البيان في ضيافة جمعية الآداب الاسلامية في العراق

البيان في ضيافة جمعية الآداب الاسلامية في العراق


شهد العراق بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها نشاطاً دينياً وفكرياً وسياسياً، فتقدم جمع مبارك من أجلة كبار علماء العراق وأعلامه بتوجيه من مفتي بغداد فضيلة الشيخ العلامة عبد الوهاب بن ملا قدوري النائب العبيدي إمام وخطيب جامع الفضل، بطلب الى وزارة الداخلية لتأسيس جمعية الهداية الإسلامية فقبل طلبها وأسست سنة 1938 م)لم تبدأ الحرب في تلك السنة!) وزاولت أعمالها، وبإعلان الوصي عبد الإله اصبحت جميع الجمعيات الإسلامية منحلة سنة 1943، وبعد صدور قانون الجمعيات تقدمت الهيئة المؤسسة بإعادة تأسيسها من جديد، وتم الموافقة استنادا إلى المرسوم الملكي في السابع والعشرين من كانون الأول سنة 1945 م  ولغرض توحيد الجهود وتحقيق الأهداف العامة تقرر حل جمعية الهداية الإسلامية وتحويل ممتلكاتها إلى (جمعية الآداب الإسلامية) الجديدة واتخذت من جامع المرادية مقرا لها.

وعند قيام الجمهورية العراقية سجلت مجدداً حسب قانون الجمعيات رقم (1) لسنة 1960 المعدل واذنت لها بمزاولة اعمالها، واستمر مركزها العام في جامع المرادية حتى وفاة العلامة كمال الدين الطائي سنة 1977 م، ثم نقل مقرها العام إلى جامع عادلة خاتون من جديد، ومازالت فيه منذ ذلك الوقت، وبعد احتلال العراق تم تجميد عملها، ثم تم تجديد تسجيلها من جديد لدى دائرة المنظمات غير الحكومية حسب القانون رقم (12) لسنة 2010.       

ومن اجل تسليط الضوء على هذا الصرح الاسلامي في العراق كنا في ضيافة الهيئة الادارية للجمعية ممثلة بالشيخ الاستاذ عبد الحميد بن نادر العبيدي الراشدي رئيس الجمعية.

البيان" في البدء في ظل هذا الجمع المبارك من علماء العراق ما هي الاصول الدعوية التي قامت عليها الجمعية؟

في البدء نتقدم لمجلة البيان الغراء بجزيل الشكر على هذه الالتفاتة الكريمة، وهي ليست بغربية على القائمين عليها في متابعة احوال العالم الاسلامي ولاسيما العراق في ظل محنته التي يعاني منها في ظل الاحتلال وتداعياته.

وما نود تأكيده ان العراق كان في أمس الحاجة الى حركة إسلامية تنادي بالقرآن الكريم والسنة النبوية والاعتصام بهما لأنهما أصل الشرع وبهما قام دين الإسلام، سراجاً ومنهجاً للناس يسعى إلى سعادة البشرية من خلال العودة إلى نقاء الإسلام الأول وما كان عليه خير البشرية واتباعه، مع الاحتفاظ بعمق التقاليد العربية الأصيلة، بعدما انتشرت الأفكار الإلحادية والعلمانية والكلامية التي كان لها التأثير السلبي على عقول المسلمين من خلال بث السموم الفكرية والثقافية والاجتماعية وانتشارها بين أفراد المجتمع، حتى تسارع رجال آمنوا بربهم إلى بذل ما يستطيعون بذله للعمل الجاد والمثمر لخدمة دين الإسلام، ووضع الركائز الحقيقية لازدياد الفكر الإسلامي الصحيح انتشاراً وقبولاً للارتقاء إلى مستوى الطموح في اتباع سنن السلف الصالح، وتدمير الفكر التغريبي، وإصلاح الفكر الإسلامي، والقضاء على بذور الهيمنة القومية والتحررية والاستعمارية التي ظهرت موجتها مع انهيار الدولة العثمانية.    

