الأقلية الإسلامية في مملكة ليوستو

الأقلية الإسلامية في مملكة ليوستو



مملكة ليسوتو: دولة إفريقية داخلية مغلقة لا تطل على ممرات مائية، وتحيط بها دولة جنوب إفريقيا من جميع الجهات. وتعد ماسييرو هي عاصمتها وأكبر مدنها.

تناوبت جنوب إفريقيا وبريطانيا على احتلالها حتى حصلت على استقلالها التام في الرابع من شهر أكتوبر عام 1966م، ويبلغ عدد سكانها ما يقرب من 3 مليون نسمة، يشكل المسلمون منهم نسبة 5% حسب إحصائية 2006م.

تُعَد مملكة ليسوتو من أفقر الدول الإفريقية، ويعتمد اقتصادها بصورة رئيسية على الزراعة.

الجماعات الإثنية: الباسوتو (99.7 %) - آخرون (3. %).

الأديان: مسيحيون (80 %) - مسلمون (5 %) - أديان أخرى (15 %).

اللغات: الإنجليزية هي اللغة الرسمية ولغات محلية مثل الزولو والسيسوتو.

دخول الإسلام :

يذكر السماني النصري محمد أحمد (الأستاذ بجامعة الزعيم الأزهري بالسودان) في كتابه «وصول الإسلام للجنوب الإفريقي» أن منطقة الجنوب الإفريقي التي تضم عشر دول، هي: ليسوتو، أنجولا، بتسوانا، ملاوي، موزمبيق، ناميبيا، جنوب إفريقيا، سوازيلاند، زامبيا وزيمبابوي، قد تأخر وصول الإسلام كثيراً إلى هذه المنطقة مقارنة بباقي أجزاء إفريقيا. بعض هذه الدول لم ينتشر فيها الإسلام حتى نهاية القرن العشرين، بينما وصل إلى بعضها الآخر في منتصفه. أما الدول المطلة على الساحل، فقد عرفت الإسلام منذ وقت مبكر.

ويضيف أن تلك المنطقة عرفت الإسلام في منتصف القرن السابع عشر الميلادي بوصول دفعات من السجناء السياسيين الآسيويين من جزر الملايو، وفي بادئ الأمر كانوا يُمنعُون من تأدية شعائرهم الدينية بصورة جماعية وعلنية، وكانت عقوبة الإعدام تنال كلَّ من قبض عليه (متلبساً بجريمة الصلاة)، وذلك بنص القانون.

وفي عام 1793م سمح للمسلمين ببناء أول مسجد في جنوب إفريقيا بالكاب، ولأول مرة مارس المسلمون شعائرهم الدينية بصورة جماعية وعلنية. وفي عام 1805م تم التصديق لأول مقبرة للمسلمين، وبطبيعة الحال أدى تنقُّل التجار الهنود إلى ليسوتو إلى انتشار الإسلام هناك.

سوء أوضاع المسلمين الصحية والاجتماعية:

ذكرت تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف UNICEF» أنه من المسلَّم به أن وباء نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، والفقر، والجفاف، تشكِّل جميعاً عوامل أساسية وراء الأزمة الحالية في ليسوتو، وقد ارتفع العدد المقدَّر للأشخاص المستضعفين الذين هم في حاجة إلى مساعدات غذائية طارئة ليشمل أكثر من نصف عدد السكان، لافتة النظر إلى أن معدل انتشار وباء الإيدز هو من بين أسوأ المعدلات في العالم.

كما تشير التقارير الرسمية إلى أن ليسوتو كانت بمثابة مزرعة جنوب إفريقيا للحصول على الغذاء، إلا أن جفاف ما يقرب من ثلث آبار البلاد، أدى إلى فقدان عدد كبير من العمال لعملهم، كما أن الأزمة المالية العالمية دمرت قطاع النسيج هناك، الذي كان يستوعب 50 ألف شخص، وقد أدت كل هذه الظروف إلى انخفاض العمال بنسبة تصل إلى 60%.

إضافة إلى ذلك أوضحت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) مؤخراً أنها تساعد 36 ألف مزارع في ليسوتو؛ بهدف زيادة الإنتاج الزراعي في البلاد؛ حيث أدى ارتفاع أسعار البذور والأسمدة والأدوات الزراعية إلى الحد من قدرة المزارعين على إنتاج الغذاء.

كل هذه الأوضاع السيئة جعلت الشعب الليسوتوي يختار الانضمام إلى جنوب إفريقيا - التي احتلته من قَبْل - على البقاء تحت حكومة مستقلة؛ رغبة منه في تحسين أوضاعه ومكافحة مرض الإيدز المتفشي بقوة.

ولم يكن المسلمون بمنأى عن حالة الفقر التي تعاني منها ليسوتو؛ حيث يقول أحد المسؤولين في هيئة الشباب المسلم: «نعاني من ضعف الإمكانيات المادية بصورة واضحة، والتبرعات القليلة لدينا تذهب إلى بعض الأسر المحتاجة».

بيد أنه لم تسجل أية هيئة أو منظمة أيَّ اضطهاد أو تمييز تمارسه السلطات الحكومية ضد المسلمين؛ حيث ينص الدستور هناك على حرية العبادات وممارسة الشعائر الدينية.

ويقوم المركز الإسلامي في ليسوتو بالمهمة الرئيسية في تلبية احتياجات المسلمين الفقراء، لكنه يفتقر للدعم المادي من جانب المنظمات والمؤسسات الإسلامية الخيرية، فلديه كثير من المشروعات الخيرية التي لم تكتمل بعد لعدم توافر الموارد المالية. المثير للاستغراب أن نرى الأمير هاري حفيد الملكة إليزابث الثانية ملكة بريطانيا يزور ليسوتو مؤخراً، ويتبرع بملايين اليوروات من أجل بناء مدارس ومستشفيات جديدة للمسيحيين هناك، ولم نرى أياً من أثرياء المسلمين من يتبرع حتى بيورو واحد لرفع المعاناة عن كاهل المسلمين في البلد الأشد فقراً في القارة السمراء.

إن حاجة مسلمي ليسوتو إلى الدعم المادي والكتب الدينية باللغة الإنجليزية، وإقامة المساجد والمدارس الإسلامية، هي مسؤوليتنا جميعاً؛ سواء كنا أفراداً أو مؤسسات ومنظمات إسلامية، حتى يواجهوا الثالوث المدمر: «الجهل والفقر والمرض».

 

المراجع والمصادر:

• د. محمد عاشور مهدي، دليل الدول الإفريقية، جامعة القاهرة معهد البحوث الإفريقية، 2007م، ص571.

• مواقع: هدي الإسلام - المعرفة – أطلس الحضارة الإسلامية – الطريق – التاريخ – موقع سيد عبد المجيد بكر، والأقليات المسلمة في إفريقيا.

 

 

 

أعلى