حَـرِّر دموعك

نص شعري


 

حَرِّر دموعك ينسابان كالمطرِ

ولُذْ بحُزنك عن جانٍ وعن بشرِ

وأطنب الدمع لا تحبس منابعه

فقاحِل الأرض نزّاعٌ إلى المطرِ

مالي أراك نحيل الجسم ذابله؟!

وما لعينيك محمّران بالسهرِ؟!

وما لكفّيك قد بان ارتعاشهما؟!

لا يفتران جناحي طائرٍ حذرِ

وما لقلبك خفّاق كأن به

 طبلاً يدقّ لحرب الفقد والظفرِ

مالي أرى فيك شيخًا هُدَّ من حزن؟!

وذا خيالك في باكورة العمرِ

قد بُيِّضَ الرأس من إقبال باكرةٍ

وسُوِّدت مقلتا عينيك بالسحر

فالزم مِن الأمر ما يُنجّيك من سقرٍ

ودعك مِن ذِكْر مَن تشجيك بالسحر

حوراءُ غيداءُ لم تُعْرَ بشائبةٍ

غَنت بحُسنٍ لها عنْ معشرِ البشرِ

لا وِزْر للسيف إن أردى مقاتله

معفّر الوجه مرديًا إلى الحفر

ولا لحسنك وِزْر في مصارعنا

الوزر وِزْري إذ أمعنت بالنظر

طوّافة الطرف ترمي من كنانتها

سهمًا على القلب أو نبلًا على البصر

فتُبرح القلب مذهولًا بلا ظفَرٍ

أو تُكمه الطرف حتى باء بالحسر

محتالة الطرف يومًا داعجًا شدنا

وتارةً دعلجًا يرميك بالشزر

لذاك فلتستفق من سُكْر خَمْرتها

فمُهْلك الروح مَن لم يحظَ بالوطر

قد يُذهب الشرب عقلًا حال نشوته

ومُتلف الجسم مَن قد طال بالسهر

فالسُّكر في القلب عيناها مدامته

وأفتك الطرف من يلتاذ بالخفر

أعلى