البيان: وما هو دور الجمعية في الساحة العراقية التي شهدت اضطرابات وتحولات سياسية وحتى دينية واجتماعية خطيرة منذ سقوط الدولة العثمانية وحتى يومنا هذا؟

إن جهود جمعية الآداب الإسلامية في الساحة العراقية كحركة إصلاحية تستمد قوتها من تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية أسفرت عن نبذ التيارات الضالة والأفكار الدخيلة، والتصدي لهذه الأفكار من خلال إبراز العقيدة الإسلامية الصحيحة وحث المجتمع على التمسك بها، فكان لابد من جمع شتات الأمة وتحرير عقول أبناء المجتمع، وضمائر عقول شبابها من الجمود والوهن والسقم عن طريق تجديد الدين، الذي هو جوهر وجودها وسر بقائها، ومصدر عزتها وفخرها، والتحرر من تأثير الغزو الأجنبي لاسيما الفكري والاجتماعي، وبعد الإشراف المباشر من قبل العلامة المصلح الكبير محمود شكري الآلوسي عندما كان يشغل وظيفة الإمامة والخطابة في جامع عادلة خاتون الذي وجه أن ينقل مقر الجمعية العام من جامع المرادية إلى الجامع المذكور ومن هنا بدأت جمعية الآداب الإسلامية تمارس دوراً كبيراً ومؤثراً في نفوس المسلمين وأن تكون الممثل الشرعي للمدرسة الاسلامية التي تلتزم منهج سلف الامة  وامتدادا حقيقيا لها من خلال الإصلاح الفكري والثقافي والاجتماعي وتوعية الناس ونشر محاسن الإسلام وآدابه وفضائله بما يلائم روح العصر، وتدريس العلوم الشرعية والمعارف الدينية، ومكافحة الرذائل والأخلاق الفاسدة، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، والقيام بإرسال الوفود إلى محافظات العراق والعالم الإسلامي للتعريف بأهداف الجمعية وواجباتها الشرعية والحصول على الدعم الوافي لإنشاء المساجد، وافتتاح المدارس الدينية وقد لاقت هذه الدعوة صداها في العالم الاسلامي.

البيان: في ظل الانفتاح العالمي للجمعية هل حظيت الجمعية بدعم من علماء الامة وقادتها؟

لقد حظيت الجمعية باهتمام علماء الامة وقادتها ودعمهم لمشروعها الاصلاحي، وعلى سبيل المثال، تبرع الملك عبد العزيز بن سعود بمبلغ عشرة آلاف دينار في أثناء الاحتفال بمناسبة يوم تتويج الملك فيصل الثاني ملكا للعراق، وطلب من الجمعية ارسال وفد لزيارته في موسم الحج للتعرف أكثر على أهمية الجمعية ومبادئها وخلال الزيارة منح الملك قطعتي أرض هدية للجمعية في مكة المكرمة من أجل استمراريتها، وتقوية بقائها، وانتشار دعوتها، ودعم أسباب قبولها، والتوسع في نشاطاتها المتعددة للحيلولة دون توقفها.

البيان: وهل لا تزال الجمعية تحتفظ بهذا الوقف؟

للأسف فقدت او اخفيت مستندات هذه الوقفية في ظل الضغوطات التي مورست على الجمعيات الاسلامية في العهود السابقة، وستكون لنا جهود مع المسؤولين في المملكة لاستعادة وتفعيل هذه الوقفية.

البيان: وماهي ابرز نشاطاتكم الاصلاحية في هذه المرحلة؟

ادراكا منا لضرورة  تحقق الإصلاح الشامل لجوانب الحياة التي يرتكز عليها المجتمع المسلم، وضرورة قيام مشروع نهضة يرتقي بالأمة وينهض بها مما تعانيه من ازمات، وان يسبق كل ذلك زيادة وعي الجماهير بهذا الدور الذي ينبغي القيام به او استقرار مفاهيمه في القلوب والنفوس، ومن هنا يعظم حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الجمعية أمام الله باعتبار أعضائها رعاة هذه الأمة، وعلى ضوء ذلك تم تحديد مجالات نشاطاتنا الدعوية والاصلاحية بالاتي:

1- تعليم الناس أساسيات التوحيد، لأنه أساس الدعوة إلى الله، وإنكار كل ما له شأن يحط من إنسانية الإنسان، وصحة اعتقاده.

