التطهير العرقي في فلسطين ( بين شهادات المنصفين وسجلات المؤرخين )
يرى أحد الباحثين المنصفين أن جوانب عديدة من المأساة الفلسطينية اختفت مع الحروب التي لم تكن حروباً بالمعنى التقليدي، وإنما كانت مشروعاً كبيراً للتطهير العرقي[1]، وعلى الرغم من ذلك فالوثائق والتاريخ والأرقام كلها تحمل في جعبتها كثيراً من الحقائق والأسرار، بل المآسي أيضاً.
لقد جاء المشروع الصهيوني منذ البداية ملوِّحاً بخلخلة المجتمع الفلسطيني، وَطَرْد الفلسطينيين Expulsion عن ترابهم الوطني، والتوصُّل بتهجيرهم وبعثرتهم إلى إزالة مجتمعهم، وضمان عدم إمكانية ظهوره من جديد، وإلى ما كان الصهاينة يأملونه، وهو تشتيت الفلسطينيين في الأقطار المجاورة[2]؛ لكي تسود سيطرتهم في البلاد؛ فيتمكنوا من صبغ فلسطين بالصِّبغة اليهودية، ومن ثَمَّ إجلاء الفلسطينيين Evacuation إلى خارج فلسطين وسلب Pillage حقوقهم، والإقامة مكانَهم[3].
وقد أكد المفكر الصهيوني البريطاني (إسرائيل زانغويل) Israel Zangwill (1864م - 1926م)[4]، في كتاباته الأُولَى عام 1917م على ضرورة طرد العرب وترحيلهم، فيقول: (يجب ألا يُسمَح للعرب أن يَحُوَلُوا دون تحقيق المشروع الصهيوني؛ ولذا لا بد من إقناعهم بالهجرة الجماعية، أليست لهم بلاد العرب كلها؟ ليس ثمة من سبب خاص يحمل العرب على التشبث بهذه الكيلو مترات القليلة؛ فهم بَدْو رُحَّل يطوون خيامهم وينسلُّون في صمت وينتقلون من مكان لآخر)[5].
ودعا الصهاينة إلى انتهاج سياسة القوة لاعتقادهم أن القوة وحدها هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العرب لإجبارهم على الرحيل من وطنهم، وأخذوا يعتمدون عليها لتحقيق أهدافهم العنصرية والاستيطانية[6]، وكانت فكرة نفي الوجود الفلسطيني بتشتيته قد عبَّر عنها مناحيم أوسيشكين (1863م - 1941م)[7] (أحد قادة الاستيطان عام 1930م) بقوله: (من المحتَّم بالدرجة الأُولَى، أن تكون جميع أراضي فلسطين أو معظمها مُلْكاً لشعب إسرائيل، وبدون حق ملكية الأراضي لا تكون فلسطين يهودية أبداً)[8]، كما قال أيضاً: (أودُّ أن يذهب العرب إلى العراق وآمل أن يذهبوا إليه في زمن مَّا)[9].
وجاء على لسان فلاديمير جابوتنسكي Vladimir Jabotinsky أيضاً: (إن العرب يستطيعون التنازل عن فلسطين وشرق الأردن، وتكفيهم الأراضي الأخرى الشاسعة التي يقطنونها، وخصوصاً أن عدد سكانها قليل للغاية بالنسبة لمساحتها)[10]، وأكد على وجوب ترحيل العرب بالقوة؛ لأن ترحيلهم - بحسب رأيه - شرط أساسي لتحقيق الصهيونية ؛ فاقترح في رسالة بعث بها إلى السناتور الأميركي غراسنبيرغ قائلاً: (إن تأسيس أكثرية يهودية في فلسطين يجب أن يتم عنوة عن إرادة الأكثرية العربية الموجودة في البلاد. وسيرعى عملية إنجاز هذه الأكثرية جدار حديدي من القوة اليهودية المسلحة)[11] لتحرير فلسطين بحد السيف[12].
