البيان/وكالات: كشفت وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الخارجية الصهيونية عن عمق العلاقات الاستراتيجية بين الدولة العبرية وأذربيجان، والتي تشمل تعاونًا اقتصاديًا واسعًا، ودعمًا خاصًا للجالية اليهودية، وحوارًا سياسيًا مستمرًا. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن "العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان هي نموذج فريد للشراكة بين دولة يهودية ودولة مسلمة"، مشيرًا إلى أن الشراكة قائمة على مصالح متبادلة وحوار مفتوح، ومن المتوقع أن تتعمق أكثر مع الوقت لتشكل نموذجًا يمكن لدول إسلامية أخرى أن تحتذي به.
وتبرز الوثيقة الدور الاستراتيجي لأذربيجان في دعم مصالح الدولة العبرية الإقليمية، لا سيما في ضوء التوتر المتزايد بين تركيا والدولة العبرية بشأن الملف السوري، والذي أعلن الرئيس الأذري إلهام علييف أنه يضر بالاستقرار الإقليمي وبمصالح باكو. وأوضح علييف خلال لقاء عُقد في العاصمة باكو أن بلاده تلعب دورًا محوريًا كوسيط بين أنقرة وتل أبيب، وأعرب عن أمله في أن تتمكن أذربيجان من قيادة عملية تطبيع جديدة بين الطرفين، كما نجحت في جولة المصالحة السابقة عام 2022.
في هذا السياق الإقليمي المتوتر، تتزامن الشراكة الصهيونية الأذرية مع تحركات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق خطة إعادة إعمار طموحة لقطاع غزة تحت اسم "مشروع الشروق" (Project Sunrise). وتهدف المبادرة، بحسب التقارير الأمريكية، إلى تحويل الأنقاض التي خلفتها الحرب في القطاع إلى مدينة ساحلية حديثة تضم منتجعات فاخرة، وقطارات سريعة، وبنية تحتية ذكية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة تعكس الطموح الاقتصادي والسياسي لإدارة ترامب في المنطقة.
وتعكس هذه التحركات تداخل المصالح الصهيونية والأذرية والأمريكية في المنطقة، حيث تسعى الدولة العبرية لتعزيز شراكاتها مع الدول المسلمة المؤثرة في السياسة الإقليمية، فيما تحاول أذربيجان الاستفادة من موقعها الاستراتيجي للعب دور الوسيط بين القوى الإقليمية المتنافسة، في حين تركز الإدارة الأمريكية على تحويل مشاريع إعادة الإعمار إلى أداة تأثير اقتصادي وسياسي تحقق مكاسب للولايات المتحدة وحلفائها.