من أهل السنة؟
ما كنت أظن أننا سنحتاج يوماً إلى تعريف أهل السنة لأهل السنة! ثم هل تحتاج المعرفة إلى تعريف؟! فالمعروف لا يعرَّف؛ لأن أهل السنة هم الامتداد الطبيعي لأهل الإسلام الذي انشق عنه المخالفون، فالمخالف هو الذي يُحتاج إلى تعريفه لمفارقته الجماعة وانحرافه عن الحق، ولذا عرف كل مبتدع ببدعته، ونسب إلى عقيدته، أو إلى مخترع مقالته، لكن لما عُقد في عصرنا مؤتمر تحت عنوان: «من هم أهل السنة؟»، وجعل أهل السنة طائفة طارئة على الأمة بدأت مع الإمام أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي، كما جرد سلف الأمة من وصف السنة؛ رأيت من الضروري بيان حقيقة أهل السنة.
وما كان لهذا المؤتمر أن يعرف لولا ردود الأفعال التي صاحبته، وذلك لشذوذه البالغ في الراعي له، وهو روسيا الملحدة التي تقتل أهلنا في الشام، وجملة من المشاركين فيه، وتعريفه المنكر لأهل السنة، وهدفه المريب؛ ما حمل الغيورين على استنكاره، وإلا فلو أهمل المؤتمر وقراراته لكان طيَّ النسيان، كما قال الإمام مسلم: «الإعراض عن القول المطَّرح أحرى لإماتته، وإخمال ذكر قائله، وأجدر أن لا يكون ذلك تنبيهاً للجهال عليه، غير أنا لما تخوفنا من شرور العواقب، واغترار الجهلة بمحدثات الأمور، وإسراعهم إلى اعتقاد خطأ المخطئين، والأقوال الساقطة عند العلماء، رأينا الكشف عن فساد قوله ورد مقالته بقدر ما يليق بها من الرد، أجدى على الأنام، وأحمد للعاقبة إن شاء الله»[1].
وأين هذا المؤتمر الذي يفرق ولا يجمع من المؤتمر الذي عقد برعاية رئاسة المشيخة الإسلامية بالبوسنة والهرسك وكان عنوانه: «عقيدة أهل السنة والجماعة – تراث مسلمي البلقان» في المدة من 16 – 19 شعبان 1435هـ، وقد شرفت بالمشاركة فيه ببحث يتعلق بوحدة عقيدة الأئمة، والتعريف بالعقيدة الطحاوية المتفق عليها بين الأئمة في الجملة نموذجاً، وكان معي أخي فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العقل، الذي قدم بحثاً يتعلق بمنهج أهل السنة في تقرير الاعتقاد، كما شارك فيه نخبة كبيرة من أهل العلم من أوربا وغيرها، وانتهى بقرارات في غاية الأهمية، تجمع ولا تفرق، وتوحد ولا تمزق.
وحتى يتبين خطأ الذين عرفوا السنة كطائفة طارئة بدأت مع الإمام أبي الحسن الأشعري أو أبي منصور الماتريدي ننقل هنا ما قرره أئمة السلف كمالك وسفيان وأحمد وغيرهم في تعريف أهل السنة، وبيان ألقابهم، ومصادرهم، ونشأتهم، وذكر شيء من منهجهم في الاستدلال، وخصائصهم التي تميزوا بها عن باقي الفرق والطوائف.
أولاً: تعريفهم:
سئل الإمام مالك عن أهل السنة فقال: «أهل السنة الذين ليس لهم لقب يعرفون به، لا جهمي، ولا قدري، ولا رافضي»[2]. يعني أن أهل السنة ليس لهم اسم ينتسبون إليه سوى السنة، خلافاً لأهل البدع؛ فإنهم تارة ينسبون إلى مقالتهم المبتدعة كالقدرية والمرجئة، وتارة إلى القائل كالجهمية والنجارية، وتارة إلى الفعل كالروافض والخوارج، وأهل السنة بريئون من هذه النسب كلها، وإنما نسبتهم إلى الحديث والسنة[3].
وأجاب الإمام مالك مرة أخرى لما سئل عن السنة؟ فقال: «هي ما لا اسم له غير السنة»، وتلا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153][4]؛ فليس لأهل السنة اسم إلا السنة.
