الصلاة في جامعة تل أبيب

الصلاة في جامعة تل أبيب


محاضرة المصري سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون التي استضافتها جامعة تل أبيب بعنوان " دروس من قرن الاضطرابات في مصر"، واجهتها في تلك الفترة معارضة فلسطينية شديدة في وسائل الإعلام لإعتبارها جزء من حالة التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن ما لفت الإنتباه أن الكثير من الطلاب المسلمين في الجامعة هتفوا خلال المحاضرة ضد إبراهيم وطالبوه بالرحيل وصرخوا في وجهه "التطبيع خيانة".  كان أولئك الطلبة يخضون حرباً أخرى من حروب البقاء التي يخوضها الفلسطينيين يومياً مع الاحتلال الصهيوني منذ إحتلال أرضهم، فلكونهم يعيشون داخل مايسمى بالخط الأخضر ويتعاملون مع مؤسسات الحكومة الصهيونية بكافة مستوياتها بإعتبارها جزء من سياسة الأمر الواقع التي فرضها الاحتلال منذ عام 1948م، يضطر الكثيرين منهم للدراسة في الجامعات العبرية ومنها جامعة تل أبيب التي حرمتهم مؤخراً من غرفة للصلاة خلال شهر رمضان، وقامت بإغلاقها بعد أن خصصت سابقة كغرفة ثابتة لأداء الصلاة فيها. وبحسب صحيفة هأرتس فإن الجامعة أغلقت المصلى داخل الحرم الجامعي وطلبت من الطلاب الصلاة في المساكن القائمة خارج أبواب الجامعة.

في 2018-2017، خصصت الجامعة غرفة مؤقتة للصلاة خلال شهر رمضان، لكن الطلاب المسلمين يحتاجون إلى تلك الغرفة على مدار العام وأن الغرفة في المساكن بعيدة جدًا.

في الأسابيع الأخيرة، خصصت الجامعة غرفتين للصلاة في الحرم الجامعي بمناسبة شهر رمضان، إحداهما في الجزء الجنوبي من الحرم الجامعي، والأخرى في الحرم الشمالي، في مبنى كلية الطب. وقالت الجامعة صراحةً بأنها غرف مؤقتة سيتم استخدامها لأغراض أخرى في نهاية شهر رمضان.

وجاء قرار تخصيص غرفة الصلاة في الحرم الجامعي فقط خلال فترة رمضان في عام 2017، بعد مناقشات بين الطلاب المسلمين وإدارة الجامعة على مدار عامين. وتم افتتاح قاعة الصلاة مرة أخرى في أيار 2018، وظلت مفتوحة في الأشهر التالية. وقال محمد خلايلة، طالب في كلية طب الأسنان، إن الغرفة أغلقت في يناير من هذا العام دون إشعار مسبق، ولم يتم تخصيص غرفة بديلة للصلاة للطلاب. وقال "وصلنا إلى صلاة الظهر واكتشفنا أن الغرفة أغلقت بباب حديدي مع قفل. وكانت خلف الباب المقفل كتب القرآن وملابس الصلاة للنساء وسجادات الصلاة."

وقال مسؤولو الجامعة إنهم أوضحوا للطلاب أن هذه غرفة صلاة مؤقتة، وسيتم إغلاقها عند بدء أعمال الترميم. وقد انتهت أعمال البناء في المنطقة مؤخرًا، وبدلاً من فتح غرفة للصلاة، تم فتح قاعة للعمل.

وبالنسبة للغرفة الموجودة في بناية أينشتاين خارج الحرم الجامعي، يوضح الطلاب أنه يتعين عليهم المشي لمدة 15 دقيقة للوصول إليها و15 دقيقة أخرى للعودة. وبالتالي، يستغرق الوقت المخصص للصلاة حوالي 45 دقيقة في كل مرة. وقالت الجامعة إن هذه الغرفة تقوم "بالقرب من المدخل الرئيسي للحرم الجامعي". ويشار إلى أن الجامعة خصصت بناية دائمة للكنيس اليهودي في موقع مركزي داخل الحرم.

وأشار خلايلة إلى أن الغرفة المؤقتة في مبنى كلية الطب صغيرة ولا يمكنها استيعاب سوى عشرة مصلين، بحيث لا يمكن الفصل بين النساء والرجال كما هو مطلوب. وقال "نحن لا نصر على مثل هذه الأشياء الصغيرة، نحن نطلب فقط مكانا للصلاة. سنهتم بأنفسنا بجمع التبرعات والمعدات وكل الأمور المطلوبة".

ورغم سيطرت عقلية اليمين على إدارة الجامعة إلا أن "الجبهة – العربية للتغيير" و"العربية الموحدة - التجمع" وغيرهم من أعضاء الكنيست العرب أرسلوا رسائل إلى إدارة الجامعة طالبوها فيها بإنشاء مجمع دائم للصلاة في منطقة مركزية في الحرم الجامعي لكن وبالتزامن مع معارضة اليمين الصهيوني المتشدد إستضافة الدولة العبرية لمسابقة "يورو فيجن" الأوروبية فمن المرجح أنه سيضغط بإتجاه منع المسلمين من أداء صلاتهم داخل المؤسسات العامة التي يسيطر عليها. 

 

 

أعلى