انكسار

انكسار


يا لها من لوعة..! يا لها من مرارة يغص بها حلقي..! ويا له من ألم يعتصر قلبي..! آه.. قلبي الكسير..! كانت الصدمة أكبر من قدرتك على تحمّلها..! قلبي الرقيق.. أشفق عليك..! ليتك ما أقدمت..! ولكن.. ماذا يفيد الندم..؟! مررت بالتجربة القاسية..! علّك لا تعاود..! أسمع أنينك.. وأرى دموعك.. وأشعر بعجزي..! ستداويك الأيام..! النسيان من صفاتنا.. والصبر يجب أن يكون سلاحنا.. كنا وما زلنا وسنبقى رفقاء.. لن تؤثر فينا تجربة قاسية..! لن تثنينا عن استكمال مشوار حياتنا..! سنتغلب عليها.. سننتصر.. حتماً سننتصر.. لن أتخلى عنك فأنت منِّي وأنا منك وبك..! أنت تملأ شراييني بمداد الحياة.. وأنا أمدك بترياق سمومها..!

• • • •

قرأتَ في ملامح وجهها وهماً حسبته حباً..! أخذك جمالها الفاتن..! ووقعت في براثن إغراءاتها الخادعة..! جرفتك أمواجها العالية وألقتك في أعماق بحورها وأنت لا تجيد العوم..! شرّدتك ريحها العاتية.. أصم أذنيك هدير رعدها..! وأعمى بصرك برق غيومها المنذرة.. وضعت نفسك بين غرق وبرق..! انسقت في لهفٍ عازماً اغتنام الفرصة.. قلت هامساً: الفرصة لا تأتي سوى مرة واحدة.. وعليّ التمسك بتلابيبها.. والقتال في سبيل تحقيقها..! لم يستطع صوتي الجهوري أن يخترق أذنك الصماء..! فاستعنت بعيني علّها تنجح في إيصال رسالات تحذيري.. ولم ترنِ عينك العمياء..! ولم أمِلّ من محاولاتي.. ولم تملّ أنت من صدودك..! حتى وقعت في شباكها.. وأصبحت أسيراً في بلاطها.. كطير كسير الجناح.. حبيس قفص..! لا قدرة لك على التحليق.. ولا رغبة لك في فك القيد..! قَذَفْتَ حبها فيك وأغلقت أبوابك.. قائلاً في نفسك: حبها دافعي على الظفر بها..!

كدتُ أفقد نفسي وأنا أراك في حالك المهين.. تساءلت: أهذا قلبي الذي أعرفه..؟! أهذا خليلي الذي عاهدني أن نبقى أحراراً لا تنكسر لنا هامة.. ولا يلين لنا جانب.. ولا تأخذنا الأهواء.. ولا نلج بحاراً نجهلها فتقذفنا الأمواج.. ولا نضعها في أعماقنا..! غرتك بزينتها..! تلاعبت بك.. ! سَخِرَت من لهفك عليها..! باعتك بثمن بخس..! لا أؤنبك.. لكني أذكرك.. ابكِ.. وانتحب.. وأعلن ندمك.. فهذه بداية الطريق..! اصرخ بها مدوية: لا سلطان لَكِ عليّ بعد اليوم..!

• • • •

:: مجلة البيان العدد  321 جمادى الأولى 1435هـ، مارس  2014م.

 

 

أعلى