وأحياناً تعرف السنة ببعض أصولها، كما قال سفيان بن عيينة: «السنة عشرة، فمن كن فيه فقد استكمل السنة، ومن ترك منها شيئاً فقد ترك السنة: إثبات القدر، وتقديم أبي بكر وعمر، والحوض، والشفاعة، والميزان، والصراط، والإيمان قول وعمل، والقرآن كلام الله، وعذاب القبر، والبعث يوم القيامة، ولا تقطعوا بالشهادة على مسلم»[5].
وقال الإمام أحمد: «أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين... ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها ويؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره...»، ثم ساق جملاً من أصول اعتقاد أهل السنة[6].
فالسنة تعرف بأصولها التي تلقاها أهلها من كتاب الله وسنة رسوله، ولذلك فإن سلوك طريقهم والدخول في مسلكهم والانتظام في جمعهم مرهون بتحقيق ما دل عليه الكتاب والسنة من أصولهم.
وأحياناً تعرف السنة بالالتزام بمصادر التلقي المعتمدة عندهم والرجوع إليها في الاعتقاد، قال ابن تيمية: «فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة»[7].
فأهل السنة هم الصحابة ومن اتبعهم بإحسان، قال ابن حزم - رحمه الله -: «وأهل السنة الذين نذكرهم أهل الحق، ومن عداهم فأهل البدعة، فإنهم الصحابة - رضي الله عنهم - وكل من سلك نهجهم من خيار التابعين - رحمة الله عليهم -، ثم أصحاب الحديث ومن اتبعهم من الفقهاء جيلاً فجيلاً إلى يومنا هذا، أو من اقتدى بهم من العوام في شرق الأرض وغربها - رحمة الله عليهم -»[8].
«وإنما سموا أهل السنة (بهذا الاسم) لاتباعهم سنته صلى الله عليه وسلم »[9]، ولأنه «ليس في فرق الأمة أكثر متابعة لأخبار الرسول صلى الله عليه وسلم وأكثر تبعاً لسنته من هؤلاء، ولهذا سموا أصحاب الحديث، وسموا بأهل السنة والجماعة»[10].
مفهوم «السنة» عند السلف:
ولفظ «السنة» في كلام السلف يتناول الاعتقادات والعبادات، ثم خص عند المتأخرين بالاعتقادات.
يقول ابن رجب - رحمه الله -: «السنة: طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات، ثم صار معنى السنة في عرف كثير من العلماء المتأخرين[11] من أهل الحديث وغيرهم: عبارة عما سلم من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا العلم تصانيف وسموها كتب السنة، وإنما خصوا هذا العلم باسم السنة؛ لأن خطره عظيم، والمخالف فيه على شفا هلكة»[12].
وكذا قال الألوسي - رحمه الله -: «السنة في الأصل تقع على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما سنه أو أمر به من أصول الدين وفروعه حتى الهَدْي والسمت، ثم خصت في بعض الإطلاقات بما كان عليه أهل السنة من إثبات الأسماء والصفات خلافاً للجهمية المعطلة النفاة، وخصت بإثبات القدر ونفي الجبر خلافاً للقدرية النفاة وللقدرية الجبرية العصاة، وتطلق - أيضاً - على ما كان عليه السلف الصالح في مسائل الإمامة والتفضيل، والكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا من إطلاق الاسم على بعض مسمياته؛ لأنهم يريدون بمثل هذا الإطلاق التنبيه على أن المسمى ركن أعظم وشرط أكبر كقوله صلى الله عليه وسلم : «الحج عرفة»[13]؛ أو لأنه الوصف الفارق بينهم وبين غيرهم، لذلك سمى العلماء كتبهم في هذه الأصول كتب السنة»[14].
المعنى العام والخاص لأهل السنة:
لفظ «السنة» يطلق بإطلاقين:
عام: ويراد به جميع الطوائف والفرق الإسلامية إلا الرافضة.
خاص: ويراد به أهل السنة المحضة الخالصة من أي بدعة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير هذا المعنى: «لفظ (أهل السنة) يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة، وقد يراد به أهل الحديث والسنة المحضة، فلا يدخل فيه إلا من يثبت الصفات لله تعالى ويقول: إن القرآن غير مخلوق، وإن الله يرى في الآخرة، ويثبت القدر، وغير ذلك من الأصول المعروفة عند أهل الحديث والسنة»[15].
