والآن عدنا

والآن عدنا

وجنة بعد هذا العمر أو نار

لا تيأسنّ فإن الله غفار

من الذنوب وجيش الإثم جرار!

لا تيأسنّ وإن أبحرت في لجج

أقبلت دمعي من عينيّ مدرار

لا تيأسنّ وقل يا ربّ هأنذا

سيف اليقين بكفي الآن بتار

قل للشياطين ممن كنت تعشقهم

وهمي الآن تسبيح وأذكار

مضى الزمان الذي كنا به هملًا

فكيف يخدعنا طبل ومزمار؟!

فطاعة الله قد ذقنا حلاوتها

وأثقل الحمل أوزار وأوضار

قد أد ظهري حملٌ لا نظير له

ويلهينك أبطال وأدوار!

إن كنت ترحل في التلفاز منتشيًا

تشدّني عُرُبٌ فيه وأبكار

فإنَ قلبي بالفردوس منشغل

وليس إلا طريقَ الله أختار

وليس إلا إلى الرحمن قافلتي

كأنهم حطب للنار أو نار!

فهل أعود إلى صحبٍ شقيتُ بهم

وفي ثناياه جنات وأنهار؟

وكيف أهجر قرآني ولي بصر

وكلهم إخوة في الله أبرار

وكيف أهجر من لانت عريكتهم

وكلهم حينما ناديتهم طاروا!

وكلهم نشروا فوقي مظلتهم

والساجدون بهذا الليل أقمار

هم الذين أضاءوا ليل راحلتي

وبؤبؤ العين إما خان إبصار

برد اليقين إذا ثارت مخاوفنا

وحين داهمنا موج وأمطار

وحينما زعزع الإعصار مركبنا

ولم يبالوا بريح وهو زآر!

مَدّوا إلينا مجاذيفًا وأحزمة

ولا طعام به شوك ومُرّار

الحمد لله لا أمتٌ ولا عوج

درب المحبين إخلاص وإيثار

الحمد لله هذا الدرب أسلكه

ولا يراودني بالكأس عَقّار!

الحمد لله لا كأس تتعتعني

وفي وجوه الضحايا منه آثار

دنيا من البؤس قد خضنا ضراوتها

كما يعود إلى الميناء بحّار! 

والآن عدنا وعين الله تكلأنا

:: مجلة البيان العدد  336 شعبان  1436هـ، مايو - يونيو  2015م.

 

googleplayappstore

أعلى