واعتبر يوسف فايتس أن الإنسان العربي الفلسطيني حجر عثرة أمام تحقيق المشروع الصهيوني وأن عمليات وصفقات شراء الأراضي قد اصطدمت عشرات المرات بمعارضة الفلسطينيين من أبناء فلسطين الذين جرى ترحيلهم عن بيوتهم[13].
لقد عمل اليهود على الاستيلاء على فلسطين بشكل مخطَّط ومدروس تحت شعار: (أرض بلا شعب لشعب بدون أرض)[14]، وبوسائل اتُّبِعت فيها أشرس أساليب التمييز العنصري، مستخدمين ثلاثية: (الضم والاستيطان والتهجير)[15]. وكانت محاولات إقامة دولة يهودية تعني بالضرورة تدمير شعب فلسطين العربي؛ أو كما قال فايتس[16] في البند المؤرَّخ بيوم 20 ديسمبر1940م من يومياته: (لا بد أن يكون واضحاً لنا عدم وجود متَّسَع لشعبين يعيشان معاً في هذه البلاد، وليس ثمة من وسيلة سوى نقل العرب من هنا إلى البلدان المجاورة، نَقْلِهم جميعاً، ويجب ألا تبقى قرية واحدة أو قبيلة
واحدة)[17].
شهادات منصفين:
يقول يوسي ميلمان: (لقد اقترف الجنود الصهاينة وحشيات كبيرة تضمَّنت المجازر الجماعية والقتل والاغتصاب Rape والتخريب، وقد أخبرني إيريك بتشامكن (العضو في حزب العمال ووزير الزراعة الإسرائيلي الأسبق) وكان في حرب عام 1948م قائداً لإحدى الوحدات الخاصة وشاهد بأم عينيه أعمال القتل لعشرات المواطنين العرب الذين احتلت القوات الإسرائيلية قريتهم في صحراء النقب بعد أن شدوا أيديهم وأطلقوا عليهم النار بوحشية Atrocity ورموا بجثثهم في أحد الآبار المحلية)[18]. وهو الأمر الذي أكده مناحم بيغن عندما قال: (كان لمذبحة دير ياسين نتائج كبيرة غير متوقعة؛ فقد أصيب العرب بعد أخبار دير ياسين بهلع قوي؛ فأخذوا يفرُّون مذعورين)[19].
أما زفي أنكوري فيقول عن مأساة دير ياسين: (دخلت من ستة إلى سبعة بيوت، ورأيت أعضاءً تناسليةً مقطوعةً وأمعاءً نساء مسحوقةً. طبقاً للإشارات على الأجسام، لقد كان هذا قتلاً مباشراً، وتضاعفت سرعة هرب العرب عشرات المرات بانتشار أنباء مذبحة دير ياسين)[20]، ويورد المنشور المصري تفاصيل محاولات العصابات الصهيونية لإخفاء الجريمة عن رجال الصليب الأحمر الدولي، ولنا أن نتبين مدى النفاق والرياء في فزع الوكالة اليهودية وتقززها حين نعلم أنه في يوم 14 من أبريل عام 1948م بعد أربعة أيام فقط من مأساة دير ياسين قامت عصابتا أرغون وشتيرن بمهاجمة قرية نصر الدين بالقرب من طبريا، وكررتا فيها الفظائع نفسها، وكان جلُّ سكان القرية من النساء والأطفال العزَّل؛ إلا أن الصهاينة هاجموهم بالمدافع الرشاشة والقنابل اليدوية[21]. وقد أفزع النبأُ جميع العرب الذين كانوا في خطر المواجهة مع اليهود ودفعهم إلى الفرار من بيوتهم.
