الغزو الشيعي.. وضرورة التصدي له

الغزو الشيعي.. وضرورة التصدي له

إنَّ من يستحضر واقع المنطقة فيجوب بفكره الأراضي دون أن يطأها، يدرك أنَّ ثمة غزواً شيعياً يهدد المنطقة ويزعزع أمنها؛ إذ الأحداث الجارية في الساحة تجعلنا ندرك خطر هذا الغزو بشقيه العسكري والفكري؛ فهناك جنود تدرّب وتجنّد، وهناك طلاب يستقطبون ليدرسون في الحوزات، وهناك مراكز علمية وملحقات ثقافية منتشرة في أنحاء العالم، وهناك حالات إعدام لأهل السنة تجاوزت غير المعقول، وهناك زحف جغرافي واستيلاء على مناطق برمتها، فما الأحواز عنا ببعيد، والحوثية تنخر في اليمن السعيد، وسورية تباد بالكيماوي؛ ولا حظر ولا استنكار أممياً، ومغازلة مجوسية لأرض «كنانة»، وكأن التاريخ يعيد نفسه بأحداث متشابهة؛ فالتحالف بين اليهود والنصارى مع الرافضة ضد السنة مبرم عقده منذ أن نشأ، ولا يزال، إذ ثمة مخطط يهيمن على المنطقة بشتى السبل يقوى حيناً ويخفت تُقية حيناً آخر، وما هو إلا جذوة فكرية تمتد ولا تخمد، تتوقد بين حين وآخر بنفثات غربية ومحالفات صهيونية، والعاقل يبصر ولا ينكر، ويقرأ ويعي خطر المرحلة الراهنة لهذا الغزو.

ولقد استخدم الرافضة الغزو الفكري تمهيداً للغزو العسكري، فأمست الفضائيات آلة معرفية ضخمة لصنع الأفكار وتوجيه المعتقدات باستخدام فنون غاية في الإتقان ووسائل تخلب الألباب، لذا تم استخدمها لتحقيق الخسائر الفادحة للمعتقد والقيم، والهزيمة النفسية والفكرية، وقد صرح أحد المسؤولين في إحدى القنوات الشيعية قائلاً: (لذا يتطلب من قنواتنا الشيعية الحرص على تقوية برامجها وتحديث أساليبها للدخول إلى عقل وقلب المتلقي، وإلا لن يكون ثمة داع لوجودها)[1]. فلم تعد القنوات الفضائية مجرد شاشة مرئية يتسلى بها المرء بقدر ما هي آلة تحفر في فكره ونفسه؛ ليتشرّب كل ما يشاهده، فيتضخم المخزون المعرفي في ذهنه لصالح ما يعرض ويشاهد! إذ جحافل العسكر تحيط بالمنطقة!

وفي لمحة سريعة للقنوات الشيعية، نجد أن عددها ليس بالقليل، فمنها: (المنار، الأنوار، المعارف، الزهراء، الكوثر، فورتين، الإيمان، الغدير، الفيحاء، الثقلين، الفرات، المسار، العراقية، الفرقان، آفاق، طه للأطفال، وهادي للأطفال).

ورغم تكاثر عددها إلا أن رصد وتحليل خطابها وتأثيره على الأمد القريب والبعيد على المشاهد لم يحظَ بالدراسة المتخصصة إلا في القليل النادر[2]! إضافة إلى محدودية عدد القنوات الفضائية التي تكشف حقيقة التمدد الفضائي الشيعي، وهي: صفا، وصال، البرهان، والأحواز؛ إلا أن لها جهوداً مباركة. ولك أن تتأمل النسبة غير متكافئة العدد بين إعلام متحرر هادم وإعلام منضبط هادف!

