طيبة الطيبة

طيبة الطيبة


وَكَمْ تَوَسَّطْتِ أَشْعَارِيْ وَلَوْحَاتِي
في النفس حرَّكَ أفراحي وآهاتِي
شِعْرِيْ وَحُبِّيْ وَأَشْوَاقِيْ شِرَاعَاتِ
لِكَيْ أُقَدِّمَ مَدْحِيْ باعْتِذَارَاتِيْ
فَذَا مَقَامُكِ فِيْ أَعْلَى المَقَامَاتِ
دَاوَيْتِهَا لاَ تُدَاوَى بالعِلاَجَاتِ
فَفِيْ رُبَاكِ بَسَاتِيْنِي وَجَنَّاتِي
فِيْ هَذِهِ الأَرْضِ وارْوِي عَنْ حِكَايَاتِيْ
بِذِكْرِ (طَهَ) جَزِيْلاً بالكراماتِ
نَبْضُ الفُؤَادِ يُغَنَّى فِيْ مَسَرَّاتِ
فَلَسْتُ أَدْرِي: أَشَوْقِي زَارَ أَمْ ذَاتِيْ؟
لَكِ القُلُوْبُ وَعَادَتْ بالسَّعَادَاتِ
مِنْكِ الجَحَافِلُ تَمْحُو لِلْخُرَافَاتِ
فِيْ حِضْنِكِ الغَضِّ قَدْ حَقَّقْتُ غَايَاتِي
لِدَعْوَةِ الْحَقِّ فِيْ كُلِّ اتِّجَاهَاتِ
وَمَهْبِطُ الوَحْيِّ، مِشْكَاةُ الهِدَايَاتِ
حَتَّى لَقَدْ ذَابَ فِيْ نَبْضِي وَدَقَّاتِي
كَالشَّمْسِ قَدْ نَوَّرَتْ وَجْهَ السَّمَاوَاتِ
بِكُلِّ حُسْنٍ تَبَدَّى بالفُيُوْضَاتِ
خَيْرُ البَرِيَّةِ فِي حُبٍ وَمرْضَاةِ
بِفَنِّهَا الفذِّ بُلْدَانُ الحَضَارَاتِ
عَصْمَاءَ حَتَّى غَدَتْ أَرْضَ البُطُولاتِ
فِي أَرْضِهَا نَزَلَتْ خَيْرُ الرِّسَالاَتِ
وَهُمْ يَحُومُونَ فِيْهَا كَالفَرَاشَاتِ
أَنْفَاسُ (طَهَ) بِهَا أَزْكَى العُطورَاتِ
نَجْنِي رَحِيقَ الهُدَى مِنْ رَوْضِ حَلْقَاتِ


فِيْ وَصْفِ حُسْنِكِ كَمْ جَادَتْ عِبَارَاتِيْ
وَكَمْ بِآَثَارِكِ الغَرَّاءِ مِنْ شَجَنٍ
سافرتُ فِيْ أَبْحُرِ الأَنْوَارِ مُتَّخِذَاً
وَرُحْتُ فِيْ لُجَّةِ الأَمْوَاجِ أَعْبُرُهَا
وَلَسْتُ أُوْفِيْكِ مَهْمَا قُلْتُ مَنْزِلَةً؛
يَا بَلْسَمَ الرُّوحِ كَمْ بِالرُّوحِ مِنْ عِلَلٍ
رَسَمْتُ حُبَّكِ لَوْحَاتٍ مُزَيَّنَةً
فَحَدِّثِي يَا بُحُوْرَ الشِّعْرِ عَنْ قِصَصِي
غَنَّيْتُ (طَيْبَةَ) لَحْنَاً خَالِدَاً عَطِرَاً
وَقُلْتُ: (طَيْبَةَ) طَابَتْ فِي النُّفُوْسِ لَهَا
وَزُرْتُ (طَيْبَةَ) وَالأَشْوَاقُ تَغْلِبُنِيْ؛
يَا مَأْرِزَ الدِّينِ والإِيْمَانِ قَدْ عَبَرَتْ
إِلَيْكِ هَاجَرَ رَكْبُ الخَيْرِ فَانْطَلَقَتْ
سَكَنْتِ فِي القَلْبِ، لَكِنِّيْ سَكَنْتُ هُنَا
فَأَنْتِ عَاصِمَةُ الإِسْلاَمِ ، مُنْطَلَقٌ
وَأَنْتِ سَيَّدَةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا
حُبِّي لِأَرْضِكِ يَجْرِي فِي دَمِي شَغَفَاً
إِنَّ المَدِينَةَ والدُّنْيَا تُضِيءُ بِهَا
بَلْ أَشْرَقَ الكَوْنُ مِنْهَا؛ فَهِيَ مُشْرِقَةٌ
لَوْ لَمْ تَكُنْ خَيْرَ أَرْضٍ مَا أَقَامَ بِهَا
مَدِينَةُ العِلْمِ والإِيـمَانِ قَدْ شَهِدَتْ
وَتَرْجَمَتْ بِالْمَعَالِي كُلَّ مَلْحَمَةٍ
وَتَوَّجَتْ ذَاكَ بِالمُخْتَارِ يَسْكُنُهَا
وَجَاءَ أَحْبَابُهَا يَبْغُوْنَ رَوْضَتَهَا
وَيَرْشُفُوْنَ رَحِيقَ المِسْكِ مِنْ عَبَقٍ
لِمَسْجِدِ المُصْطَفَى رُوْحِيْ تُسَابِقُنِي

أعلى