المجازر الشريك الثابت:
وثمة إجماع على أن المذابح – سواء قبل إعلان الدولة أو بعدها - كانت أحد أبرز الأسباب في هجرة جزء كبير من السكان، وهي التي قال عنها إلياس صنبر: (إنها مثلت الشريك الثابت في جميع المعارك، ومنحت العمليات المتعددة عنصر التواصل، لتقيم ارتباطاً بين الفصول المتوالية للطرد: الرحيل أو الموت)[22]. وأصبح القتل والإرهاب Terrorism من أمور الحياة اليومية الطبيعية[23]. (وكان اليهود يستولون على أراضي الفلسطينيين دون حق، ويضربونهم دون مبرر، ويتباهون بذلك)[24]. وهو ما يُعَدُّ شكلاً من أشكال طرد السكان (الترانسفير) أو التطهير العرقي)[25].
وهذا جدول يبيِّن بعضاً من المجاز الصهيونية في فلسطين في عامي (1947م - 1948م)[26]:
المجازر القرية / المدينة |
تاريخ المجزرة |
العباسية |
13/12/1947 |
أبو شوشة |
14/05/1948 |
عين الزيتون |
02/05/1948 |
بلد الشيخ |
25/04/1948 |
وأصدر إيلان بابه[27] كتاب (التطهير العرقي في فلسطين) The Ethnic Cleansing of Palestine[28] في يناير 2007م، والكتاب يكشف الجرائم المروعة التي قام بها الصهاينة لتهجير الفلسطينيين وتصفيتهم، ولا يوارب الكاتب في سرد الحقائق بصراحة تامة، ويتهم الكيان الصهيوني بالتطهير العرقي وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية إبَّان حرب عام 1948م وصولاً إلى يومنا هذا. ويصور إيلان بابه كيف أن التطهير العرقي لم يكن ظرفاً أملته الحرب، بل كان متعمَّداً وكان هدفاً رئيساً من أهداف الوحدات العسكرية الصهيونية بقيادة ديفيد بن غوريون، الذي يطلق عليه بابه اسم: (مهندس التطهير العرقي). ويقول: (إن الطرد القسري لأكثر من 800 ألف فلسطيني ما بين عامي 1948م - 1949م، هو جزء من الخطة الصهيونية لإنشاء دولة يهودية بالكامل. وقد وضع أدلته في إطار التعريفات للتطهير العرقي المقبولة دولياً وتعريفات الأمم المتحدة نفسها. ويمضي بابه في سردٍ تفصيليٍّ لمشاركة المنظمات العسكرية الصهيونية في هدم وإخلاء Eviction مئات القرى، وطرد مئات الآلاف من السكان العرب)[29].
وبناءً على وثائق الأمم المتحدة، ووثائق أمريكية وبريطانية، وحفنة ظهرت إلى العلن من الأرشيف الإسرائيلي المدني[30]، فإن عدداً كبيراً من المجازر ارتكبتها القوات اليهودية ضد العرب أثناء الحرب الإسرائيلية العربية الأُولَى لسنة 1948م. وتتدرج هذه المجازر حجماً من إطلاق النار على حفنة من المدنيين الفلسطينيين اختيروا عشوائياً واصطفوا إلى حائط قرية بعد احتلالها (كما حصل - على سبيل المثال - في قرى: مجد الكروم، وبعنا، ودير الأسد، وعيلبون، وجش، وصالحة، وصفصف، وسعسع، خلال عملية حيرام)[31] إلى ذبح نحو مائتين وخمسين مدنياً ومعتقلاً أثناء إطلاق نار في مدينة اللد الواقعة جنوبي شرق تل أبيب، عصر الثاني عشر من تموز سنة 1948م. وعبر الأعوام كشف الإفراج عن وثائق جديدة، ومقابلات صحفية جرت مع شهود ومشاركين، مجازر إسرائيلية ارتُكبَت بحق المدنيين وأسرى الحرب العرب في الحروب اللاحقة في سنوات 1956م، 1967م، 1973م، و 1982م. وشكَّل هذا الإفشاء صدمة لمعظم الجمهور الإسرائيلي الذي رُبِّي على الإيمان بتفوقه الأخلاقي وعلى مبدأ (طهارة السلاح).