2- الدعوة إلى حب الله حباً صحيحاً صادقاً يتمثل في طاعته وتقواه، وإخلاص النية والعمل لله، وحب الرسول (صلى الله عليه وسلم) حباً يتمثل في طاعته في أوامره والانتهاء عن نواهيه، والاقتداء بسنته وفي صفاته وخلقه وحاله، واتخاذه أسوة حسنة، والابتعاد عن العنف واستبداله بحسن المعاشرة والرفق واللين في التعامل مع المدعوين، واستخدام الوسائل المحببة لهذا الدين من خلال الترغيب والترهيب ومبدأ الثواب والعقاب، وتعليم الناس حسن الاقتداء والاتباع الصحيح، والانقياد للكتاب والسنة، والابتعاد عن مظاهر التقليد والانقياد الأعمى، ونبذ التطرف.

3- تصفية ما علق بحياة المسلمين من شرك على اختلاف مظاهره، وتحذير المسلمين من البدع المنكرة، والأفكار الدخيلة الضالة المضلة، وتنقية دين الإسلام من العقائد الفاسدة، وتهذيب السنة النبوية من الروايات الضعيفة والروايات المفتراة على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي شوهت صفاء الإسلام ومعالمه، وحالت دون تقدم المسلمين.

4- الرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، لقوله تعالى: }هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ}[الجمعة- 2] . وفهمها على النهج الذي كان عليه سلف هذه الأمة وآثارهم، لقوله تعالى: { وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً } [النساء- 115]؛ وتحكيمهما في قضايا الحياة، ومعالجة مختلف المواضيع، وحل النزاعات والمشكلات لعصرية، وعدهما من وسائل التربية، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء-59].

والعودة بالمسلمين إلى ما كان عليه أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس: لا يصلح أمر هذه الأمة إلاّ بما صلح به أولها، فما لم يكن يومئذ ديناً، لا يكون اليوم ديناً.

5- النهي عن المراء والجدال في أمور الدين، لقوله تعالى: {وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً } [الكهف-59].

وذم الانقياد الى الرأي والظن الفاسد والأهواء المضلة، لقوله تعالى: {وَلاَ تَتَّبِعِ الهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } [ص-26]. واتباع ما صح من سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإن لم يعمل به، لقول الأئمة الأربعة: إذا صح الحديث فهو مذهبي. قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ المُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } [النساء-61].

6- تربية نفوس المسلمين وتهذيبها للعمل بدين الحق من خلال دعوتهم وإرشادهم، واستخدام الوسطية والاعتدال، والعلم الصحيح، والمساواة بين الناس، وأخذهم بعين الرحمة، وأسلوب التيسير، والابتعاد عن التهويل والتعسير، وغلاظة القلب، وسلاطة اللسان، والتحلي بفضائل الإسلام وآدابه، وأخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم) ووصاياه، بما يضمن لهم مرضاة الله ورضوانه، ونعيمه وجنانه، وتحقيق السعادة من خلالها في الدنيا والآخرة.

7- نشر العلوم الشرعية لمكافحة العادات الضارة والدعايات التي تسيء إلى سمعة الإسلام، ومكافحة الجهل والبدع عند من يدعي العلم والفتوى وهو أجهل الناس، وتبيين حقائق دين الإسلام، ومنهاجه، وأحكام شريعته، وإرساء أسس التفاعل الاجتماعي بين المسلمين بجلب المنافع ودرء المفاسد، وتقديم حلول إسلامية لمشاكل العصر الراهنة، والسعي نحو استئناف حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، من خلال الحرص على جماعة المسلمين ووحدة كلمتهم، والبعد عن سلبيات التحزب التي فرقت شمل المسلمين ولم تجمعهم، بل أبعدتهم عن صفاء الأخوة الإسلامية النفيسة، وتطبيق حكم الله في الأرض، وإقامة حدوده، لإنشاء مجتمع رباني موحد ومتماسك.

8- رعاية الحركة الإصلاحية من خلال النهوض من الواقع المتردي، ونشر العلوم الشرعية والآداب والفضائل الإسلامية لبناء جيل من حملة العلم والمعرفة متسلح بالإيمان والعقيدة الصحيحة ومفعم بالحيوية والنشاط اللا محدود، ليكونوا من العلماء العاملين، وقادة ربانيين من أهل الحل والعقد، لتمكين الأمة من الاضطلاع برسالتها المقدسة، وما يقتضيه الواجب الشرعي لخدمة دينهم وأبناء أمتهم، وتحرير العقول من كل شائبة تسيء إلى قدسية الحركة الإسلامية، وتحيد أبناء هذا الدين عن جادة الصواب وسواء السبيل، وهدي خير بني آدم وسيدهم محمد (صلى الله عليه وسلم).

