• - الموافق2024/11/01م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
دوافع القلق الصهيوني من فتح معبر رفح

دوافع القلق الصهيوني من فتح معبر رفح

رأت أوساط سياسية صهيونية في القرار المصري بفتح معبر رفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة «تغييراً مصرياً دراماتيكياً» في السياسة الحالية مختلفاً عن عهد مبارك، و «نذير شؤم» لـ «إسرائيل»؛ رغم أن فتحه كان له بوادر مسبقة، لكنَّ واضعي السياسة الصهيونية اختاروا تجاهله.

وقال «رون بن يشاي» المحلل العسكري: إن هناك سبباً آخر للقلق الصهيوني يتمثل في التأثير السياسي الكامن في فتح المعبر؛ حيث يشرف من أحد جانبيه ممثلون رسميون من مصر على ما يخرج ويدخل، ومن الناحية الأخرى ممثلون لحماس؛ وهو ما يعني أنها خطوة تشكِّل اعترافاً عملياً بشرعية سلطة حماس في القطاع، وهذا الأمر يعتبر نصراً سياسياً واضحاً لها، ومنح الشرعية الدولية للمنظمة.

فبعد أن سيطرت حماس على القطاع، أراد حسني مبارك [الرئيس المصري المخلوع] بإغلاقه الجزئي للمعبر أن ينوِّه لحماس أنه لا يرى فيها سلطة شرعية في القطاع، وليضغط عليها لإعادة السلطة الفلسطينية إلى المعبر والقطاع بأسره، على أنها مصدر سلطوي قانوني؛ ولهذا السبب طالب المصريون بأن يتزود مواطنو القطاع الذين يستخدمون المعبر بتصريح مصري للدخول أو الخروج من القطاع.

وحذر رئيس الوزراء الصهيوني (بنيامين نتنياهو) من سيطرة منظمات معادية على جزيرة سيناء، مدعياً أن مصر تواجه صعوبة حقيقية في السيطرة عليها، وأن حركة حماس تزداد قوة في الأراضي المصرية، ولقرب سيناء من غزة، وهو ما قد يفتح المجال لزيادة الأخطار الأمنية ضد «إسرائيل».

من جانب آخر، زعم نائب رئيس الوزراء الصهيوني، وزير الشؤون الاستخبارية (دان مريدور) أن توسيع ساعات الدوام في معبر رفح يؤكد أن قطاع غزة لا يخضع لحصار ولا لاحتلال «إسرائيلي»، مدعياً أن كل من يزور القطاع يدرك أنه لا نقص في المنتجات، وأن الادعاء بأن «إسرائيل» تقوم بتجويع سكانه لا يمت للواقع بصلة، معتبراً أن لا حاجة لتنظيم قوافل سفن إنسانية، آملاً ألا يسهل فتح المعبر على المنظمات المسلحة تهريب الأسلحة إلى القطاع.

تغيير دراماتيكي:

تواصل القراءة الصهيونية: أن حماس طالبت بفتح المعبر بدون قيود، لتسهل من معاناة الطبقات الواسعة ومحدودة الدخل في غزة، مشيراً إلى ما أسماه «عملية قياس» بمفهوم الخسارة والمكسب على النحو التالي:

الأبعاد السلبية:

1 - سلطة حماس حصلت على الشرعية والاعتراف السياسي من النظام (الجديد - القديم) في مصر، مقابل موافقتها على المصالحة التي لم ترى النور بعد، وهذا اعتراف يمهد الطريق أمام حماس للحصول على شرعية دولية.

2 - تستطيع حماس والمنظمات الأخرى إدخال نشطاء وسلاح خفيف بسهولة كبيرة - وهو ما يمكن وضعه في حقيبة كبيرة - إلى قطاع غزة، وإخراج النشطاء للتدريب، ويستطيع النشطاء الغزيون الخروج بسهولة لتنفيذ عمليات من سيناء.

3 - العبور السهل في رفح سيسمح لنشطاء الجهاد العالمي بالوصول إلى قطاع غزة بسهولة وبأعداد كبيرة عن طريق المعبر، وهو من شأنه أن يؤدي إلى زيادة الأنشطة المسلحة من القطاع ضد «إسرائيل»، وليس فقط ضدها، ولكن أيضاً ضد حماس التي توجد في صراع مع تلك المجموعات؛ لذا من المعقول الافتراض أن حماس ستبذل قصارى جهدها لكي تقلص من الظاهرة من خلال السيطرة على الجانب الحمساوي من المعبر.