وقد اعتُقد سابقاً أن القوات اليهودية، في إطار الحركة السرية الرئيسة المسماة (الهاغانا) قبل عام 1948م، وجيش الدفاع الإسرائيلي منذ تلك السنة، قد دُرِّبت على عدم تلطيخ أسلحتها باقتراف فظائع؛ وعلى الرغم من ذلك فإنه عندما ظهرت فظائع إلى النور، كان يجري دائماً صرف النظر عنها باعتبارها استثناءً نادراً وحدثاً مفرداً[32].
كما أيَّد مايكل بالومبو (Michael Palumbo) صحة الرواية الفلسطينية لأحداث عام 1948م، استناداً إلى وثائق الأمم المتحدة ومقابلات مع لاجئين ومعنيِّين فلسطينيين. في كتابه القيم النكبة الفلسطينية (The Palestinian Catastrophe) الذي نشر في سنة 1987م [33].
وللباحث اليهودي المعروف (إسرائيل شاحاك) دراسة مهمة عن (الترانسفير في العقيدة الصهيونية)؛ وفيها حديث مفصَّل عن طرد غير اليهود مما يسمونه (أرض إسرائيل) في ضوء النصوص اليهودية المقدسة المؤثرة في مدارك قِطاعات كبرى من الناس في المجتمع الصهيوني، وقد أشار شاحاك في كتابه هذا إلى أن قومه يخططون ليس لطرد العرب المسلمين الفلسطينيين، بل طرد العرب النصارى أيضاً[34].
وثيقة للاستخبارات الإسرائيلية:
يستند المؤرخ بني موريس إلى وثيقة للاستخبارات الإسرائيلية بتاريخ 30 / 6 / 1948م تعتبر أن 73 ٪ من مغادرات الفلسطينيين تسبَّبَ بها الإسرائيليون مباشرة في خطة الطرد الثانية، و 22 ٪ تعود لمخاوف ذاتية للفلسطينيين وأزمة ثقة فيما بينهم، وأما 5 ٪ فهي بسبب النداءات العربية للفرار[35].
من أرشيف إسرائيل:
ومن واقع أرشيف دولة إسرائيل نفسها اعترف بيخور شلوم شطريت (وزير الأقليات) قائلاً: (للأسف ارتُكبَت جرائم في الأماكن التي احتللناها، قد تُلطِّخ سمعة الحركة الصهيونية)[36]. والمدقق في وثائق أرشيف الهاغانا والجيش الإسرائيلي يجد العديد من الأوامر التي تؤكد نية الإبادة الجماعية Genocide الواضحة؛ ففي التعليمات الصادرة عن هيئة الأركان العامة إلى لواء غفعاتي ورد ما يلي: (الاستيلاء على محطات الشرطة في بيت دجن، وريشون لتسيون، ورحوبوت، وجديره، وعراق سويدان. أما القرى في المنطقة التي يجب الاستيلاء عليها - حرقها أو تدميرها - فأنت تقرر ذلك بالتشاور مع مستشاريك للشؤون العربية ومع ضباط خدمة المخابرات (ش. ي... شيروت يديعوت)[37].
وثيقة في بريطانيا عمرها ستون عاماً تشهد بالحقيقة:
لقد كشفت وثيقة في بريطانيا عمرها ستون عاماً معلومات جديدة عن العمليات الإرهابية التي كانت تنفذها العصابات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية ضد المدنيين الفلسطينيين، بل ضد جنود الانتداب البريطاني وذكرت صحيفة (التايمز) البريطانية أن الوثيقة عبارة عن كتيب يتضمن منشورات تحذيرية من (العصابات الإرهابية الصهيونية) إلى البريطانيين إبَّّان عهد الانتداب البريطاني في فلسطين، تهدِّدُهم بأن ينسحبوا من فلسطين (وإلا فإنهم سيواجهون الموت
والدمار) ويقول الخبير التاريخي ريتشارد ويستوود بروكيس: إن هذا الكتيب يعتبر اكتشافاً نادراً، وهو يعتبر من وجهة نظره بمثابة (خطة عمل) للهجمات الإرهابية. كما يذكر هذا الخبير أيضاً أن هذا الكتيب يثير سؤالاً مهماً حول (من هو الإرهابي، ومن هو المناضل من أجل الحرية؟)، ويؤكد أن هذا الجدل لا يزال قائماً في فلسطين حالياً[38].
