• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
ما فشلت فيه

تسعى الإدارة الأمريكية الحالية إلى الدفع بإتجاه إجبار الفلسطينيين على إلتزامات جديدة تجاه الاحتلال الإسرائيلي من شأنها خدمة الأهداف الأمنية الإسرائيلية على المدى الطويل وتحقيق المزيد من الأطماع الإستيطانية له، لذلك تحاول جاهدة إحياء مبادرات سلام عديدة ميتة تحت اسم "صفقة القرن" التي أعلنت السلطة الفلسطينية رفض

 

البيان/متابعات: تسعى الإدارة الأمريكية الحالية إلى الدفع بإتجاه إجبار الفلسطينيين على إلتزامات جديدة تجاه الاحتلال الإسرائيلي من شأنها خدمة الأهداف الأمنية الإسرائيلية على المدى الطويل وتحقيق المزيد من الأطماع الإستيطانية له، لذلك تحاول جاهدة إحياء مبادرات سلام عديدة ميتة تحت اسم "صفقة القرن" التي أعلنت السلطة الفلسطينية رفض التجاوب معها.

وبحسب موقع "بي بي سي" البريطاني فإن الرئيس دونالد ترامب ينوي إعلان صفقة تناسب أنصاره من الانجيليين واليهود وتدعم بنيامين نتنياهو في جولة الانتخابات المقبلة في مارس القادم.

ربما يعتقد ترامب، بالفعل وبدون شك، أنه يعرض "صفقة القرن"، وقد يبدو الأمر كذلك بالنسبة لنتنياهو، مع إمكانية إعطاء "إسرائيل" الضوء الأخضر لضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية المحتلة تتمركز حول مناطق أقامت فيها مستوطنات لليهود.

وسوف تقول الأطراف المختلفة للفلسطينيين إنه من مصلحتهم الكبيرة قبول الأمر الواقع، مع التركيز على الشؤون الاقتصادية بدلا من الطموحات الوطنية المبددة، على أن يدركوا أنهم سيرتكبون خطأ فادحا إن رفضوا الصفقة.لكن الفلسطينيين يقاطعون بالفعل إدارة ترامب بسبب أجندتها المؤيدة علنا لــ"إسرائيل"، ويخططون لـ "يوم غضب".

قد تبدو صفقة ترامب وثيقة استسلام أكثر من كونها أي شيء آخر، إذ تمثل فرصة للحكومة الإسرائيلية لتأكيد انتصارها على الفلسطينيين مرة أخرى وإلى الأبد، بعد 7 عقود من احتلال فلسطين وأكثر من قرن منذ بدء الاستيطان الصهيوني في فلسطين.

 

ركزت أولويات الولايات المتحدة دائما، خلال سنوات الوساطة في محادثات السلام على رغبات "إسرائيل" وقيودها مع إيلاء أولوية خاصة لأمنها، بيد أن الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين قبلوا فكرة مفادها أن السلام يتطلب قيام دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع "إسرائيل"، حتى وإن كانوا غير مستعدين للسماح لها بسيادة كاملة على قدم المساواة.

بدا السلام المتفاوض عليه ممكنا قبل نحو 30 عاما، وأصبحت جولات المحادثات السرية في النرويج عملية أوسلو للسلام، التي يرمز إليها دوما بحفل أقيم بحديقة البيت الأبيض عام 1993 خلال فترة رئاسة بيل كلينتون.وقع إسحق رابين، وياسر عرفات، وثائق تعهدت بإجراء مفاوضات على المستقبل، وليس الصراع من أجله.وتصافح العدوّان، وحصل رابين وعرفات ووزير الخارجية الإسرائيلي وقتها، شيمون بيريز، على جائزة نوبل للسلام.وسرعان أن ظهرت تصدعات في صرح أوسلو، ووصفها بنيامين نتنياهو بأنها تهديد قاتل لــ"إسرائيل"، كما انتقدها بعض الفلسطينيين، مثل الأكاديمي إدوارد سعيد، ووصفها باستسلام. وتجددت مقاومة مسلحة للإحتلال الإسرائيلي في فلسطين متواصل إلى يومنا هذا. وقتل إسحاق رابين  بواسطة يهودي متطرف في الرابع من نوفمبر عام 1995، لكونه وقع إتفاقية سلام مع الفلسطينيين. استغرقت أوسلو سنوات حتى تلاشت، وحاول بعض الدبلوماسيين والقادة إنقاذها، لكنها كانت بمثابة سراب، تبعها تشكيك وانعدام ثقة وخيانة وعنف.

عززت إسرائيل مشروعها الاستيطاني الذي شمل مئات الآلاف من اليهود على أراضي الضفة الغربية، التي احتلتها في حرب عام 1967، بما في ذلك القدس المحتلة، الأرض التي لا يزال يريدها الفلسطينيون.قد يرتبط توقيت إعلان (الصفقة) بالحاجة السياسية والقانونية لترامب ونتنياهو، مع فرص تحقيق انفراجة دبلوماسية.

 

فكلا الرجلين يواجهان انتخابات وتحقيقات، إذ تجرى جلسات محاكمة في مجلس الشيوخ الأمريكي تتهم ترامب بارتكاب جرائم قصوى ومخالفات، أما نتنياهو فيواجه اتهامات جنائية بالفساد والرشوة وخيانة الثقة.

وقد تكون هذه التجربة عقبة في وجه طموحات الاحتلال الإسرائيلي تشبه إلى حد كبير قمة كامب ديفيد للسلام عام 2000 التي حاول بيل كيلنتون خلالها إجبار عرفات على توقيع إتفاق نهائي للسلام لكنه رفض وأسفر الأمر عن إندلالع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي كانت أكثر قوة من سابقتها وتمت تصفية ياسر عرفات وإزاحته عن المشهد السياسي الفلسطيني.

 

أعلى