عتاب شامي

عتاب شامي

ألا ترعوي مما تراه وتخجل؟

أراك خليًّا والتوابيت تصهل

وتلك البراميل اللعينة تهطل؟

وكيف تطيق النوم والقصف هادرٌ

وأصوات آلاف الثكالى تزلزل

وكيف تصلي مطمئنًا وخاشعًا

وفي الضفة الأخرى قبور ترُتَّل

وتقرأ آيات الكتاب مرتّلًا

وكيف يمرّ الخطب بل كيف يسهل؟

فمن أي ماء أنت من أي طينة

وينفطر القلب الحديد ويذهل

جرائم تهتز الجبال لهولها

وغابت عن الأنظار أيدٍ وأرجل!

فلا بأس إن طارت هناك رؤوسهم

وقبل قليل كان في البيت يحجل!

ولا بأس إن أمسى الصبّي ممزقًا

ونعلم أن الذكر فيها منزل

ولا بأس إن ديست كرامة أمة

وفي كل يوم قصة ومسلسل?!

ولا بأس أن عشنا على جرح شامنا

ورقص عروبيّ ولحم متلتل

ونحن على ما نحن دفّ ومزهر

وكفوا لما أزروا بهم وتغولوا

ولو أننا صحنا عليهم ألا اخجلوا

وما قيمة الإنسان ما دام يركل

فما قيمة المليار والحق ضائع

على كل باب موصد يتسول؟

وما قيمة الإنسان إن كان مهملًا

إذا لَم يصدوا البغي أو يتدّخلوا

حرام على كل النساء رجالهم

ثقيلًا ولكن المصائب أثقل

وإني أرى شعبًا مهيضًا جناحُه

وإن ماجت الأهوال راح يحوقل!

إذا اشتد كربٌ راح يصفق كفّه

ويقصفهم بالشعر حتى يولولوا

وقد يلعن الأعداء لعنًا مدمرًا

وما يفعل الشعب الجريحُ المكبل؟!

ولكنه شعب جريح مكبل

فإنّ خيوط الفجر لابد تغزل

لك الله يا أم الشهادة فاصبري

:: مجلة البيان العدد  335 رجب  1436هـ، إبريل – مايو  2015م.

 

googleplayappstore

أعلى