ان الجمعية حينما رفعت شعار التوحيد في العراق ليكون منارا في حركتها فانها التزمت ببناء برامج عملها على قواعد وأسس الدعوة والإرشاد وإصلاح المجتمع ونشر العلوم الشرعية وأن تكون امتدادا لمنهج التجديد والإصلاح على ما كان عليه علماء التجديد في العالم الاسلامي ولاسيما دعاة التوحيد.

البيان: وهل تمتلكون من الوسائل التي تعينكم على تحقيق هذه الاهداف الكبيرة واتمام نشاطاتها؟

قلنا إن جمعية الآداب الإسلامية تعنى بالشؤون الشرعية ونشر العلم الموروث عن نبي الهدى والرحمة رسولنا وسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتدعو إلى تنمية الثقافة لدى المجتمع الإسلامي، وتوطيد الروابط الاجتماعية، وإرشاد الفرد المسلم إلى عدم التفرقة بين أفراد الأمة في المجتمع العراقي، بسبب العنصر والعرق، وتبث روح المحبة والتسامح، وهي تسعى الى إصلاح المجتمع عبر الوسائل السلمية المشروعة والقانونية، بغية الوصول إلى تحقيق أهدافها التي رسمتها وحددتها منذ التأسيس، ولا زالت تمارس دورها الفعال والمثمر من خلال مسيرتها الإنسانية، وأعمالها الشرعية، ونشاطاتها في شمول أعمال البر والخير والإصلاح ومحاربة التيارات الفكرية المخالفة للشريعة والمنهج المحمدي، وهي:

1- يكون نشر حقائق الإسلام وفضائله الاجتماعية والاخلاقية والتربوية والسلوكية والنفسية، من خلال أسرع الوسائل انتشاراً، وأكثرها ذيوعاً وتقبلاً لدى أفراد المجتمع كالنشرات والجداريات والكتب والصحف والمجلات، وسائر المطبوعات والوسائل السمعية: كالمذياع والمسجل الصوتي والإذاعة، والبصريات عن طريق التلفزيون والانترنيت (شبكة المعلومات العالمية) والتسجيلات السمعية والبصرية مثل CD و DVD و VHS و UHF والحاسوب وغيرها، وكذلك وسائل التأثير المباشر: كإلقاء المحاضرات والخطب والمواعظ والإرشاد في الأماكن العامة والمساجد وخلال الندوات والحفلات في المناسبات الدينية واللقاءات الجماعية والفردية واستخدام أقصى الوسائل المشروعة والقانونية وأكثرها فعالية لإيصال هذا الهدف إلى مدارك الناس وطرق مسامعهم.

2- إرشاد الناس إلى التمسك والاعتصام بكتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتفقه بهما، وأخذ العلم رواية ودراية عن مصدره، من خلال دعم الدعاة واقامة حلقات العلم في المساجد، على وفق رؤية علماء الامة ومجتهديها، يقول الإمام أحمد بن حنبل: معرفة الحديث والفقه فيه أحب إليّ من حفظه. والسعي الجاد الى بيان دعوة الإسلام، والدفاع عن دين الله بالوسائل المتاحة وفق منهج نقدي مشحون بالعلم والمعرفة والدراية في المنقول والمعقول بما يرد الشبهات والمطاعن والدعايات الإلحادية أو المخالفة لأصول الدين وآداب الإسلام، ومقاومة الاعتقادات والآراء الفاسدة، والأهواء الضالة المضلة، والآفات الاجتماعية، والعادات الضارة التي نهى عنها الشرع كالموبقات، وكبائر الإثم وغيرها.