شهادة مؤرخ عسكري بريطاني:
أما المؤرخ العسكري البريطاني إدغار أوبلانس فيقول: (كان من سياسة اليهود، تشجيع العرب على مغادرة ديارهم، فأخرجوا أولئك الذين كانوا يتمسكون بقراهم)[39]. وكتب ريتشارد كروسمان (وهو من مؤيدي الصهيونية)، فوصف تمسُّك الفلسطينيين بأرضهم حتى خلال سنوات دراستهم وقال: (هؤلاء الناس لا يُخدَعُون بسهولة وهم عنيدون ومتعلقون بأرضهم)[40].
وسجل الكاتب اليهودي هاري ليفين Harry Levin ما سمعه يوم 15 أيار/ مايو 1948م في القدس من مكبرات صوت محمولة على شاحنات صهيونية تقول: (أشفقوا على نسائكم وأطفالكم، واخرجوا من حمام الدم هذا، اخرجوا بطريق أريحا التي ما زالت مفتوحة أمامكم، فلو بقيتم لاستنزلتم الكارثة على أنفسكم)[41].
شهادة كاتب صهيوني منصف:
وأقر أيضاً الكاتب الصهيوني جون كيمحي الذي تجوَّل في الأحياء العربية في حيفا ورأى بأم عينه الإرهاب الوحشي الذي تعرض له العرب كي يرحلوا عن المدينة، وكتب يقول: (ترك العرب حيفا في هلع وذعر شديدين. وتمشيت في الأسواق، فرأيت حالة الفوضى التي تركوا بها منازلهم، وغالباً مخلِّفين وراءهم كل ما هو ثمين)[42].
دراسات أخرى محايدة:
وهناك العديد من الدراسات المحايدة تؤكد أن أكثر من 90 % من القرى التي نزح أهلها وتركوها كان بسبب الهجوم العسكري المدمر على تلك القرى، أضف إلى ذلك بعض الأسباب الأخرى: مثل طرد العرب بالقوة على يد القوات اليهودية، أو الخوف من هجوم يهودي متجه نحو هذه القرى، أو بسبب تأثير سقوط مدينة قريبة، أو الحرب النفسية التي مارسها الاستعمار الصهيوني على السكان[43].
وقال بني موريس: إن الخطة (داليت) (كانت تشمل إشعالَ النار في القرى، ونسفَها بالألغام Mines، لضمان عدم عودة السكان إليها، كإستراتيجية مخطَّط لها من قِبَل الهاغانا، ضماناً لحماية تجمعات المستوطنين)، وبيَّن موريس أنه: (لم يكن ثمة داعٍ لصدور أوامر طردٍ مباشرةٍ؛ فقد كان ذلك يكفي من أجل هروب السكان، وزرع الخوف في نفوسهم، وحملهم على ترك منازلهم، كما حدث في صفد وغيرها)[44].
ويتضح لنا أيضاً أن هذه المأساة تعود في أسبابها العميقة إلى الممارسات الإرهابية الصهيونية والسياسية الاستيطانية الإجلائية التي قام على أساسها الكيان الصهيوني أصلاً، وهي التي استمر في اتباعها تجاه الشعب الفلسطيني. وإنَّ خير معبِّر عن هذه الممارسات والسياسات هي فكرة الترانسفير (الترحيل) وشعار: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهي التي شكلت ولا زالت مقوماً من مقومات الفكرة والممارسة الصهيونية[45].
