مَلَؤوا الأرضَ بالذنوب

مَلَؤوا الأرضَ بالذنوب

 

ربِّ إنِّي أسأتُ فاغفِرْ ذُنوبي

أنتَ ربِّي وأنتَ خيرُ مُجيبِ

أنتَ لولاكَ ما اهتدَيْنا لخيرٍ

أو ترَكْنا قُلامةً مِن ذُنوبِ

أنتَ تَهدي للحقِّ مَن شئتَ أو تُهـ

لِكُ بالذَّنبِ كلَّ باغٍ مُريبِ

غافرُ الذَّنبِ قابلُ التَّوبِ لا مَلْـ

جَأَ إلا إليكَ عند الكروبِ

فبِظُلمٍ منَّا عظيمٍ دَهَتْنا

عادياتُ الرَّدَى بِشَـرِّ الخُطوبِ

لو أنَبْنا إليكَ ما نال منَّا

طارقُ الهمِّ أو عَدِيُّ الشُّحوبِ

غيرَ أنَّ النُّفوسَ طابَتْ لأمرٍ

فاستَحقَّتْه في ظَلامِ القُلوبِ

قَدْ رأوا بَيِّناتِ أمرٍ عظيمٍ

لو أفاقوا مِن ذلك التَّكذيبِ

أنتَ أمَّلتَهم بِعفوِكَ حتى

نَثَروا الذَّنبَ في بِقاعِ الدُّروبِ

كيف لو عُوقِبوا بما قد جَنَوه

بِصُنوفِ التَّنكيلِ والتَّعذيبِ 

مَلَؤوا الأرضَ بالذُّنوبِ وجاؤوا

بِهَوانِ المستَضْعَفِ المكروبِ

أنتَ تَقضـي بين العبادِ بِفَصلٍ

ما لَه مِن مُعَقِّبٍ مطلوبِ

قد تجلَّتْ آياتُكَ الغُرُّ فيهم

لو وعَى قلبُ غافلٍ محجوبِ

ورأوا نُورَكَ المبِينَ فضلُّوا

عن هُداهُ فخابَ كلُّ طَلُوبِ

صرَفَتْهم عن ذِكرِهِ أُمنِيَاتٌ

تتمادَى بالزَّيفِ والتَّرغيبِ 

تَبِعوها وأغفَلوا كلَّ داعٍ

لِلهُدَى فاستَتَمَّ كلُّ عجيبِ

كلُّ شرٍّ بما جنَتْه الأيادي

وإلى اللهِ أمرُ كلِّ مُنيبِ

فاستَقِمْ للذي هَداكَ وسبِّحْ

باسمِ ربِّ العبادِ قبلَ الغروبِ

كيف يَهدي الرَّحمنُ قوماً تَولَّوْا

وتَعاطَوْا في الدِّينِ كلَّ غريبِ

أمْ لهم عهدٌ عند ربِّكَ ماضٍ

أمْ تناسَوْا عذابَ يومٍ قريبِ 

بل لهم يومٌ يُهْرَعُونَ إليه

فيُجازَى بالشَّـرِّ كلُّ كذوبِ

أعلى