ومما يلاحظ على القنوات الشيعية أنها تبث روح الطائفية عبر الأثير بكل صراحة[3]، وتنشر مذهبها «الإثني عشري» علناً، وتدعو للتكفير والتفجير، والشرك والشعوذة، وانحلال القيم، والتمتع بالشهوة المسعورة؛ دون رادع أمني أو سياسي أو ديني يحد من عنفوان خطابها، فأين هم دعاة التقريب؟! وأين هم دعاة الوحدة ونبذ الطائفية؟! لماذا لا تتوجه كلماتهم لأولئك لنبذ الطائفية التي يدندنون بها صبح مساء؟! أم أن الخطاب يتوجه لأهل السنة فحسب؟!

وثمة سؤال يطرح نفسه: هل القنوات الفضائية الشيعية تمثل خطراً؟! ولماذا انتشرت؟! ومن يقف وراء انتشارها ودعمها؟! هل هو أمر مخطط له؟! أم هي خبطة إعلامية عابرة؟!

ولعلي أجلّي خطر الغزو الفضائي الرافضي في النقاط التالية[4] علّ مستيقظاً ينفر لأداء زكاة العلم الشرعي، وعلّ غافلاً يستيقظ ويتفطن فلا ينقل كلاماً مثل «البغبغوات» دون أن يعي قوله، وعلنا ندرك حجم الغزو الذي يجتاح العقل والفكر والأرض.

* الإعلام الشيعي لم يأتِ من فراغ، بل كان وفق خطة مدروسة محكمة من قبل الشيعة؛ فتصدير الثورة كان يعتمد بشكل كبير على الإعلام، يقول الخميني: (أن تعرف الإسلام على حقيقته[5] في حدود قدراتنا الإعلامية وعن طريق ما بحوزتنا من وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة...). وفي خطة إيران الخمسينية: إن العامة تبع للقوة السياسية أو الاقتصادية أو الإعلامية، ويجب العمل على امتلاكها[6]. وهذا الكوراني يصف الوهابية، على حد زعمه، بأنهم داء، ودواؤهم قنوات تكون عندنا تكشفهم وتبيّن أنهم ليسوا سنة، فهم خوارج، هم يدّعون حمل راية التوحيد[7]. والمهاجر يؤكد للحضور الكرام أنه سيكون له مثل مجلسه، ويلقيه في مكة ويسمعه العالم كله، وهذا سيكون لهم عن قريب[8]. اللهم احفظ بلاد الحرمين من شر الآثمين. وهو يحرض العالم كله على الحكومة السعودية[9]. وللعلم، فإن بلاد الحرمين مطمع من مطامع الشيعة[10] لا رفع الله لهم في الأرض راية.

وها هو المجلس الأعلى لرعاية آل البيت يصرح ويناشد أجهزة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء احترام مشاعر الشيعة ورموزهم وعقائدهم واحترام الرسالة الإعلامية التي تقوم بالأساس على التجرد وليس على الهجوم البذيء الذي ينال من الآخرين دون وجه حق.. ويعتزم المجلس الأعلى لرعاية آل البيت تقديم رسالة استنكار.. ويدعو في هذا الصدد الشيعة في كل مكان لتسجيل مواقف احتجاجية كي لا يتكرر هذا العمل الذي يهدف إلى النيل من الشيعة ويصب في خانة تكفيرهم من أبواب أخرى ضمن حملة تحريض يرصدها المجلس، وسيصدر بها تقريراً من مائة صفحة في الساعات القادمة[11].

سبحان الله.. الشيعة لهم مشاعر لا بد من احترامها، وغيرهم لا مشاعر لهم!!

* استغلال الشعوب الفقيرة والدول المنكوبة لإنشاء قنوات فضائية فيها، فقد جاء القرار الإيراني بإنشاء قناة فارسية مشتركة بين الدول الثلاث: إيران وطاجيكستان وأفغانستان! وبما أن طاجيكستان دولة فقيرة وتعد متخلفة ثقافياً ومهنياً، وأفغانستان لم تزل تعيش الدمار الأمريكي بميمنة إيرانية، والغزو الشيعي الجارف يكتسح البلد تحت ظلال بنادق المحتل الغربي؛ فيا ترى من سيقود هذه القناة؟!

