• - الموافق2024/04/20م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
غلاة الشيعية: "قم أفضل من مكة"!

غلاة الشيعية: "قم أفضل من مكة"!


نقل الخمينيون النبوة إلى الوصي، ثم إلى الأئمة، ثم إلى الغائب، ثم ملؤوا الفراغ الذي أوجدوه بـ«ولاية الفقيه»، وما ارتبط بهذه المراحل من صفات الكمال للمتأخرين مما لم ينله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبهذا الأسلوب أيضاً نقلوا طهارة وقدسية مكة المكرمة، والمدينة المنورة، إلى الكوفة، والنجف، وكربلاء حتى استقرت في قم، ثم أضافوا إليها صفات تجاوزت حدود المنقول والمعقول، ويؤكد هذا أحاديثهم الدينية، وحكاياتهم، وأشعارهم، ودعاويهم في جميع خطوات التحريف، ومراحل النقل.

الخطوة الأولى: مدينة قم ومرحلة المشاركة:

الطريق إلي قم جاء من الكوفة كمرحلة أولى، فـ«الكوفة يا أبا بكر هي الزكية، الطاهرة فيها قبور النبيين والمرسلين، والأوصياء الصادقين»[1]، وعن الصادق عليه السلام أنه قال: «ألا إن لله حرماً وهو مكة... ألا إن لرسول الله حرماً وهو المدينة.. ألا إن لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة.. ألا إن حرمي وحرم ولدي من بعدي قم»[2]، ونقلوا عن الصادق قوله: «أربعة بقاع ضجت إلى الله من الغرق، أيام الطوفان، قال البيت المعمور، فرفعه الله إليه، والغري، وكربلاء، وطوس»[3].

الخطوة الثانية: مدينة قم ومرحلة التبديل:

في هذه المرحلة ينتهي دور الحرمين الشريفين، وانكماش البديل، ويؤكدون أن الكوفة «ستخلو من المؤمنين، ويأزر عنها العلم كما تأزر الحية في حجرها، ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها «قم»[4]، وقالوا: «سيأتي زمان تكون قم وأهلها حجة على الخلائق»، فلا مكة المكرمة، ولا المدينة المنورة، ولا الكوفة والنجف وكربلاء، وكأنها عملية اختطاف لقداسة المكان ووضعه في مكان آخر.

الخطوة الثالثة: مدينة قم ومرحلة التقديس:

هذا هو الهدف، ويعبر عنه أحاديث منسوبة للأئمة، وأخبار، وقصص، ومنها: 

الحديث الأول:

عن أبي الحسن علي بن موسى أنه قال: «إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، إلى أن ينفخ في الصور.. فقيل له: يا ابن رسول الله، وأية بقعة هذه؟ فقال: هي أرض طوس.. وهي والله روضة من رياض الجنة من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله، وكتب الله له ثواب ألف حجة مبرورة، وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة»[5].

الحديث الثاني:

عن أبي عبد الله أنه قال: «احتج الله ببلدة قم على سائر البلاد، وبأهلها على جميع أهل المشرق والمغرب من الجن، والإنس»[6].

الحديث الثالث:

أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال عن قم: «بها موضع قدم جبريل وهو الموضع الذي نبع منه الماء الذي من شرب منه آمن من الداء... ومن ذلك الماء عجن الطين الذي كهيئة الطير، ومنه يغتسل الرضا، ومن ذلك الموضع يخرج كبش إبراهيم، وعصا موسى، وخاتم سليمان»[7].

الحديث الرابع:

عن أبي عبد الله أنه قال: «يحشر الناس كلهم إلى بيت المقدس إلا بقعة بأرض الجبل يقال لها قم، فإنهم يحاسبون في حفرهم، ويحشرون من حفرهم إلى الجنة، ثم قال: أهل قم مغفور لهم، قال: فوثب الرجل على رجليه، وقال: يا ابن رسول الله هذه خاصة لأهل قم، قال: نعم، ولمن يقول بمقالتهم»[8].

الحديث الخامس:

عن الصادق عليه السلام قال: «ألا إن للجنة ثمانية أبواب، ثلاثة منها إلى قم»[9].

الحديث السادس:

عن محمد بن علي بن موسى الرضا قال: «إن بين جبلي طوس قبضة من الجنة من دخلها كان آمناً يوم القيامة من النار»[10]، وأيضاً: «نعم الموضع قم للخائف والطائف»[11].

بعد هذه الأدلة عن المراحل السابقة.. هل نستطيع أن نلوم غلاة الشيعة الصفويين على إساءتهم إلى أماكننا المقدسة الغالية؟! وعلى قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في محراب الحرم النبوي عام 23هـ؟ ثم هجوم إسماعيل بن يوسف عام 201هـ على الحرمين وأخذ ما فيهما من الذهب والفضة والطيب، ولم يمكن أحد من الوقوف بعرفة غير أتباعه؟ وفي عام 317 للهجرة اختطف الحجر الأسود أبو طاهر القرمطي وحمله إلى (هجر)، وفي عام 414هـ ضرب رجل الحجر بآلة حادة، وقام رجل أعجمي عام 986هـ بسرقة مفاتيح الكعبة، وفي 8 شوال 1087هـ لوث مجموعة من الأعاجم الكعبة، والحجر الأسود، والركن اليماني بالعذرة، ونسق الصفويون مع البرتغاليين خطة تؤدي إلى احتلال الحرمين، وفي عام 1362هـ قام أعجمي بتنجيس المطاف والحجر الأسود، وفي عام 1985م تم كشف تهريب متفجرات مع الإيرانيين، وأدى صدام أمام المسجد الحرام مع الإيرانيين عام 1987م إلى وفاة 400 حاج، تلاها مصيبة نفق المعيصم عام 1990م، وآخرها في عام 2015م حيث توفي بسبب ارتداد وتدافع الإيرانيين 769 حاجاً، وكل هذه المواقف جاءت من كره، واحتقار، وحسد، وتوفر البدائل المقدسة لديهم.

إذن، لهم مقدساتهم، ولنا مقدساتنا، وقم أفضل لهم مما لدينا.. وإن وضعوها تحت إشراف لجنة دولية لتعم بركاتها الجميع فهو خير لهم، ودليل على ارتباط القول بالعمل.

 


 


[1] الفصول المهمة، الحر العاملي، باب 94.              

[2] بشارة المؤمنين (فارسي)، حجة الإسلام قوام، ص13.                

[3] تهذيب الأحكام، الطوسي، ج6، ص10، رقم الحديث 196.                                

[4] بحار الأنوار، المجلسي، ج60، ص213.          

[5] تهذيب الأحكام، الطوسي، ج6، ص108.       

[6] بشارة المؤمنين (فارسي)، حجة الإسلام قوام، ص90.                

[7] بحار الأنوار، المجلسي، ج60، ص17.              

[8] السابق، ج60، ص218.         

[9] بشارة المؤمنين (فارسي)، حجة الإسلام قوام، ص13.                

[10] تهذيب الأحكام، الطوسي، ج6، ص109.      

[11] بحار الأنوار، ج60، 212.    

أعلى