ثانياً: ألقابهم:
أهل السنة: وقد سبق بيانه.
الجماعة: يطلق على أهل السنة لقب «الجماعة»، كما في حديث حذيفة بن اليمان، أنه صلى الله عليه وسلم قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم»[16]، قال شارح الطحاوية: «والجماعة: جماعة المسلمين، وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين»[17].
ومنهم من خصَّ مفهوم الجماعة بأنها جماعة الصحابة أو جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمير فلا يجوز الخروج عليه، وهذا اختيار الطبري، أو المراد: جماعة المسلمين إذا اجتمعوا على أمر، وهو الإجماع، أو: جماعة المجتهدين دون غيرهم من الناس، وهو اختيار البخاري، أو المراد: السواد الأعظم من أهل الإسلام[18]، وكل هذه المعاني حق.
ثم خص لفظ الجماعة بالاجتماع على مسائل الاعتقاد، قال الإمام أبو حنيفة: «الجماعة أن تفضل أبا بكر وعمر وعليّاً وعثمان، ولا تنتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تكفر الناس بالذنوب وتصلي على من يقول لا إله إلا الله، وخلف من قال: لا إله إلا الله»[19]. فالإمام أبو حنيفة يعرف الجماعة ببعض مبادئها التي شذ عنها المبتدعة.
وأما تسميتهم بالجماعة؛ فترجع لأسباب، منها:
1- أن الجماعة في اللغة هي الاجتماع، وضدها الفرقة[20]؛ ومن أصول أهل السنة الاعتصام بحبل الله جميعاً، وعدم التفرق والتنازع، وفي المعنى روى البخاري عن عليٍّ رضي الله عنه قال: «اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف حتى يكون الناس جماعة»[21]. قال ابن حجر: «قوله: (فإني أكره الاختلاف) أي: الذي يؤدي إلى النزاع. قال ابن التين: يعني مخالفة أبي بكر وعمر، وقال غيره: المراد المخالفة التي تؤدي إلى النزاع والفتنة، ويؤيده قوله بعد ذلك: (حتى يكون الناس جماعة)»[22].
ولهذا المعنى سمي العام الذي تنازل فيه الحسن لمعاوية - رضي الله عنهما - عام الجماعة، قال ابن بطال: «سلم الحسن لمعاوية الأمر وبايعه على إقامة كتاب الله وسنة نبيه ودخل معاوية الكوفة وبايعه الناس، فسميت سنة الجماعة لاجتماع الناس وانقطاع الحرب»[23].
2- ولأن من أصولهم طاعة من ولاه الله أمرهم بالمعروف، وبهذا المعنى روى الطبري بسنده أن عمرو بن حريث سأل سعيد بن زيد قال: «فمتى بويع أبو بكر؟ قال: يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ كرهوا أن يبقوا بعض يوم وليسوا في جماعة»[24].
3- أو لأنهم سلموا من تكفير بعضهم بعضاً فـ«أهل السنة لا يكفر بعضهم بعضاً، وليس بينهم خلاف يوجب التبرؤ والتكفير، فهم إذاً أهل الجماعة القائمون بالحق، والله تعالى يحفظ الحق وأهله، فلا يقعون في تنابذ وتناقض، وليس فريق من فرق المخالفين إلا وفيهم تكفير بعضهم لبعض وتبرؤ بعضهم من بعض كالخوارج والروافض والقدرية؛ حتى اجتمع سبعة منهم في مجلس واحد فافترقوا عن تكفير بعضهم بعضاً»[25].
دلالة الاقتران والإفراد لمصطلح أهل السنة والجماعة:
«السنة» و«الجماعة» لفظان إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا. فإذا اجتمعا وقيل: «السنة والجماعة» يراد بالسنة: طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبالجماعة: جماعة المسلمين، وهم الصحابة ومن اتبعهم بإحسان. وإذا افترقا بأن ذكر أحدهما فقط دخل فيه الآخر، وصار معناهما واحداً.
السلف الصالح: مفهوم السلف يطلق بإطلاقين:
الأول: تاريخي، ويراد به أهل القرون الثلاثة المفضلة المشار إليهم في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»[26]، فيختص بالصحابة والتابعين وأتباع التابعين، من أهل القرون الثلاثة الوارد ذكرهم في الحديث.