3- تصحيح عقيدة المسلمين كإثبات الصفات، من خلال العمل بمقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من ائمة الهدى، وبتوفيق الله اعتصم بها التابعون قدوة ورضى، وجانبوا التكلف فيما كفوا، فسددوا بعون الله ووفقوا، ولم يرغبوا عن الاتباع فيقصروا، ولم يجاوزوه تزيداً فيعتدوا، فنحن بالله واثقون، وعليه متوكلون، وإليه في اتباع آثارهم راغبون، وأن الأعمال من الإيمان، والنهي عن الخوض في علم الكلام، فالقرآن محدثنا، والله مؤنسنا، والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) قدوتنا، ولا ننسى موقفنا بين يدي الله عزوجل، ونحن مع الحق حيث كان، ولا نناظر في شيء إن اخطأنا يقال لنا: كفرتم، بل نجعل الكتاب فطنتنا والسنة عصمة أمرنا، ونكن من الله على وجل، نجتنب محارمه، ونؤدي فرائضه.

4- التواصل مع الجهات ذات العلاقة من خلال إرسال الوفود الدينية والبعثات الثقافية الإسلامية من ذوي الاختصاص داخل وخارج العراق لطرح أهداف الجمعية وأساس دعوتها، وتبصير الناس عما حققته الجمعية من خلال دعوتها، ومن خلال تثبيت العقيدة في نفوس المسلمين قولاً وعملاً ومن إنجازات ونشاطات تخص المسلمين.

5- النهوض بمستوى العلوم الدينية والعلمية والاجتماعية والثقافية من خلال إنشاء المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية والخيرية، والمدارس وبناء المساجد وترميمها في الأماكن التي تدعو الحاجة إليها.

6- دعم التربية الاسلامية السليمة من اجل تنشئة أجيال من علماء دين وباحثين، ونقاد ينفون الكذب عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وطلبة علم دارسين، وبكتاب الله وسنة نبيه عاملين، يقومون بواجب وعظ الأمة وإرشادها، ويأخذون على عاقتهم إصلاح المجتمع، أئمة عاملين مجتهدين، مدافعين عن كيان دينهم وشعائره، لا تأخذهم في الحق لومة لائم، يعلمون أبناء أمتهم أمور وشؤون دينهم، وطرق العبادة الصحيحة الخالية من الشوائب والخلل، لكسب مرضاة الله والفوز بالجنة، لقوله تعالى: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) وتنقية ما علق بحياتهم من أفكار ومعتقدات وأهواء شابت صفاء الإسلام وشوهت صورته، ومن العادات الضارة بأهل الإسلام. ومكافحة الجهل والأمية، بإنشاء ودعم المؤسسات التربوية والشرعية، لرفع المستوى العلمي في العراق، والدفاع عن دين الإسلام بأساليب البحث والاستدلال.

7- بناء المؤسسات الخيرية وملاجئ الأيتام، وكل ما يدخل في شمول أعمال البر والإحسان لمساعدة المحتاجين والمتعففين والفقراء والمساكين، وتوفير السبل الكفيلة لمواصلة دراستهم حتى الوصول إلى مرحلة الاعتماد على أنفسهم للقيام بواجبهم الإنساني تجاه عائلاتهم، ولخدمة دينهم.

8- الحرص على جماعة المسلمين ولم الشمل ووحدة الصف من خلال التوعية  والإرشاد.

9- توفير المستلزمات والسبل الكفيلة التي تهيئ للدعاة المناخ الملائم لمواصلة دعوتهم، وتذليل الصعوبات التي تعرقل أداء قيامهم بالدعوة والإرشاد واصلاح المجتمع.   

10- السعي الجاد بعد التوكل على الله نحو إنشاء مجتمع إسلامي على منهج النبوة. والعمل على تقديم الحلول الشرعية لمشكلات العصر.

11- إقامة الحفلات الدينية الشرعية لطرح الأفكار والمنهج النبوي الصحيح، وزرع المحبة والإخلاص في نفوس المسلمين من خلال الخطب المؤثرة والتوعية الدينية.

