حروبٌ قَبَليَّةٌ طاحنةٌ أسقطت الجميع
في بحار من الدماء، ومستنقعات من الفوضى!
مناكفاتٌ حزبيةٌ وأهواءٌ شخصيةٌ
تستهين بكرامة الإنسان، وتُشرِّد العجزة والنساء والضعفاء!
نقصٌ شديدٌ في المياه النقية والمواد
الغذائية!
غيابٌ كبيرٌ للأدوية والخدمات الطبية!
الأطفال والعجزة يموتون جوعاً،
والنساء - الحوامل
خصوصاً – يقاسين أشد
أنواع البلاء والتعب!
تدميرٌ كاملٌ للبنية التحتية، وتعطيلٌ
لكل أبواب التعليم والتنمية والحياة المستقرة!
تواطؤٌ دوليٌّ، ومكايداتٌ مستمرةٌ من
دول الجوار، وإعراضٌ كاملٌ من دول العالم الإسلامي!
عشرات المنظمات التنصيرية التي أجلبت
بخيلها ورجلها وجدت أرضاً خصبة لإرسالياتها الكنيسة!
وأخيــراً جفـــافٌ شـديدٌ غيــر
مسبــوق منــذ ستــين سنة يلقي بظلاله القاسية على معظم أنحاء البلاد، ويهجِّر
الأُسَر الضعيفة، ويهلك الحرث والنسل!
هذا جزءٌ يسيرٌ جداً من مشهد المعاناة
الصومالية التي امتدت لأكثر من عشرين سنة، شابَ فيها الصغير، وهَرِم فيها الكبير،
ومع ذلك فإن آفاق الخروج من الأزمة تمر بانسداد تام، والفتن المتتابعة جعلت
الحليمَ حيراناً!
لا ندَّعي أننا نملك حلاّ واقعياً
للخروج من هذه الأزمة الخانقة؛ لكننا نؤمن أن الحل لا يأتي من الخارج، بل يجب أن
يبدأ من عقلاء الصومال أنفسهم: من العلماء والدعاة وشيوخ القبـــائل وأهل الرأي؛ فهل يحتكمون لنداء الشرع
وصوت العقل؟
قال الله – تعالى -: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ} [الأنفال: 25] .