؤتمر الإسلامي، د. سهيل الفتلاوي، ص 60.

أعلى