"الحج".. حلم مسلمي إفريقيا الوسطى الذي يتلاشى


 

محدودية فرص تنقل أفراد الأقلية المسلمة في البلاد دون التعرض إلى أذى الميلشيات المتربصة، والأوضاع الاقتصادية للمسلمين عقب الانتهاكات التي استهدفتهم، جعلت من إمكانية قيامهم بفريضة الحج لهذا العام صعبة للغاية.

فقد شهدت إفريقيا الوسطى -على غير عادتها-  غياب شبه كامل لمطالب أداء مناسك الحج في الأراضي الحجازية لهذا العام، على خلفية ما شهدته البلاد من أعمال عنف وانتهاكات أضرت بمسلمي البلاد وجعلتهم عاجزين عن مجرد التفكير في أداء هذه الفريضة.

فعلاوة على محدودية فرص تنقل أفراد الأقلية المسلمة في البلاد دون التعرض إلى أذى الميلشيات المسيحية المتربصة، تلقّى المسلمون في إفريقيا الوسطى ضربة قاصمة  على مستوى الإمكانات المادية، وهم المحاصرون منذ أشهر عدة في مناطق متفرقة، بعد أن فقد معظمهم جل ممتلكاته.

"محمد ديليريس" الرئيس المتخلّي لللجنة الوطنية للحج كشف، آسفا للأناضول، عن أنّ عدد الأشخاص الذين قدموا مطالبهم لأداء مناسك الحج الشهر المقبل، لا يتجاوز الـ 14شخصا.

ويقدم الإمام "عمر كوبين لاياما" للأناضول صورة قاتمة عن الوضع قائلا  إنه مع كل ما عايشه المسلمون هذا العام من انتهاكات في إفريقيا الوسطى، فإنه "من الصعب تنظيم الحج كما جرت العادة".

ويلفت الإمام إلى أن "أغلب الحجيج يفدون من مناطق البلاد الداخلية، ويمنع العدد الكبير لنقاط التفتيش على الطرقات، من تعريض حياة هؤلاء إلى الخطر، يمكن لذلك أن يتم ولكن بمساعدة القوى الأجنبية المتواجدة هنا، ويتطلب الأمر القيام بمجموعة من الإجراءات، دون احتساب الصعوبات المالية التي يعرفها المسلمون الذين يعيشون في عزلة بعد أن فقدوا جميع ما يملكون".

 "ديليريس" يشير في ذات السياق إلى أن "حصة إفريقيا الوسطى من عدد الحجيج هذا العام تبلغ 692 حاجا، في العادة تتجاوز الطلبات هذا الرقم بكثير، في عام 2012، تلقينا نحو ألف مطلب".

أما بخصوص الكلفة المالية لعملية الحج انطلاقا من إفريقيا الوسطى، فيقول "ديليريس" إن "مجموع مصاريف الحج ارتفعت من مليون و 690 ألف فرنك إفريقي (3380 دولار) إلى  مليون و 875 الف فرنك إفريقي ( 3750 دولار)" ويربط ذلك، احتمالا، بارتفاع أسعار البنزين.

الإمام "عبد العزيز ماغباداكارا"، الأمين العام للطائفة المسلمة في إفريقيا الوسطى (سيكا) يؤكد بدوره أنّ المناخ العدائي السائد في إفريقيا الوسطى لا يشجّع الراغبين في الذهاب إلى البقاع المقدسة على تسجيل أسمائهم في قائمة المغادرين".

" ماغباداكارا" أشار أيضا إلى أنّ رغبة مسلمي إفريقيا الوسطى في أداء مناسك الحج لم تتأثر البتة بالظروف المحيطة بها كون الحج فريضة من الفرائض الخمس للإسلام، ولكن مع الأسف، الظروف الأمنية ليست مواتية بالمرة".

"لاياما" من جهته، كان قد وجد طريقة للالتفاف على المشكل الأمني والمخاطر التي قد يتعرّض إليها الحجيج الوافدين من المناطق الداخلية للبلاد: "لقد ارتأيت أنه من الأسلم الامتناع

 عن السفر بطريقة جماعية كما كان عليه الحال مع موسم العمرة في شهر رمضان الفارط، بل يبدو السفر على انفراد أكثر أمنا: "نحن بانتظار أول الوافدين للاستظهار بالأوراق اللازمة التي تمكنهم من الذهاب إلى الكاميرون للحصول على تأشيرة" من السفارة السعودية هناك.

وفي ذات السياق، دعا الإمام "لايما" "فاعلي الخير" إلى تقديم دعمهم لمسلمي إفريقيا الوسطى في هذه المسألة، قائلا "أطلق نداء للأشخاص والأمم ذات النوايا الصادقة والتي يهمهما

أمر مسلمي إفريقيا الوسطى، إلى مساعدتنا بشكل حصري خلال هذه الأزمة التي نمر بها، عبر تسديد نفقات لتقل حجيجنا أو عبر توفير طائرة لنقلهم.

وختم الغمام قائلا "هناك أخبار تروج في صفوف المسلمين هنا عن أن تركيا ستقدم دعمها، وإن صحّ ذلك سيكون عملا خيريا جليلا لوجه الله".

أعلى