 12- إعداد الدعاة وعلماء دين عاملين، يدعون إلى توحيد الله، وإرشاد الناس إلى ما يصلح لهم من العبادة المشروعة، والعمل الصالح، ونشر العلم النافع والمعرفة بفضائل الإسلام، وآدابه، وتعليم الناس علوم القرآن وتفسيره، والعناية بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من أقوال وأفعال وأحوال وإقرار. ويعلمون الناس الفقه وأصوله، واستدلاله، ويأخذون الناس بالنصيحة والرفق واللين، والوسطية، ويحذرون الناس من الغلو والفرقة. تقوى بهم قلوب أهل الإيمان، وتنقمع بهم نفوس أهل الطغيان. والعمل بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم) (يحمل هذا العلم من كل خلف عدو له، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين) رواه أحمد وغيره ليكونوا بدورهم قادة ربانيين لتمكين الأمة من الاضطلاع بالرسالة المقدسة، ويرفعون من شأنها عالياً.

13- إنشاء إعلام إسلامي واعي ملتزم بواجبه الشرعي تجاه أبناء دينه، ومن واجباته كشف زيف المرجفين ممن أضلهم الله وأظلمت قلوبهم مما وقر فيها من بغض للإسلام والمسلمين، والدفاع عن دين الإسلام والمسلمين من خلال نشر الحقائق لطمس الأكاذيب والافتراءات، واتخاذ جريدة أو مجلة باسم الجمعية مجازة أصولياً من قبل الجهات المختصة تأخذ على عاتقها هذه الواجبات، بالإضافة إلى طرح أهداف الجمعية وأساس دعوتها، وأفكارها ومعتقدها، لتبصير الناس بحقيقة دعوة الجمعية وأهدافها لتبين كذب المفتري عليها.

14- التعاون والتنسيق مع ديوان الوقف السني بما يخدم دين الإسلام وأهله، ومعاونة القائمين عليه لنشر العلوم الشرعية وإقامة الدورات والاحتفالات الدينية وغيرها.                                                                           

البيان: ان هذه المهام العظام لا بد ان تلاقي معارضة شديدة في ظل الفوضى التي يعيشها العراق، ما هي ابرز التحديات التي تواجهكم؟ وما هي ابرز انجازات الجمعية التي تم تحقيقها؟

التحديات كثيرة في السابق واللاحق، وقد تعرض أعضاء الجمعية إلى الاعتقال والاضطهاد والملاحقة من قبل  الحكومات الجائرة التي حاربت الإسلام وأهله بشتى الوسائل، فمنهم من قضى نحبه على يد جلاوزة الأنظمة الفاسدة ومنهم من ينتظر فقد تعرض بعض اعضائها ومنهم نائب رئيس الجمعية للإعدام أبان حكم حزب البعث وأنجاه الله بفضله وكرمه، وما زال أبناء الجمعية يمارسون دورهم الدعوي والإصلاحي رغم المضايقات التي يتعرضون لها.

اما انجازات الجمعية فكثيرة ومتنوعة من ابرزها:    

1- تأسيس وأنشاء كلية المعارف الجامعة في محافظة الأنبار بتاريخ 1993 تمنح شهادة البكالوريوس والشهادات العليا كالماجستير والدكتوراه في اللغة العربية والقانون والإدارة والاقتصاد معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بكتابها المرقم 531 في 19 / 9 / 1993، ومازالت تزاول عملها، ويمكن فتح أقسام أخرى لتوسيع نطاق عملها بعد موافقة الجهة المختصة كما ان للجمعية النية في فتح أقسام مماثلة في محافظة بغداد والمحافظات الأخرى.

2- تقديم دراسة جدوى اقتصادية لأنشاء مشروع صناعي بالتعاون مع ديوان الوقف السني.

3- تهيأت دراسة لأنشاء مدرسة تكميلية وأخرى ثانوية على أرضها الواقعة في منطقة الداووي وأعدت دراسة لإنشاء دار لتدريس الحديث النبوي الشريف.

4- تم أنشاء جامع الآداب الإسلامية في منطقة سبع أبكار، وجامع تل محمد، وجامع السور، وتم بناء مساجد أخرى في الموصل وديالى والبصرة.

 5-  لها أراضي وقفية وممتلكات فقدت وسيتم أستردادها بعد الحصول على سندات الملكية من وزارة الداخلية / الجمعيات لكونها تمتلك أضبارة الجمعية منذ تأسيسها سنة 1946، يمكن استثمارها والإفادة منها لأقامة مشاريع ذات نفع عام . 

