• - الموافق2024/04/30م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
الصمت ممات

«زار أحد ملاجئ العَجزة؛ فرأى المناظر البائسة للآباء والأمهات الذين عُقُّوا.. فتألمت كلماته». لم أعرف أن الضحكة حين تموت تصير جنونًا محض جنون..


«زار أحد ملاجئ العَجزة؛ فرأى المناظر البائسة للآباء والأمهات الذين عُقُّوا.. فتألمت كلماته».

لم أعرف أن الضحكة حين تموت تصير جنونًا محض جنون..

لم أعرف أن الصبح غداة الظهر يخون..

وأن الشمس تغيب كثيرًا دون أوان..

والمولود يعقّ أباه ويرميه..

في سبخة هذا العصر على الطرقات بغير أناة..

دون شعور بالمأساة..

يا الله! أوَ هذا الكائن شيء؟

هل هذي الكتلة كانت يومًا في الأحياء؟

وأمد يدي نحو المتكوّم في إعياء..

يا أنتَ!  أنا؟ مَن يدعوني؟

أُذناي بها وَقْر من صمتٍ قاسٍ..

لا شيء يحاول أن يعطيها أو يسقيها ماء الكلمات..

والصمت ممات..

والصمت حواها في رمس عالي الشرفات..

يا أبتِ! ما كنتُ أباك!

هم أولادي سرقوا عمري، سرقوا زادي..

سرقوا ما جاد به زنداي..

بيتي شيّدت بكلّ صباي وكلّ قواي..

ونفوني من داري الحلوة..

ونعيت هنائي، يا ويحي!!

ونعيت شقائي في بؤسي أو في يأسي..

وازداد أساي..

أكذاك يُقام البرزخ بين الميّت والأحياء..

ويُوصَد مفتوح الأبواب؟..

وأصاب الرأس شديد دوار..

أَوَ يرسلني فلذة كبدي للملجأ؟ لا!

هل يقسو الجزء على الكل المنخور من الإعياء؟!

هل ننظر يومًا يأتي يدعو لرثاء؟!

هل نحن وُلِدْنَا حين وُلِدْنا وُلْد زناء؟!

هل كان الحب وكل العطف خيال هواء؟!

ويطلّ سؤال:

من أعطى أبناء الوهم الحقّ أن يُفنوا أغلى الأشياء؟

للملجأ لا.. للملجأ لا..

فالملجأ مقبرة الأحياء.

 

 


أعلى