والثاني: موضوعي، ويراد به كل من قال بما في الكتاب والسنة والإجماع، فيدخل فيهم الصحابة ومن اتبعهم بإحسان، وسلك سبيلهم من الخلف[27]. وكلا المعنيين حق.
أهل الحديث والأثر: قال اللالكائي رحمه الله: «كل من اعتقد مذهباً فإلى صاحب مقالته التي أحدثها ينسب، وإلى رأيه يستند، إلا أصحاب الحديث، فإن صاحب مقالتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم إليه ينتسبون، وإلى علمه يستندون، وبه يستدلون، وإليه يفزعون، وبرأيه يقتدون، وبذلك يفتخرون، وعلى أعداء سنته بقربهم منه يصولون، فمن يوازيهم في شرف الذكر، ويباهيهم في ساحة الفخر وعلو الاسم؟!»[28].
ويقول ابن تيمية: «ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته، بل نعني بهم: كل من كان أحقَّ بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً وباطناً، واتباعه باطناً وظاهراً، وكذلك أهل القرآن»[29].
الفرقة الناجية: وهو مأخوذ أيضاً من مفهوم حديث الافتراق المشهور، وهو حديث أبي هريرة رضي الله عنه وغيره، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة»[30]. وفي رواية: «كلها في النار إلا واحدة وهي: الجماعة»[31][32]. وفي رواية: قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: «الجماعة»[33]. وفي رواية: قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: «ما أنا عليه وأصحابي»[34].
وهذا يقتضي بمفهومه أن أهل السنة والجماعة المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الفرقة الناجية دون من سواهم، قال ابن تيمية: «ولهذا وصف الفرقة الناجية بأنها أهل السنة والجماعة، وهم الجمهور الأكبر والسواد الأعظم، وأما الفرق الباقية فإنهم أهل الشذوذ والتفرق والبدع والأهواء»[35]. وقال أيضاً: «أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية أهل الحديث والسنة؛ الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم »[36].
وإذا قيل: الفرقة الناجية فلا يلزم منه أن كل من خالفها فهو هالك؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهداً مخطئاً يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته، وإذا كانت ألفاظ الوعيد المتناولة له لا يجب أن يدخل فيها المتأول والقانت وذو الحسنات الماحية والمغفور له وغير ذلك فهذا أولى، بل موجب هذا الكلام أن من اعتقد ذلك نجا في هذا الاعتقاد، ومن اعتقد ضده فقد يكون ناجياً وقد لا يكون ناجياً، كما يقال: من صمت نجا»[37].
الطائفة المنصورة: أهل السنة هم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك»[38].
وستبقى هذه الطائفة «ظاهرة بالحجة والبيان واليد والسنان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين»[39]، وهم داخلون في قوله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51]؛ فهم منصورون، والعاقبة لهم.
ثالثاً: نشأتهم:
«إن أهل السنة والجماعة هم الامتداد الطبيعي للمسلمين الأوائل الذين تركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، ولا نستطيع أن نحدد لهم بداية نقف عندها كما نفعل مع باقي الفرق، والسؤال عن نشأة أهل السنة والجماعة ليس له موضع، كما هو الحال إذا تساءلنا عن منشأ الفرق الأخرى»[40].
يقـول شيخ الإسلام ابـن تيمية: «وطريقتهم [أي أهـل السنَّة] هي دين الإسلام، لكـن لمـا أخبر النبـي صلى الله عليه وسلم : أن أمته ستفترق على ثـلاث وسبعين فرقـة كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة[41]، صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة»[42].