(*) كلية التربية – جامعة عين شمس.
[1] Benedict Anderson, Imagined Community (London: Verso, 1983), p. 77
[2] إلياس صنبر: فلسطين 1948م التغييب، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، لبنان، 1987م، ص20.
[3] إيلان هاليفي، المسألة اليهودية، ترجمة فؤاد جديد، مكتب الخدمات الطباعية، دمشق، 1986م، ص237.
[4] للمزيد عن شخصيته راجع: عبد الوهاب المسيري وسوسن حسين: موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية، مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، القـاهرة 1975م، ص 205.
[5] David McDowall, Palestine and Israel (London, New York: I.B. Tauris & Co Ltd), p. 186.
[6] إبراهيم أبو لغد: تهويد فلسطين، ترجمة: أسعد الزرو، رابطة الاجتماعيين، الكويت، 1972م، ص186.
[7] ولد عام 1863م في بلدة دوفروفنا في روسيا البيضاء. وانتقلت عائلته إلى موسكو عام 1871م، ودرس في مدرسة عبرية فيها باسم (الريئالي). وتأثر بكتابات مفكرين صهيونيين أمثال: مابو، وشولمان، وسمولنسكين. وتوفي أوسيشكين عام 1941م. راجع، عبد الوهاب المسيري وسوسن حسين: موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية، مرجع سابق، ص 76.
[8] أسعد عبد الرحمن ونواف الزرو: موجات الغزو الصهيوني 1882م - 1990م، دار اللوتس، عمان، 1990م، ص3.
[9] نور الدين مصالحة: طرد الفلسطينيين: مفهوم الترانسفير في الفكر والتخطيط الصهيوني 1882م - 1948م، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، لبنان، 1992م، ص41.
[10] محمد بكري: بيجن وقضايا العنف والسلام، تقديم خالدي محي الدين، دار الثقافة الجديدة، القاهرة، (د.ت)، ص20.
[11] ميخائيل بالمبو: كيف طُرد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948م، دار الحمراء، بيروت، 1990م، ص 27
[12] st. John Robert, They Came from Everywhere, Twelve Who Helped Mold Modern Israel , New York , 1962, p. 124
[13] جوني منصور: منقذ الأرض وداعية ترانسفير للفلسطينيين، مجلة قضايا إسرائيلية، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، عدد (11 - 12)، صيف وخريف 2003م، ص 163.
[14] يتهكم إيلان بابه المؤرخ الإسرائيلي المنصف على تلك المقولة قائلاً: « أما الفلسطينيون السكان الأصليون فكانوا في نظر اليهود كائنات غير مرئية، أو – إن لم يكونوا كذلك – كانوا جزءاً من عقبات الطبيعة التي يجب التغلب عليها أو إزالتها»، التطهير العرقي في فلسطين، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ترجمه أحمد خليفة، 2007م مرجع سابق، ص20
[15] بسام عبد المنعم: المحاولات الصهيونية لتهويد القدس الشريف، كتاب المؤتمر الدولي الأول لنصرة القدس، قدس نت للدراسات والإعلام، 2007م، ص 232.
[16] مدير دائرة الاستيطان في الصندوق القومي اليهودي ورئيس لجنة الترحيل الرسمية التي كانت تابعة للحكومة الإسرائيلية في سنة 1948م.
[17] Wetiz Diary (Central Zionist Archives, Jerusalem), A 246/7, pp. 1090- 1091
[18] يوسي ميلمان: الإسرائيليون الجدد، ترجمه مالك البديري، دار الأهلية للنشر، الأردن، ص 77.
[19] Manachem Begin, THE REVOLT, LONDON, IST EDITION, 1972, P 165.
[20] دومنيك فيدال: خطيئة إسرائيل، ترجمة: سعد الطويل، منشورات سطور، 2003م، ص 109.
