• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
حزب الله في السنغال

حزب الله في السنغال

 في يوم الثلاثاء 22 فبراير 2011م أعلنت السنغال قطع علاقتها الدبلوماسية مع جمهورية إيران بعد تحقُّقها مع أجهزتها الأمنية أن إيران أرسلت ثلاث عشرة حاوية مملوءة بالأسلحة الفتاكة المدمِّرة إلى المتمردين في جنوب السنغال.

 والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا أرسل الإيرانيون هذه الأسلحة الكثيرة إلى المتمردين؟ وما هي الأسباب والدوافع التي دفعتهم إلى ذلك؟

أسمع من الصحفيين والمحللين والسياسيين منذ أن كُشفَت شحنة الأسلحة من قِبَل السلطات النيجيرية أنهم يحاولون معرفة حقيقة دوافع إيران إلى فعلهم الخبيث. فنسمع تارة من يقول: أن غامبيا هي التي اشترت الأسلحة، وتارة من يقول: المتمردون هم الذين اتفقوا مع إيران خفية لتدعمهم بالأسلحة، وتارة تقول الحكومة: نحن على يقين أن الأسلحة من إيران متوجهة إلى المتمردين. ولا نعرف ما السبب الذي دفع إيران إلى ذلك إلى الآن رغم طلبنا توضيح الحقيقة منهم.

ولكن الحقيقة المخفية، والسبب الذي لا أشك فيه قيد أنملة هو غير ما ذُكِر، وسأخبرك عنه بتفصيل ولا ينبئك مثل خبير:

لقد وضعت إيران خطة لتشييع إفريقيا خلال خمسين سنة وهي التي تسمى (الخطة الخمسينية الخمينية)، فلما خلت منها مدة طويلة ولم تتحقق هذه الخطة مع ما أنفقوا في إفريقيا من ملايين الدولارات قالوا: (لا بد من استعمال العنف والقوة، ولا بد من زعزعة أمن المنطقة حتى يشتغل أهلها بالحرب الأهلية؛ كي نتمكن من تمرير عقيدتنا الشيعية الجعفرية في القارة).

فوضعوا خطة لإيجاد معسكرات بجنود أفارقة شيعيين مرتزقة باسم (حزب الله) مزودين بالأسلحة على غرار ما فعلوا في لبنان مع (حزب الله). فاختاروا دولتين في إفريقيا (وهما نيجريا والسنغال) لموقعيهما الإستراتيجيين في المنطقة، فنجحت محاولتهم في نيجريا لعدم استقرار أمنها، ولوجود حروب أهلية وقَبَلية ودينية منذ مدة؛ حيث وجدت الشيعة في زاريا في ولاية كادونا حركة شيعية مدججة بالأسلحة باسم (الحركة الإسلامية) - والإسلام منهم بريء؛ لأنه ليس دين العنف، وخلق الفتن بين المسلمين - يرأسها إبراهيم زكزكي الشيعي النيجيري، وهي حركة (سياسية، اجتماعية، جعفرية)، وهي أكبر تنظيم يضم الشيعة الإمامية في نيجيريا. لهم احتفال سنوي يحضره جميع الشيعة، والخطر أنهم لا يبالون بقـوانين البلد، ويفعلـون ما يشاءون، ويفسدون ولا يصلحون.

ومن هنا قالوا (أي الإيرانيون): لقد آن الأوان بإعادة المحاولة نفسها مع السنغال، فلم يروا مكاناً أنسب من الجنوب؛ لعدم استقرار الأمن فيه، ولعدم سيطرة الحكومة السنغالية عليه كلياً، فتفاهموا مع المتمردين أن يأتوا بحاويات كثيرة من جميع أنواع الأسلحة المدمرة شريطة أن يخصصوا للمتمردين ثلثها، وتبقى البقية تحت تصرف حزب الله الشيعي الذي يؤسس في المنطقة. فوافقت حركة التمرد بكل ارتياح دون أدنى تردد لحاجتهم الماسة لها.

هذه هي الحقيقة المخفية، والسبب الذي دفع هؤلاء الإيرانيين لإرسال هذه الأسلحة، وليحرموا شعبنا من الأمن والاستقرار، فيصبح الشعب في حرب دامية، أهلية لا تنتهي، فينشروا عقيدتهم الفاسدة.

وليس الأمر كما يظن بعض الناس أن دولة غامبيا متورطة في القضية؛ فهذه الدولة الشقيقة ليس لها أي تدخل في ذلك، وهي بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب؛ إذ كيف تتورط في ذلك وقد توتَّرت علاقتها مع إيران منذ زمن بعيد؛ وذلك لما عرف الرئيس الغامبي خبثَهم وفتنتَهم وأنهم يفسدون في الأرض ولا يصلحون. ففي يوم الخميس 24/7/2008م أعلن الرئيس يحيى جامي براءته من إيران أمام الملأ بحضرة وسائل الإعلام في (المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية)بسيريكوندا. بل صرَّح في ذاك اللقاء بلسان ولفي مبين (والشريط محفوظ عندي) أنه ذهب إلى طهران وقبل صلاة الجمعة جاء البروتوكل الإيراني ليذهب به إلى المصلى فأبى وقال له: أنا لا أصلي وراءكم؛ لأنكم لا تغسلون أرجلكم عند الوضوء، وصلى في الفندق ولم يبالِ بغضبهم. فمَنْ عنده هذه المواقف تجاه إيران والشيعة لا يورط نفسه في التعاون معهم لتدمير السنغال.

