• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
أفلا يتدبرون القرآن

أفلا يتدبرون القرآن

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( العقيدة الواسطية ) : « من تدبر القرآن طالباً للهدى منه تبيّن له طريق الحق » .

الحياة مع القرآن لها طعم خاص ، وإحساس خاص ، لا يدرك حقيقة تلك الحياة القرآنية إلا من أنار الله بصيرته فوفقه للتأمل في آياته ، والتفكر في كلامه المنزّل على خير خلقه ، وصفوة رسله صلى الله عليه وسلم .

إن تدبر القرآن عبادة حثنا الله عليها لما تشتمل عليه من حِكَم وفوائد تربي المسلم وتأخذ بيده لالتماس الخير واقتباس الدروس والعِبَر .

فمن حِكَم التدبر :

- أنه يدفعك للعمل بقناعة ويقين .

- يجعلك مرهف الذوق رقيق الحسّ .

- يفتح لك أبواب البيان وسبل الإبداع في العمل والدعوة .

وحين تتدبر القرآن الكريم وأنت تتلوه في هدأة الليل وصفاء الكون تأتيك حقائق ، وتنكشف لك أسرار تزيدك إيماناً بأنه كلام المولى - تعالى - منه بدأ وإليه يعود ، وتضيء لك أنوار الحق ، وتنبثق أفكار الهداية وأنت تقرأ فيه قصص الأنبياء والأمم السابقة ، تكون لك عوناً على الثبات والدعوة والجهاد .

ومن فوائده أنه ميسّر لكل تالٍ وحافظ { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } ( القمر : 17 ) ، ويربطك بالحياة ويعالج مشكلاتها : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } ( النحل : 44 ) ، ويهبُك فطنة وذكاءً وسرعة بديهة { إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِراًّ وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ }(فاطر:29-30).

ألا ترى معي إلى ذلك الصبيّ وهو يترنم بآيات من الكتاب العزيز يتلوها ويستظهرها في حِلَق التحفيظ ولمَّا يصل سن البلوغ بعدُ ، وقد استظهر آيات تتعلق بأحكام الطلاق والنكاح ، وأخرى بالغنائم والقتال .. ونحو ذلك مما قد يُشكِلُ عليه فهم معانيها لكنه ميسّر له حفظها وتلاوتها .

إنه أمر يدعو إلى التأمل في عظيم هذا الكتاب المعجز ، والحث على العيش مع آياته وتوجيهاته بتدبر وتفكر ، وقد قال أحد محفِّظي القرآن من باكستان مرة : « والله ما تدبرنا القرآن وتذوقنا حلاوته حتى تعلمنا العربية والتفسير » .

 

أعلى