هذا الغزو الشيعي الصفوي الذي تقوده أجنحة إرهابية حاكمة في إيران تدير لنفس الأهداف قنوات أخرى بأكثر من 40 لغة، من أهمها: القنوات العربية التي تبث الفتن والاختلافات المذهبية بأساليب معسولة بين الشعوب العربية المسلمة، وتخطط للسيطرة على الحرمين الشريفين بعد أن تبلع عدداً من الدول الخليجية في طريقها، ولا شك في أن سنة التكافؤ تكتب النجاح لمن يكافح، وأن الكسول المتغافل لن يجني إلا خيبة الأمل[12]!

* تمويل القنوات الشيعية يأتي من قبل الأحزاب السياسية والمؤسسات الدينية وخُمس المرجعيات الدينية، إضافة إلى أن بعضها يحظى بدعم من الكونجرس الأمريكي، والآخر يحظى بإشراف جهاز الأمن الخارجي الصهيوني «الموساد». ولا يخفى أنه من المعلوم في الوسط الإعلامي والتلفزيوني أنه ليس من اليسير إنشاء محطة تلفزيونية، لما يتطلبه الأمر من جهود هندسية وتقنيات علمية وحجز الأقمار الصناعية لكل قناة، والذي يكلف ما يقارب 40.000 دولار شهرياً، أي أكثر من 480.000 دولار سنوياً، كما أن سيارات البث الفضائي يصل سعر الواحدة منها إلى 750.000 دولار!

* الطرح الإعلامي لهذه القنوات؛ إذ القضايا والأفكار التي تطرح كلها تحارب أهل السنة، وتقضي على التوحيد، وتنشر الخرافة، وخطابها موجه للكبير والصغير، بل نفثوا سمومهم إلى الأطفال؛ كقناتي هادي وطه، فهما مخصصتان للأطفال[13].

* غياب الرقابة عن القنوات الفضائية الشيعية وعدم وجود قانون ونظام خاص ينظمها ويضبط عملها.

* لم توضع قيد الدراسة والنقد والتحليل لكشف الآثار السلبية أو الإيجابية فيها، ولم تتصدَّ أي جهة رسمية أو مؤسسة علمية أو هيئة تحرير لتأخذ على عاتقها القيام بتلك المهمة لتكشف للرأي العام ما لهذه القنوات وما عليها.

* تهدف القنوات الفضائية الشيعية إلى نشر قيم دينية جديدة تقدم نفسها بديلاً للقيم الإسلامية الصحيحة، وهي تركز في خطابها على عوام الناس وفق أسلوب إعلامي دعائي يسمى «أسلوب الاستمالات العاطفية»، الذي يقوم على إثارة عوامل نفسية تتلاعب في عواطف المتلقين من خلال إثارة الحزن والشجن وضرورة الثأر والانتقام من الآخر بحوادث مفتعلة؛ كمقتل الحسين... إلخ، فيتم تأجيج العواطف بالأصوات الشجيّة والألحان الندية، مع بث معتقدهم فيها، وانساق الكثير خلفها، الذين تبادلوا مقاطعها وردّدوها دون علم بحقيقتها، ومن المعلوم أن قلة الوعي الديني ظاهرة متفشية بين عوام المسلمين في معظم البلاد الإسلامية، وقد استغلها الشيعة أيما استغلال[14].

* وجود الأقليات الشيعية في معظم البلاد الإسلامية، وهناك تقرير عن الشيعة في إفريقيا يرصد التحرك الشيعي في تلك القارة، ولقد تتفاجأ بأعداد الشيعة[15]، كما أن هناك قنوات شيعية كقناة سلام الفضائية تبث من أمريكا باللغتين الفارسية والإنجليزية وتغطي كندا والمكسيك، و«ألوان» من نيوريوك، وتنظيمها للعمل ضمن أهداف المخطط الدعائي للتشيع[16]. ولقد حظيت تلك القنوات بتعاون من قبل ما يسمى «المنظمات الإنسانية» التي تسير ضمن المخطط الدعائي لليهودية والصليبية في العالم، لتسهل عملها لتحقيق أهدافها.

