نص شعري
حلب سورية
يظل الشوق للجنة في مقدّمة رغبات العبد المؤمن؛ وعليه فهذه أبياتي أرسلها من منبركم
الحرّ لكل متشوق للجنة:
أَحْسِن فِعَالك كلُّ شيءٍ فاني
ما أنتَ إلا واحدُ الثقلانِ
هي ذي الحياة ندية ملعونة
حُفَّت بكلّ نوازع الشهوان
خاب المُؤمِّل والمُسوِّف والذي
يرجو الخلود وراغبٌ متواني
هي ما علمتُ وما علمتَ وإنما
ختلت كما تمتاز بالخذلان
هي جنة لكن سيلحقها الفنا
فتُرَى بلا فنن ولا أفنان
هي جنة لكن فلا مأوى بها
هي للعبور لجنة الرحمن فلقد
ومتى يطيب وإن يطيب مقامها
مضى هرعًا كما العجلان
والبعضُ -لو كره النحاة مجيئها-
منها وإن يمطل فمرُّ ثواني
أوما علمتَ وليت قومي يعلمو
ن أنَّ الممات مصارع الأبدان
أن الممات هو انتقال الروح من
طور الفناء لسرمدي هاني
أنَّ الذي ترجو بقاه هو الذي
أفنى بقاك فكيف يلتقيان
هي ذي حياتك جيفة وعلى الذي
فيها ترى الضدين يلتقيان
حب الحياة ورغبة في جنة
في لُبّ عبدٍ كيف يستويان
هل يستوي الأدنى الذي يفنى وهل
يفنى الذي يبقى لكل زمان
أأخي تدعوك الحسان بجنة
أفلا تَجِدَّ لجنة الرضوان؟!
وحشاك ما تكويه ألسنة الجوى
والشوق ما يدعوك للرحمن؟!
فاللهَ فاقصد فالجنان تزينت
لك إن عملت بسُنَّة المنان
هي ومضة الخلد التي هزّت فمي
فمضى يرتل فاستطاب بياني
وجعلتها نونيةً من قبلها
أوفى البيانَ بسالف الأزمان
شمسُ العلوم الحنبليُّ محمدٌ
وأخو الجبال الغر من حورانِ
فاقبل إلهي ما عملتُ تقرّبًا
واجعل ثوابي الأجرَ في الميزانِ
وجنانَ خلدٍ في جوار محمدٍ
فوق الأرائك والقطوف دواني