أخذل من صدى
نادت فضجّ لها هذا الوجود
ندا
يا ويحها
لم يُجِبْها منه غير صدى
تبكي فتسمع رَجْعَ الصوت،
ترقبه
يأتي.. لقد
حَسِبَتْ هذا الصدى أحدا
ما أوحش الأرضَ إن صاح
البئيس بها
ولم يجد
غيرَ ترجيع الصدى سندا!
قد تستجيب الرواسي وهي
جامدةٌ
له ويخذله
ذو خافقٍ جمدا!
نهرانِ في سوريا من أدمعٍ
ودمٍ
يكاد
يَجْزُر من مَدَّيْهما بردى
قد ارتوى الناس من مجراهما
نكدا
لكنَّ
ضَرْعَ نَداهمْ يابس أبدا
كم امْتَرَتْه أكفُّ
البائسين فلم
تجد به
غيرَ شُحِّ زادها كمدا
لا تشتكي أمتي نَزْرَ الرجال
بها
بل تشتكي
في الرزايا منهم الزَّبدا
لهم جسومٌ يثير اللهو
هزَّتَها
ولا تهزُّ
لهم هوجُ الخطوب يدا
واخجلةَ الأعصُر الأولى التي
نَسَلتْ
عصراً أضاع
مواريث الرجال سُدى
تَجَلْـبَبَتْ من مخازي أهله
خجلا
وكان أَولى
به الجلبابُ لو رَشدا
أَهْوِنْ بمن سِيمَ ذلّاً
وهوَ مُنْكفِئٌ
أقصى
أمانيه ألا يفقدَ الجَلـدا!
نشكو إلى الله ذلّاً ظل
يخنقنا
حيناً،
تمنى به المخنوق لو هَمَدا
:: مجلة البيان العدد
320 ربيع الثاني 1435هـ، فبراير 2014م.