6- قامت ولا تزال الجمعية بتنظيم دورات مستمرة على مدار السنوات السابقة لحفظ وتلاوة القرآن الكريم والحديث، ومآدب الأفطار في شهر رمضان في مساجد بغداد والمحافظات بالتعاون مع ديوان الوقف، والجهات ذات العلاقة،

7- وقامت بتوزيع الاف النسخ من المصحف الشريف والكتب الدينية النافعة ومكتبات طالب العلم على مختلف شرائح المجتمع العراقي، ونظمت عشرات الحفلات في المناسبات الدينية المختلفة، واقامت العديد من الندوات بحضور أهل الفكر والعلم لإلقاء المحاضرات التي تدعو إلى الوحدة والمحبة، وللجمعية حضور فعال في المؤتمرات الدينية والعلمية.

8- يقوم المقر العام حصرا بتنظيم حملات للحج والعمرة بالتنسيق مع الهيئة العليا للحج والعمرة والدوائر الرسمية المختصة الأخرى وبإشراف أعضاء الجمعية ولها الحق بإرسال ممثلين عنها في كل حملة من ذوي الاختصاص وتتعاون مع الجمعيات ذات العمل المماثل لتقديم خدمات عامة داخل العراق وخارجه.

قلتم ان تنظيم مسألة الحج والعمرة من اختصاص المقر العام، هل لدى الجمعية فروع في داخل العراق وخارجه؟

لدينا ما يقرب من 90 فرعا في محافظات العراق ومدنه، وهي تتفاوت في نشاطها بحسب البيئة المحيطة بها، وقد تعرضت اغلبها للمضايقات والاستهداف من جهات عدة؟

البيان: هل للجمعية نشاط سياسي ولو على سبيل دعم التيارات الاسلامية السياسية؟

الجمعية دعوية اصلاحية ونأت بنفسها عن أية مشاركة سياسية ولاسيما بعد الاحتلال في ظل الفوضى التي تشهدها الساحة السياسية العراقية، على أننا نمارس السياسة الشرعية من نصح وتوجيه لبعض الشخصيات التي هي قريبة من توجهات الجمعية الاصلاحية.

كما أن لنا علاقات طيبة ومتواصلة مع رئاسة ديوان الوقف السني لأننا نؤمن بتكاملية العمل الاصلاحي بين المؤسسات ذات العلاقة، وهو ضرورة في ظل الاضطراب الذي يشهده المكون السني في العراق.

وبهذه المناسبة فإني ادعو الدول العربية أن يكون لها دور ايجابي في دعم المكون السني والعراق في تجاوز التحديات الخطيرة التي تحيط به، وإن التهاون في ذلك سيلقي بظلاله على الدول العربية والاسلامية برمتها.

 ملحق

المؤسسون للجمعية

رؤساء الجمعية

الشيخ قاسم بن أحمد الفرضي القيسي (مفتي بغداد)

الشيخ قاسم بن أحمد القيسي                             1946م – 1948م

الشيخ حمدي بن عبد الله الأعظمي العبيدي.

الشيخ أمجد بن محمد سعيد الزهاوي             1948م – 1949م

الشيخ نجم الدين عبد الله الواعظ بن أحمد رجب (مفتي العراق).

الشيخ نجم الدين الواعظ العاني                         1949م – 1955م

الشيخ أمجد بن محمد سعيد فيضي الزهاوي.

الشيخ كمال الدين عبد المحسن الطائي        1955م – 1977م 

الشيخ عبد الله محمد علي الشيخلي.

الاستاذ الدكتور رشيد بن عبد الرحمن العبيدي               1977م – 1980م

الشيخ عبد الله عبد الرحمن الصوفي.

الاستاذ العلامة محمود شيت خطاب الموصلي              1980م – 1983م

الشيخ محمد محمود بن عثمان بك الطائي.

الشيخ المحدث صبحي بن جاسم السامرائي       1983م – 2013م.

الأستاذ محمد طه بن فياض الراوي.

الشيخ عبد الحميد نادر الراشدي

      2013- ولحد الان.

الشيخ كمال الدين عبد المحسن الطائي.

 

الشيخ محمد صالح جرجيس الراوي.

 

الشيخ الأستاذ عاصم الكيلاني.

 

الشيخ بهاء الدين سعيد النقشبندي.

 

الشيخ حسن فهمي بن عبد الوهاب النائب.

 

الشيخ محمد صالح السهروردي

 

أعلى