تضرع في محراب الوصال

ياسين أحمد القشعم


عـزَّ المقــالُ وقـدْ عُدِمـتُ جَـوابــــا

فلـذا نظمـتُ مِـنَ القصيـدِ كِتــابـــا

سـاءلـتُ عقــلاً لا يُخيّــب سـائـــلاً

يـا عقــلُ، إنـي قـدْ رأيـتُ عُجـابـــا

نـارُ التفـرُّقِ قـدْ كوتْ لـي خَافقــي

مـن ألـف عـامٍ جرحهـا مـا طـابـــا

وشهـورُ أعـوامـي تُضــرِّمُ نـارهـــا

فكـأنهـــا قــد صُيِّــرَتْ أحطَــابـــا

فلِمَ الفِراقُ؟ أجِبْ! فديتُكَ مِن حِجا

ولِمَ الحبيـبُ بُعَيْـدَ وصـلٍ غَـابــا؟

ولِمَ ابنُ عشرينَ الصبا قد شابَ في

ريـعِ الشبـابِ وذا الصَّبـا مـا شَـابـا

فأجـابنـي: يـا صبّ نفسـكَ دارهــا

ودعِ التســاؤلَ ثـمَّ شُـدّ رِكــابـــــا

وأنِخ بدار الحِـبّ وانسَ صبابـــةً

فيهـا إذا ريـــح الصَّبــا مُنســابــــا

فأقـم صـلاتـك فـي بقـايـا طلـهــا

وابـنِ علــى خربـاتهـــا محـرابــــا

وارفع يديــك إلى العلـيّ تضرُّعــا

إنّ الـذي شــرَع الدعــاء أجــابـــا

واطلب وصالك مَن تحبّ مِن الذي

خلَــق الوصـال وسبَّـب الأسبـابــا

عينـا نبــي الله يعقــوب غـــــدت

بيضـاء ممـَّن قـد أطـال غيــابــــا

والوصل بـردة يوسف مـذ ألقَاهـــا

كفُّ البشير علـى العليـل فطـابـــا

البَيْـــن جـــلاد وقلبـــي مـرتـــــعٌ

للسوط يلقى في الفراق عذابـــا

لا ليس ميْتًا مَن يوارى في الثرى

أبـدًا، فدنيـا مَن يعيــش سرابــــا

المـوت حقًّـا أن تعيــش مـفــردًا

لا خِـــلّ تهـــــواه ولا أحبــابـــــا

أعلى