لذلك فلا وجه للسؤال عن نشأتهم، كما يسأل عن نشأة الفرق؛ لأن مذهبهم هو مذهب الصحابة الذين تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على من يربط نشأة أهل السنة ببعض أعلام الأمة: «ومذهب أهل السنة والجماعة مذهب قديم معروف قبل أن يخلق الله أبا حنيفة ومالكاً والشافعي وأحمد، فإنه مذهب الصحابة الذين تلقوه عن نبيهم، ومن خالف ذلك كان مبتدعاً عند أهل السنة والجماعة.. وأحمد بن حنبل وإن كان قد اشتهر بإمامة السنة.. فليس ذلك لأنه انفرد بقول أو ابتدع قولاً؛ بل إن السنة كانت موجودة معروفة قبله علمها ودعا إليها، وصبر على من امتحنه ليفارقها، وكان الأئمة قبله قد ماتوا قبل المحنة.. وثبت الإمام أحمد بن حنبل على ذلك الأمر[43] فصار إماماً من أئمة السنة، وعلماً من أعلامها، لقيامه بإعلامها وإظهارها، واطلاعه على نصوصها وآثارها، وبيانه لخفي أسرارها، لا لأنه أحدث مقالة أو ابتدع رأياً»[44].
ولهذا نرى الإمام اللالكائي - رحمه الله - يفتتح كتابه القيِّم: «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» بذكر أئمة السنة الذين ترسموا بالإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيبدأ بذكر أبي بكر والخلفاء الثلاثة بعده، وبقية أئمة العلم والدين من الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى زمنه رحمه الله، وقد ذكر كثيراً من أئمة أهل السنة في معظم الأمصار الإسلامية[45].
أما الأصل في تسميهم بأهل السنة فهو ما ورد من النصوص التي تأمر باتباع السنة، ولزوم الجماعة، فالتسمية مأثورة في السنة وواردة في كلام السلف.
رابعاً: مصادر
أهل السنة:
قال الإمام البيهقي: «فأما أهل السنة فمعولهم فيما يعتقدون الكتاب والسنة»[46]، وإجماع سلف الأمة.
فالمصدر الأول في التلقي عند أهل السنة هو كتاب الله، وأحسن الطرق في تفسيره وفهمه: تفسير القرآن بالقرآن، وإلا فبالسنة، وإلا فبالصحيح من أقوال الصحابة، وإلا فبما أجمع التابعون عليه[47].
والمصدر الثاني «السنة»، وهي المبينة للكتاب؛ إذ هي سنة المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لأحد عصمة بعده صلى الله عليه وسلم ، وقـد تلقى الصحابة - رضوان الله عليهم - ما جاء به صلى الله عليه وسلم ونقلوه إلى الأمة.
ويتمثل وجود السنة في دواوين الإسلام المعروفة والمشهورة مثل صحيح البخاري ومسلم وكتب السنن كسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، وسنن الدارمي، وموطأ مالك، ومثل المسانيد المعروفة كمسند الإمام أحمد وغيره، إلى غير ذلك من مدونات الحديث النبوي والتي هي أشهر من أن يعرف بها.
وهناك مدونات خاصة بالعقيدة اقتصر جامعو أحاديثها على مسائل الاعتقاد.
ولعل أول من قام بذلك الإمام حماد بن سلمة المتوفي سنة 167هـ وقد قارب الثمانين. قال الذهبي: «هو أول من صنف التصانيف مع ابن أبي عروبة»[48]، كما جمع أيضاً الأحاديث والآثار المروية في عقائد أهل السنة طائفة من الأئمة منهم:
عبد الرحمن بن مهدي[49]، المتوفى سنة 198هـ، الذي قال فيه الإمام الشافعي: «لا أعرف له نظيراً في الدنيا» يعني في زمنه، وقال علي بن المديني «أعلم الناس بالحديث عبد الرحمن بن مهدي».
وكذلك عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، شيخ الإسلام بسمرقند صاحب المسند العالي، والتفسير، والجامع[50]، والذي حدث عنه مسلم وأبو داود والترمذي والمتوفى سنة 255هـ.
وعثمان بن سعيد الدارمي الحافظ محدث هراة وأحد الأعلام الثقات صاحب كتاب «الرد على الجهمية» و«الرد على بشر المريسي» والمسند، توفي سنة 280هـ[51].
وأبو بكر أحمد بن محمد بن هانئ المعروف بـ«الأثرم» الحافظ الكبير صاحب الإمام أحمد، قال الذهبي صنف التصانيف، له كتاب نفيس في السنن يدل على إمامته وسعة حفظه[52].
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل الإمام الحافظ الحجة صاحب كتاب السنة المتوفى سنة 290هـ[53].
وأبو بكر أحمد بن محمد بن هارون المشهور بالخلال صاحب كتاب «السنة» و«الجامع»، توفي سنة 311هـ[54].
وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير الطبراني صاحب «المعجم الكبير»، و«المعجم الأوسط» و«المعجم الصغير» وكتاب «السنة» و«دلائل النبوة» و«الرد على الجهمية» و«التفسير»، توفي سنة 360هـ[55].
وأبو محمد عبد الله بن محمد المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني حافظ أصبهان وإمامها والمحدث الثقة، والمفسر المشهور صاحب كتاب «العظمة» أو «عظمة الله ومخلوقاته» وغيره[56]، توفي سنة 369هـ.
وأبو بكر محمد بن الحسين الآجري مصنف كتاب «الشريعة» و«التصديق بالنظر إلى الله في الآخرة» توفي سنة 360هـ[57].
وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، الإمام شيخ الإسلام والحافظ الشهير صاحب السنن، ومصنف كتاب «الصفات» و«أحاديث الصفات»، و«أحاديث النزول» و«فضائل الصحابة ومناقبهم» و«ما ورد من النصوص المتعلقة برؤية الباري سبحانه» وغيرها، توفي سنة 385هـ[58].
وأبو عبد الله محمد بن الشيخ أبي يعقوب إسحاق بن الحافظ أبي عبدالله محمد بن أبي زكريا يحيى بن منده الأصفهاني، الذي تلقى العلم من 1700 شيخ في أقطار العالم الإسلامي ومن آثاره: «كتاب التوحيد ومعرفة أسماء الله وصفاه» و«الرد على الجهمية» وغيرها، توفي سنة 395هـ[59].
وأبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي، الإمام الحافظ الفقيه، ومحدث بغداد، وصاحب كتاب السنة والسنن المتوفى سنة 418هـ[60].
وأبو عبد الله عبيد الله بن محمد العكبري المعروف بابن بطة صاحب «الإبانة الكبرى»، و«الإبانة الصغرى»، توفي سنة 387هـ[61].
وأبو عمر أحمد بن محمد المعافري الأندلسي الطلمنكي، عالم أهل قرطبة، والذي روى عنه أبو عمر بن عبد البر وأبو محمد بن حزم، والذي كان – كما يقول ابن بشكوال – سيفاً مجرداً على أهل الأهواء والبدع قامعاً لهم، غيوراً على الشريعة، وكان – كما يقول الذهبي – حافظاً للسنن إماماً عارفاً بأصول الديانة، ذا هدى وسمت واستقامة، توفي سنة 429هـ[62].
وأبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، الحافظ الكبير، محدث العصر، مصنف «حلية الأولياء» و«المعتمد» و«فضائل الصحابة» و«دلائل النبوة» وغيرها، والمتوفى سنة 430هـ[63].
وأبو ذر عبد الله بن أحمد بن محمد الأنصاري الهروي، الإمام العلامة الحافظ صاحب كتاب «السنة والصفات» و«الجامع» و«دلائل النبوة» توفي سنة 434هـ[64].
وأبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى البيهقي الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان، والذي قال فيه الذهبي: «عمل كتباً لم يسبق إلى تحريرها»، منها: «الأسماء والآثار» و«شعب الإيمان» و«دلائل النبوة» و«السنن الصغيرة» و«البعث والمعتقد» وغيرها، توفى سنة 485هـ.
هذه من مصنفات الأئمة آثارهم تؤكد وحدة اعتقادهم لاعتمادهم[65] على المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومما تنبغي الإشارة إليه والتنبيه عليه أنـه - كما يقول شيخ الإسلام ابـن تيمية -: «قد يقع في هذه المصنفات من الأحاديث الضعيفة ما يعرفه أهل المعرفة، وقد يروي كثير من الناس في الصفات وسائر أبواب الاعتقادات وعـامة أبواب الدين أحاديث كثيرة تكون موضوعة مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم »[66].
وقد أقام الله سبحانه من يحفظ سنَّة نبيه ويعنى بتمييز صحيحها من غيره ويضع المقاييس والضوابط لذلك، وقامت دراسات دقيقة ومحكمة لمتون الأحاديث وأسانيدها حتى تحققت معرفة الأحاديث الصحيحة من غيرها، واطمأن المسلمون على سنة نبيهم، وهذا تحقيق وعد الله بحفظ كتابه؛ لأن السنة هي المبينة للكتاب، وتحقيق لوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه «لا تزال طائفة من هذه الأمة قائمة على أمر الله»؛ لأنه لا بقاء لها على الحق إلا بحفظ الله لمصادر التلقي لها.
