البيان/وكالات: وصل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، الأربعاء، إلى القاهرة، لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين حول العدوان على قطاع غزة، وتبادل الأسرى مع الاحتلال. ومن المقرر أن يلتقي هنية ووفد قيادي رفيع من الحركة مدير الاستخبارات المصرية اللواء عباس كامل، اليوم الخميس.
ومن المقرر أيضاً أن يزور وفد من حركة "الجهاد الإسلامي"، برئاسة الأمين العام للحركة زياد النخالة، القاهرة، خلال أيام، لمناقشة "سبل وقف العدوان وصفقة تبادل"، بناء على دعوة رسمية مصرية. وقال النخالة في بيان، أمس الأربعاء: "سنتوجه للقاهرة برؤية واضحة هي وقف العدوان وانسحاب قوات العدو من قطاع غزة وإعادة الإعمار"، مؤكداً أن "تبادل الأسرى سيتم عبر مبدأ الكل مقابل الكل بعملية سياسية تتفق عليها القوى الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس".
وكشف مصدر مصري مطلع على الوساطة التي تشارك فيها مصر إلى جانب قطر والولايات المتحدة، بين المقاومة في قطاع غزة وحكومة الاحتلال، عن أن المفاوضات التي تجري برعاية الوسطاء، "لا تزال في مرحلة الاستكشاف، خصوصاً في ظل البحث عن صيغة تتجاوز الشرط الذي فرضته حركة حماس برفض التفاوض تحت النار".
ولفت المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الخلاف بشأن مدة الهدنة، وإمكانية قبول حماس بهدنة لا تقل عن 15 يوماً، يتم خلالها التفاوض حول شكل الصفقة، على أن يتخللها تبادل الجثامين"، مشيراً إلى أن "المسؤولين في حكومة الاحتلال يتمسكون بألا تزيد تلك الهدنة عن 7 أيام".
وأوضح المصدر أن حركة حماس "عبّرت للوسطاء عن رفضها التام لإطلاق سراح أي من الأسرى الأحياء، سواء كبار السن أو المجندات أو المصابين من دون أن يكون ذلك في إطار الصفقة الرئيسية التي لن تكون تفاهماتها قاصرة على تبادل الأسرى"، قائلاً إن "الصفقة المرتقبة في حال تم التوصل إليها، ستتضمن التزامات أخرى، منها ما هو سياسي. وفي مقدمة تلك الالتزامات الانسحاب الفوري لجيش الاحتلال من النقاط التي دخلها في القطاع ورفع الحصار عن غزة".
كما كشف المصدر عن "رسالة نقلها زعيم حماس في غزة يحيى السنوار إلى الوسطاء عبر قيادة حماس السياسية، أكد خلالها أن وقت إبرام صفقة تكون قائمة على هدنة مؤقتة انتهى، وأن حماس والمقاومة ليس لديها سوى خيار واحد وهو إبرام صفقة تتضمن الكل أمام الكل، وعلى رأس هذا وقف شامل لإطلاق النار إذا كانت حكومة الاحتلال ترغب في استرداد أسراها أحياء"، مشدداً على "جهوزية المقاومة للاستمرار في المعركة، وامتلاكها القدرة على الوصول إلى قلب إسرائيل"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن "توقيت الرشقة الصاروخية من جانب الحركة لتل أبيب الكبرى، ظهر الثلاثاء، جاء مدروساً بعناية من جانب المقاومة".
وكشفت القناة العبرية "13"، يوم الأربعاء، عن تصور صهيوني لصفقة مع حركة حماس تشمل عمليات تبادل أسرى، ووقفا مؤقتا لإطلاق النار، وانسحابا صهيونياً من بعض المناطق في قطاع غزة.
ونقلت القناة عن مسؤولين صهاينة مطلعين على ملف المفاوضات قولهم إنّ الجيش الصهيوني يرى أن هنالك إمكانية للانسحاب من بعض المناطق في قطاع غزة، خصوصاً تلك التي يدّعي أنه أنهى عمليته العسكرية فيها. وأكد مسؤول عسكري رفيع للقناة أنه "ليست لدى إسرائيل مشكلة في الانسحاب من بعض المناطق، مع أنه سيتم تصوير هذا البند كما لو أنه إنجاز لحركة حماس، لكن في الحقيقة هذه خطوة تنوي إسرائيل تنفيذها في كل حال".
وفي ما يتعلق بتبادل الأسرى، قالت القناة إن الدولة العبرية وافقت على إطلاق سراح معتقلين بارزين في الفصائل الفلسطينية مقابل إطلاق حركة حماس سراح 40 محتجزاً من النساء وكبار السن والأشخاص الذين يحتاجون لرعاية طبية عاجلة.أما على صعيد وقف إطلاق النار، فقد رجحت القناة أن يتم الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار تتراوح فترته الزمنية بين أسبوع وأسبوعين.
وأكدت القناة أن التقديرات الصهيونية الرسمية تفيد بأن التوصل لصفقة لن يتحقق قبل شهر يناير المقبل.وقال مسؤول كبير آخر، لم تسمه القناة: "أعربت إسرائيل لقطر والولايات المتحدة عن رغبتها في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن". وأضاف: "الشرط الإسرائيلي هو أن يشمل المرضى والجرحى من جميع الأعمار، بالإضافة إلى كبار السن من الرجال والنساء الذين ما زالوا في الأسر".
من جهته، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين صهاينة قولهم إن الاقتراح يظهر أن الدولة العبرية مصممة على إعادة إطلاق "مفاوضات جادة" من أجل إطلاق سراح المزيد من المحتجزين، رغم تصريحات حماس بأنها لن تستأنف المفاوضات طالما استمر القتال.