ومن يرصد مواقع النت واليوتيوب ومواقع التواصل الاجتماعي، يجد تمدداً شيعياً لا يقف عند حد، وما قامت به ماليزيا والسودان من الحد من انتشار التشيع لهو جهد مبارك وموفق، فإغلاق مراكزهم العلمية وملحقياتهم الثقافية أحد سبل المواجهة والتصدي لهذا التمدد الأخطبوطي الرافضي والغزو المجوسي، فلا بد من أن تتضافر الجهود لصد هذا التمدد بنشر الوعي المعرفي، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لكافة الجهات التي تتصدى للرد عليهم بغية الحد من انتشار الباطل، رجاء أن يهدي الله ضالهم، دفاعاً عن الكتاب والسنة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته وصحابته، فخيرية الأمة لا تتحقق إلا بالدعوة للخير والنهي عن المنكر، حفاظاً على أمن المنطقة، فالخلافة في الأرض تكون بعبادة الله وحده وفق ما شرعه وما بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم، صيانة لكيان الأمة الإسلامية، والإمامةُ في الدين لا تنال إلا بالصبر واليقين.

:: مجلة البيان العدد  329 محرّم  1436هـ، أكتوبر  - نوفمبر  2014م.


[1] الذي صرح بهذا هو ياسر الحيدري معاون المدير العام لقناة الفرات الفضائية، ينظر :

http://www.al-hodaonline.com/np/2-3-2010/thmn/vo0vp35d.htm

 [2] هناك دراسة بعنوان : الإعلام الفضائي الشيعي: قناة الزهراء نموذجاً: د . مالك الأحمد. ينظر:

 http://almoslim.net/node/85048 ،

والفضائيات الدينية في العراق الفضائيات الشيعية الهيمنة والتصدي أعده: عبدالرحمن الرواشدي، عبدالعزيز المحمود، عبدالله عدنان.

[3] ينظر : http://www.alrased.net/site/topics/view/1239

[4] ينظر لأغلب هذه النقاط في: الفضائيات الدينية في العراق.. الفضائيات الشيعية.. الهيمنة والتصدي، ص 5ـ11، وينظر: http://www.dd-sunnah.net/news/view/action/view/id/1104/

[5] هذا تمويه وكذب وافتراء، فالإسلام منهم براء.

[6] تأمل أيها القارئ الكريم أبعاد هذه الخطة، فهي شاملة لكل المجالات: سياسياً، اقتصادياً، وإعلامياً! لا حقق الله لهم منها شيئاً. ينظر: أضواء على الخطة الخمسينية الإيرانية في الخليج: http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=16054.

[7] ينظر: http://www.youtube.com/watch?v=c68EzaiDx4&feature=related .

[8] ينظر: http://www.youtube.com/watch?v=PqFb1dZ4LrA&NR=1 .

 

[9] ينظر: http://www.youtube.com/watch?v=PqFb1dZ4LrA&NR=1.

[10] ينظر: كتاب بروتوكولات آيات قُم حول الحرمين المقدسين، الدكتور: عبد الله الغفاري برمته.

[11] ينظر: http://www.alnajafnews.net/najafnews/news.php?action=fullnews&id=3386.

[12] ينظر: http://www.dd-sunnah.net/news/view/action/view/id/2581/.

[13] وينظر عن خطرها في: http://www.dd-sunnah.net/records/view/action/view/id/2445/.

 [14] ينظر أيضاً: اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية، (1/10)، والإعلام الفضائي الشيعي.. قناة الزهراء نموذجاً: د. مالك الأحمد. ينظر:

 http://almoslim.net/node/85048.

[15] ينظر: التشيع في إفريقيا.. تقرير ميداني، مؤسسة الإسلام اليوم.

[16] ينظر: الفضائيات الدينية في العراق.. الفضائيات الشيعية.. الهيمنة والتصدي ص 37.

أعلى