ولقد كان الأئمة في الحديث يعرفون الأحاديث بطرقها وأسانيدها بحيث لو روي حديث بغير سنده وطريقه لعرفوا أنه قد حرف عن موضعه، كما وقع مثل ذلك للإمام محمد بن إسماعيل البخاري حين ورد إلى بغداد وقصد المحدثون امتحانه فسألوه عن أحاديث قلبوا أسانيدها فقال: لا أعرف هذه ولكن حدثني فلان، ثم أتى بجميع تلك الأحاديث على الوضع الصحيح وردّ كل متن إلى سنده[67].
والإجماع هو الأصل الثالث عندهم في تلقي الاعتقاد، والمقصود إجماع السلف؛ لأنه بعدهم كثر الاختلاف وتفرق الناس، ولهذا قال الإمام أحمد: «أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم»[68]. والأمة لا تجمع على ضلالة، وقد يخطئ بعض الأئمة؛ إذ لا عصمة إلا لرسل الله، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب الوحي، ولكن لا يجمعون على خطأ بحمد الله.
:: مجلة البيان العدد 354 صـفـر 1438هـ، فـبـرايـر 2017م.
[1] «صحيح مسلم» (1/ 28).
[2] «الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» (ص35) .
[3] «التنبيهات السنية على الواسطية» (ص19).
[4] «الاعتصام» للشاطبي (1/ 77).
[5] «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/ 175).
[6] «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/ 176).
[7] «مجموع الفتاوى» (3/ 346).
[8] «الفصل في الملل والأهواء والنحل» (2/ 90).
[9] «المنتقى من منهاج الاعتدال» (ص189).
[10] «التبصير في الدين» (ص185).
[11] يلاحظ أن تخصيص مفهوم السنة بأصول الاعتقاد بدأ في عصر متقدم؛ فالإمام ابن أبي عاصم (المتوفى سنة 287هـ) يعرف السنة بمسائل العقيدة، انظر: «السنة» لابن أبي عاصم (2/645، 647).
[12] «كشف الكربة» (ص11، 12).
[13] أخرجه أبو داود في كتاب (ح 1949)، والترمذي (ح2979) وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح»، وابن ماجه في المناسك (ح3015).
[14] «غاية الأماني» (1/428).
[15] «منهاج السنة النبوية» (2/ 221).
[16] متفق عليه: أخرجه البخاري (ح3606) ، ومسلم (ح1847).
[17] «شرح الطحاوية» (2/ 544).
[18] انظر: «فتح الباري» (13/ 37).
[19] «الانتقاء» (ص163).
[20] «مجموع الفتاوى» (3/157).
[21] أخرجه البخاري (ح3707).
[22] «فتح الباري» (7/73).
[23] «فتح الباري» (13/63)، وانظر: «تاريخ خليفة بن خياط» (ص203)، «معالم السنن» (4/311).
[24] «تاريخ الطبري» (2/447).
[25] «الفرق بين الفرق» (ص361).
[26] متفق عليه: أخرجه البخاري (ح4629) ، ومسلم (ح2533).
[27] انظر: «مجموع الفتاوى» (6/355).
[28] «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (1/ 24).
[29] «مجموع الفتاوى» (4/ 95).
[30] أخرجه أبو داود (4596) ، والترمذي (2640)، وقال: «حسن صحيح»، وأحمد في «المسند» (8396)، والدارمي (2/241)، والحاكم (1/128) وصححه ووافقه الذهبي، والآجري في «الشريعة» (ص 18).
[31] أخرجه ابن ماجه (3993).
[32] انظر: أبو داود (ح4573)، والدارمي (2/241)، وأحمد (4/102)، والحاكم (1/128)، والآجري في «الشريعة» (ص18)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك 1/128).
[33] أخرجه ابن ماجه (3992).
[34] أخرجه الترمذي (2641).
[35] «مجموع الفتاوى» (3/ 345-346).
[36] «مجموع الفتاوى» (3/ 347).
[37] «مجموع الفتاوى» (3/ 179).
[38] أخرجه مسلم (ح1920) عن ثوبان رضي الله عنه.