وفي ذلك اللقاء طرد يحيى جامي مدير المجلس الأعلى ومعاونيه آنذاك لتعاطفهم مع الإيرانيين، وحل محلَّهم مشايخ وعلماء فضلاء أعرفهم عن كثب ويعرفونني جيداً. ففي اليوم الذي أعلنت فيه حكومة السنغال قطع علاقتها مع إيران كنت في غامبيا في المجلس الأعلى ألقي لهم محاضرة حول معتقدات الشيعة ومخططاتهم الخبيثة، وعداوتهم تجاه المسلمين ومحبي الصحابة.

والذي أرى ضرورته: التحقيق مع بعض السنغاليين الشيعة الذين يعملون في السفارة الإيرانية، والذين لهم علاقات مشبوهة معهم؛ لأنه لا يمكن أبداً أن تتم هذه المفاوضات السرية بين إيران والمتمردين دون وجود عناصر سنغالية ولو بدَوْر الترجمة والوساطة.

وإني لا أتهم أحداً بعينه، ولكن لي حق الحرية والمواطنة أن أطلب من رجال الأمن التحقق مع صاحب (مؤسسة المزدهر الدولية)، الذي له علاقة مشبوهة مع الإيرانيين، وله تمويلات مشبوهة المصدر أيضاً. وكذلك أيضا ينبغي التحقق مع المقربين للسفير الإيراني.

وفي ختام هذا المقال لا بد من ذكر الدروس والعبر التي تُستفَاد من تصرُّف هؤلاء الإيرانيين، ومن ذلك ما يلي:

1 - أن السنغال حكومة وشعباً يستنكر فعل الإيرانيين، ويساند الرئيس على موقفه النبيل، الذي يتمنى الشعب السنغالي المسالم أن يصمد عليه، حفاظاً على أمن الناس واستقرارهم. وأن لا يتعاون مع أي دولة تسبِّب لنا الفتن والمصائب.

2 - أن دولة إيران منذ ثورتها عام 1979م تسعى بكل السبل الجائزة وغير الجائزة لإدخال الناس إلى عقيدتهم الشيعية، مهما كلَّفتهم من أموال وقتل وزعزعة للأمن.

3 - أن الحكومة السنغالية ينبغي أن تأخذ موقفاً صارماً من المراكز التي كان تديرها السفارة الإيرانية بدكار: كالقسم الفارسي بجامعة دكار، وجامعة المصطفى العالمية بجنب السفارة السودانية وغيرهما مما لا تقل خطورة عن سفارتهم، فحذارِ حذارِ من التساهل فيها.

4 - أن الدولة الإيرانية الخمينية الحديثة هي امتداد للدولة الصفوية الإيرانية القديمة.

ومن أعاد التاريخ إلى الوراء قليلاً لا يستغرب من فِعْل هؤلاء الشيعة الإيرانيين. فمن أقوالهم المدونة في كتبهم المطبوعة الدالة على حقدهم وبغضهم للمسلمين غير الشيعة ما يلي:

قالوا باستباحة أموال ودماء المسلمين غير الشيعة، ولعن أمواتهم عند صلاة الجنازة. فإذا كان الناس يدعون للميت بالمغفرة، فإن الشيعة يدعون له بالهلاك والعذاب.

قال نعمة الله الجزائري الذي كان يعيش في الدولة الإيرانية الصفوية في رواية أسندها إلى الصدوق: إن داود بن فرقد (سأل أبا عبد الله - عليه السلام -: ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم، لكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً، أو تغرقه في ماء؛ لكي لا يشهد به عليك فافعل. فقلت: ما ترى في ماله؟ قال: خذ ما قدرت)[1].

وقال آية الله الخميني صاحب الدولة الإيرانية الحديثة: (... فلا شبهة في عدم احترامهم أي المسلمين، بل من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم)[2]

وقالوا: الصوفيون خلفاء الشياطين في الأرض، وأنهم يعبدون الأصنام والأوثان، وأنهم يخلدون في النار.

 قال أحمد الأردبيلي: (لا تلتفتوا إلى الصوفيين؛ فإنهم خلفاء الشياطين، ومخربوا قواعد الدين؛ ينزحون لإراحة الأجسام، ويتهجدون لتصييد الأنام؛ فمن أعان أحداً منهم فكأنما ذهب إلى زيارة الشيطان وعبادة الأوثان، ومن أعان أحداً منهم فكأنما أعان يزيد ومعاوية وأبا سفيان)[3]

وقالوا: (لا تقوم الساعة على أمتي حتى يخرج قوم من أمتي اسمهم صوفية ليسوا مني وإنهم يهود أمتي، يحلقون للذكور رؤوسهم، ويرفعون أصواتهم للذكر، يظنون أنهم على طريق الأبرار، بل هم أضل من الكفار، وهم أهل النار، لهم شهقة كشهقة الحمار، وقولهم قول الأبرار، وعملهم عمل الفجار)[4].

:: البيان تنشر - مـلـف خـاص- (الـخـطـر الإيـرانـي يـتـمـدد)


[1] الأنوار النعمانية: 2/308.

 [2] المكاسب المحرمة:1/251.

 [3] حديقة الشيعة: ص 564.

 [4] انظر الكافي للكليني: 3/269، والفصول المهمة لعبد الحسين الموسوي: 2\62، ووسائل الشيعة للحر العاملي:4/31.

أعلى