4 - السماح للإخوان المسلمين في مصر بإجراء اتصال جيد جداً مع حماس، وتسهيل مبادرات القيام بمسيرات جماعية غير مسلحة مشتركة من قِبَل مصريين وفلسطينيين باتجاه السياج الأمني مع «إسرائيل».

الأبعاد الإيجابية:

1 - حقيقة أن مواطني القطاع يستطيعون الخروج منه والدخول إليه من خلال معبر حدودي مصري منظم، تُحرِّر «إسرائيل» - إلى حدٍّ ما - من المسؤولية عن مصيرهم، وتسحب البساط الأيديولوجي من تحت ادِّعاءات المنظمات والنشطاء المواليين للفلسطينيين الذين يطالبونها برفع الحصار عن غزة، والاعتراف بحقيقة: أنه من الممكن تفريغ وتصدير بضائع بشكل شرعي من غزة وإليها، وحتى الأفراد بدون إزعاج في ميناء العريش الذي يبعد كيلو مترات معدودة من القطاع، وهو ما يجب أن ينتبه إليه منظمو أساطيل الحرية بأنواعها.

2 - المرور الحر نسبياً في معبر رفح سيشجع العلاقة الطيبة والاتصالات الشخصية الوثيقة بين القيادة السياسية لحماس الموجودة في دمشق ونظيرتها الغزية الأكثر اعتدالاً، فغياب الاتصالات بينهما يزيد من الخلاف بين أجنحتها، ويزيد من مواقف القيادة الخارجية تعنتاً.

3 - تزايد فرص مفاوضات صفقة التبادل لإطلاق سراح «جلعاد شاليط»؛ كون قيادة حماس ملتزمة الآن برد الجميل للمجلس العسكري المصري بعد فتح المعبر - وعلى رأسهم وزير المخابرات - الذين جددوا تدخُّلهم بشأن الصفقة، وينبغي الافتراض أنهم سيحاولون استغلال تأثيرهم لتلطيف مواقف حماس، وعلى رأسهم الذراع العسكري ممثلاً بأحمد الجعبري وخالد مشعل الذي يؤيد مواقفه.

4 - فتح المعبر لا يغير كثيراً في مجال قدرة المنظمات الغزية على نقل الأسلحة والأفراد للقطاع، لكنه يخلق علاقة وثيقة جداً - سواء سياسية أو إنسانية - بين مصر ومواطني القطاع، واختصار للطريق لنقل مسؤولية مصر عن غزة، وهو ما كان يشكِّل حلماً لكثير من رؤساء الحكومات السابقين وعلى رأسهم «شارون».

5 - النظام الحالي في مصر اجتهد كثيراً ليهدِّئ من المخاوف «الإسرائيلية»، والتنسيق معها قبل فتح المعبر، وهو ما يدل على نوايا مصرية واضحة لعدم كسر القواعد مع «إسرائيل» والولايات المتحدة الأمريكية التي تؤيدها.

وأضاف «بن يشاي»: أن فتح معبر رفح في حد ذاته لا يزيد ولا ينقص كثيراً في ما يتعلق بأمن «إسرائيل»، لكن ما ينبغي حقاً أن يقلقها في المجال الأمني هو حقيقة أن قوات الأمن المصرية فقدت السيطرة على سيناء؛ الأمر الذي يسهل اليوم على نشطاء المنظمات المسلحة والشحنات العسكرية التي وصلت إلى سيناء بطريقة أو بأخرى، أن تدخل قطاع غزة، أو تخرج منه عبر الأنفاق.

وزعم أن قدرات المنظمات المعادية على نقل (النشطاء، والسلاح، والأموال) إلى القطاع ومنه، وتنفيذ عمليات في سيناء، تزايدت جداً بعد الثورة في مصر؛ حيث فقدت خلالها قوات الأمن السيطرة عليها، بعد أن شهدت الأرض أسفل محور «فيلادلفيا» الحدودي عشرات الأنفاق التقليدية الضيقة، التي لم تسمح بنقل بضائع وأشخاص بأحجام وكميات كبيرة.

كما أن الخطورة القادمة من سيناء برأي الصهاينة تتمثل في مئات الأنفاق بأحجام وأنواع مختلفة حفرها الفلسطينيون منذ عام 2005م تحت محور «فيلادلفيا» بين رفح المصرية ورفح الغزية، سمحت لهم بنقل الأفراد والبضائع والسلاح من كل نوع وحجم من سيناء إلى غزة، كما شمل الأمر نشطاء مسلحين خرجوا وعادوا بقذائف، وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات، وكذلك موادَّ متفجرة وأموال.

 

أعلى