[39] «الجواب الصحيح» (5/ 92) لابن تيمية.
[40] «نظام الخلافة في الفكر الإسلامي» (ص292).
[41] سبق تخريجه.
[42] « مجموع الفتاوى» (3/159).
[43] «منهاج السنة» (2/482، 483).
[44] المصدر السابق (2/486).
[45] انظر: «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (1/ 31).
[46] «مناقب الشافعي» (ص462).
[47] راجع في هذا الموضوع مقدمة التفسير لابن تيمية في «الفتاوى» (13/363) وما بعدها.
[48] «تذكرة الحفاظ» (1/202).
[49] انظر ترجمته في: «تهذيب التهذيب» (6/279).
[50] ترجمته في: «تذكرة الحفاظ» (2/354)، «تهذيب التهذيب» (5/294-296)، وانظر: «تاريخ التراث» فؤاد سيزكين (1/172).
[51] ترجمته في «طبقات الشافعية» (2/302)، «مرآة الجنان»: 2/193، «تاريخ التراث» (2/370، 371).
[52] انظر: «تذكرة الحفاظ»: 2/570-571، «تاريخ بغداد» (5/110، 112)، «شذرات الذهب» (2/141-142) «تاريخ التراث» (2/209).
[53] انظر: «طبقات الحنابلة» (1/180، «تهذيب التهذيب» (5/141، 143)، «تاريخ التراث» (2/200).
[54] انظر: «تذكرة الحفاظ» (3/786)، «البداية والنهاية» (11/148)، «تاريخ بغداد» 5/312-313، «تاريخ التراث» (2/212).
[55] انظر: «وفيات الأعيان» (2/407)، «تذكرة الحفاظ» (3/912)، «النجوم الزاهرة» (4/59-60)، «تاريخ التراث» (1/218).
[56] انظر: «طبقات الحفاظ» (3/945)، «النجوم الزاهرة» (4/136)، «شذرات الذهب» (3/68)، «تاريخ التراث» (1/326).
[57] انظر: «تذكرة الحفاظ» (3/396)، «تاريخ بغداد» (2/243)، «البداية والنهاية» (11/270)، «تاريخ التراث» (1/314).
[58] انظر: «تاريخ بغداد» (12/34)، «تذكرة الحفاظ» (3/991)، «غاية النهاية» (ص558)، «تاريخ التراث» (1/509).
[59] انظر: «تذكرة الحفاظ» (3/1031)، لسان الميزان (5/70-72)، «الوافي بالوفيات» (2/190-191)، «تاريخ التراث» (1/353).
[60] انظر: «تاريخ بغداد» (14/70-71)، «تذكرة الحفاظ» (3/1083)، وانظر: «تاريخ التراث» (2/194)، «فهرس المخطوطات» للألباني (ص384).
[61] انظر: «طبقات الحنابلة» (2/134-153)، «المنهج الأحمد» (ص69-73) (وسماه فيه عبد الله).
[62] انظر: «تذكرة الحفاظ» (3/1098)، «الديباج المذهب» (ص39-40)، «بغية الملتمس» (ص151)، «شذرات الذهب» (3/243-244).
[63] انظر: «تذكرة الحفاظ» (3/1092)، «لسان الميزان» (1/201، 202)، «البداية والنهاية» (12/45).
[64] انظر: «تذكرة الحفاظ» (3/1103)، «تاريخ التراث» (1/388).
[65] انظر: «تذكرة الحفاظ» (3/1132)، «طبقات الشافعية» (4/8-16)، «مرآة الجنان» (3/81-82)، «شذرات الذهب» (3/304-305).
[66] «عقيدة أهل السنة»، لابن تيمية، بتعليق الشيخ عبد الرزاق عفيفي (ص20).
[67] انظر: «هدي الساري» (ص 486)، «مقدمة ابن خلدون»: (3/9، 10). قال الصنعاني في «توضيح الأفكار» عن قصة البخاري مع علماء الحديث في بغداد، (وهي مشهورة أخرجها ابن عدي عن مشائخ البخاري، وأخرجها أبو بكر الخطيب في «التاريخ» في غير موضع وساقها الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح بإسناده). «توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار» (ص103 – 104).
[68] «أصول السنة» لأحمد بن حنبل (ص14).