استبداد صامت
المسلمون في الصين أقلية مضطهدة يتجاوز عددهم في أقل التقديرات (25 مليون) نسمة، يتركزون خصوصاً في إقليم تركستان الشرقية (سينغ يانغ).
وقد سعت الحكومات الصينية المتعاقبة إلى طمس الهوية الدينية والتاريخية لمسلمي الصين، وتذويبهم اجتماعياً وثقافياً في المجتمع الصيني، وعملت على تغيير التركيبة السكانية في مناطقهم. وحققت نجاحات عديدة في هذا السياق، لكن - وبفضلٍ من الله تعالى - ما زالت الهوية الإسلامية متجذرة وحاضرة بقوة عند المسلمين هناك؛ ولهذا كانت الحكومات الصينية تمارس اضطهاداً منظماً لانتهاك حقوق المسلمين، ومصادرة حرياتهم، والتضييق على أنشطتهم ومشاريعهم، بل يتعرضون في أوقات مختلفة إلى إبادة جماعية تستهدف وجودهم، وتستأصل علماءهم وأئمتهم ودعاتهم.
يحدث هذا الاستبداد الصيني والمسلمون في غفلة مفرطة؛ فالتواصل الدعوي والتعليمي والاجتماعي - فضلاً عن الدعم السياسي - ضعيف جداً مع مسلمي الصين؛ واللافت للنظر أن أمريكا والاتحاد الأوروبي يدعمون بقوة مطالب التبت ذات الأغلبية البوذية، ويمارسون ضغوطاً سياسية واقتصادية على الحكومة الصينية لتحقيق مطالبهم الانفصالية.
إنَّ مسلمي الصين أمانة في أعناقنا، ولا يجوز خذلانهم أو التقصير في نصرتهم، ويجب على الحكومات والمنظمات والجمعيات الإسلامية أن تعطي ذلك أولوية في برامجها؛ إذ المؤمنون «في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى»، رواه مسلم.