[21] راجع، قناة الجزيرة، برنامج أرشيفهم وتاريخنا، الحلقة السادسة بتاريخ: 4/3/2009م.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/99675DAB-40C9-49D8-927F-48AB4CB20352.htm.
[22] إلياس صنبر، فلسطين 1948م التغيب، مرجع سابق، ص167.
[23] المرجع نفسه، ص215.
[24] إميل توما: فريق الجماهير العربية الكفاحي في إسرائيل، دار أبو سلامة لنشر الفكر الفلسطيني، (د.م)،(د.ت)، ص137.
[25] Susan M. Akram and Terry Rempel, Temporary Protection As An Instrument for Implementing the Right for Palestinian Refugees,52 Depaul Law Review 1101.PP.1122-1146.
[26] المصدر: حزب البعث العربي الاشتراكي، اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة: معطيات وحقائق، مكتبة الأمانة العامة، دمشق، سوريا، 2008م، ص 20 - 21.
[27] إيلان بابه: مؤرخ إسرائيلي، ينتمي إلى تيار المؤرخين الجدد، ومحاضر في العلوم السياسية في جامعة حيفا، وهو أيضاً المدير الأكاديمي لمعهد غفعات حبيبا لدراسات السلام، ورئيس معهد إميل توما للدراسات الفلسطينية في حيفا. وقد ألَّف عدة كتب، منها: تاريخ فلسطين الحديثة والشرق الأوسط الجديد)؛ والتطهير العرقي في فلسطين.
[28] الكتاب صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ترجمه أحمد خليفة، 2007م.
[29] إيلان بابه: التطهير العرقي في فلسطين، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ترجمة أحمد خليفة، 2007م.
[30] أرشيف دولة إسرائيل: هو أرشيف سياسي جزئياً، ويضم مجموعات من الأوراق الخاصة.
[31] للمزيد راجع، بني موريس: تصحيح خطأ، ترجمة أنطوان شلحت، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار)، رام الله، فلسطين 2003م، ص 165.
[32] راجع مقال بني موريس: الحروب الإسرائيلية العربية.
http://www.crimesofwar.org/arabic/mideast1.htm.
[33] Michael Palumbo, The Palestinian Catastrophe: The 1948 Expulsion of a People from Their Homeland. London: Faber and Faber, 1987.
[34] راجع إسرائيل شاحاك: الترانسفير في العقيدة الصهيونية، دار البيادر، القاهرة، 1990م.
[35] راجع، بني موريس: ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين: «وثيقة إسرائيلية»، دار الجليل للنشر والدراسات والأبحاث الفلسطينية، عمان، الأردن، 1993م، ص80.
[36] أرشيف دولة إسرائيل: ملف وزارة العمل، 6178/2924.
[37] أرشيف الجيش الإسرائيلي: تعليمات لواء جفعاتي، بند رقم 2 فرعَي أ - ب.
[38] راجع الخبر في صحيفة العرب، بتاريخ: 21 / 7 / 2008م.
[39] Edgar O>Ballance, The Arabe -Israeli War, 1948,(London: Faber and Faber, 1956, p. 63.
[40] ميخائيل بالمبو: كيف طُرِد الفلسطينيون من ديارهم عام 1948م، دار الحمراء، بيروت، 1990م، ص 37.
[41] هاري ليفين: ملحمة القدس، لندن، 1950م، ص 160.
[42] ميخائيل بالمبو، مصدر سابق، ص 74.
[43] سلمان أبو ستة: نكبة فلسطين متى يمكن أن تزول؟ مجلة العربي، العدد 498، خريطة ضياع فلسطين، محرم 1421هـ، مايو 2000م، ص 100 - 106.
[44] بني موريس: ولادة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، مرجع سابق، ص78.
[45] إدوارد سعيد وآخرون: الواقع الفلسطيني، مرجع سابق، ص 14.