• - الموافق2024/04/28م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
ضريبة التفوُّق

يُعدّ التداول السلمي للسُّلطة ركيزةً أساسيةً لما يُسمَّى بـ«الديمقراطية»، وهو ما يعني الخضوع لنتيجة الصندوق، وما يُصاحبها من مظاهر لتسويق أهمية الفرد في اختيار القيادة

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصّلاةُ والسّلامُ على نبيِّنا محمّدٍ وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، وبعدُ:

يُعدّ التداول السلمي للسُّلطة ركيزةً أساسيةً لما يُسمَّى بـ«الديمقراطية»، وهو ما يعني الخضوع لنتيجة الصندوق، وما يُصاحبها من مظاهر لتسويق أهمية الفرد في اختيار القيادة، مثل الحملات الانتخابية، والمناظرات، والحملات الإعلامية لتوجيه الرأي العام...

وهذا يتم في حالة التوازن بين القُوَى، ولكن عند بروز تفوُّق واضح لأحد الأطراف؛ فإن الخصم غالبًا ما يلجأ لأساليب أخرى يجمعها ما يمكن تسميته بالاغتيال السياسي؛ الذي يمكن أن يكون جسديًّا أو معنويًّا، والجسدي هو الشائع في المجتمعات ذات القضاء والإعلام المستقلّ، ومع ذلك تبقى ألغاز التصفية الجسدية بدون حلّ؛ فاغتيال جون وروبرت كيندي بقي لغزًا بدون حلّ، والجهة المُنفِّذة لاغتيال بنازير بوتو ما زالت غامضة، ومن حاول اغتيال عمران خان بقي خلف الستار، ففي كل الحالات تتم تصفية المُنفِّذ سواء نجح أو فشل؛ لقطع خيوط القضية.

وأما الاغتيال المعنوي فيتمّ بسَيْلٍ لا ينتهي من الفضائح الأخلاقية، والتُّهَم الجنائية المُلَفَّقة والحقيقية، الغرض منها جميعًا إبعاد المُستهدَف عن الساحة السياسية.

ونحن الآن في خِضَمّ حالتين بارزتين متشابهتين؛ أولاهما: حالة عمران خان، فهو يتعرَّض حاليًّا لمحاولة تصفية أدبية، بعد فشل محاولة الاغتيال الجسدي؛ وذلك لمَنْعه من الوصول للحكم.

 وأما الثانية فيتعرض لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؛ لمنعه من الترشُّح من جديد، وهي المرَّة الأولى التي يُستعمَل فيها النظام القضائي في أمريكا بهذا الأسلوب الفَجّ الذي يشابه ما يجري في دول العالم الثالث، ولا نقول إلا: هذه بضاعتكم رُدَّت إليكم!

أعلى