• - الموافق2024/04/19م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
روسيا.. والمستقبل المأمول

روسيا.. والمستقبل المأمول


صرحت وزارة الدفاع الروسية بأن سفنها الحربية التي تجوب عرض البحر المتوسط تتعرض للمراقبة من قبل مخابرات حلف شمال الأطلسي" الناتو".

ونقلت وكالة الأنباء الروسية " نيفوستي" عن مصدر كبير في وزارة الدفاع يوم الاثنين أن أجهزة مخابرات تابعة (الناتو)  تستخدم طائرات التجسس "أوريون" لمراقبة حركة تنقلات القطع البحرية الروسية المتوجهة إلى المحيط الأطلسي والبحر المتوسط.

أضاف المصدر بأنه لا يستبعد إمكانية أن تظهر بوارج الناتو على مقربة مباشرة من سفن عسكرية روسية. وكانت سفن حربية روسية غادرت الاسبوع الماضي قواعد بحرية روسية في شمال وغرب وجنوب البلاد، متوجهة إلى البحر المتوسط في رحلة تستغرق ثلاثة أشهر، وأشارت إلى أن القطع البحرية الروسية التي توجهت إلى المتوسط ستدخل قاعدة الإمداد والصيانة التابعة للأسطول الروسي في ميناء طرطوس السوري.

وأفادت مصادر إعلامية يابانية بأن 26 سفينة تابعة للأسطول الروسي في المحيط الهادئ عبرت مضيق لابيروزا بين جزيرة ساخالين الروسية وجزيرة هوكايدو اليابانية، متوجهة إلى جهة غير محددة.

وبحسب وكالة "أنباء موسكو" فقد نفت المصادر الرسمية الروسية أية صلة لهذه الرحلة بتفاقم الوضع في سورية، واصفة إياها بالرحلة التدريبية في حين قال المعلق العسكري الروسي فلاديسلاف  شوريغين :"إن الهدف من إرسال السفن الحربية الروسية إلى البحر المتوسط تأكيد رغبة روسيا في الاحتفاظ بقاعدتها العسكرية في سورية، فإذا فقدت روسيا هذه القاعدة فقد يتلاشى الوجود الروسي في هذه المنطقة".

وذكر أيضا أن الأمر يتطلب قوات تحمي هذه القاعدة التي أصبحت خالية في الواقع العملي.واستبعد المحلل العسكري الكسندر غولتز أن تكون روسيا أرسلت سفنها الحربية لكي تشترك في أي عملية عسكرية بعدما أكدت أنها تريد الحل السياسي فقط للأزمة السورية.

ولم يستبعد المحلل أن تستعد روسيا لإجلاء سكان سورية الذين يحملون الجنسية الروسية والبالغ عددهم 60 ألفا أو 100 ألف معظمهم زوجات السوريين.

واعتبر الخبير ليونيد إيفاشوف، رئيس أكاديمية الدراسات الجيوسياسية، أن الهدف إبراز عزم روسيا على منع اندلاع صراع حربي جديد في هذه المنطقة وأيضا تعزيز قدرات ومهارات البحارة العسكريين الروس خلال الرحلة التدريبية.

الحراك السياسي

عقب حالة الإستقرار التي تعيشها المواقف الدولية بشأن الملف السوري تبقى الانظار متجهه إلى روسيا التي أصبحت تتحكم في مفاتيح اللعبة السياسية الدولية في أمر أشبه بعملية تبادل أدوار تقوم بها روسيا مع الإدارة الأمريكية لتقرير مستقبل المنطقة.  وتشهد موسكو حركة دبلوماسية نشطة هذه الأيام مع وصول المبعوث الدولي في الملف السوري كوفي أنان حيث صرح الكرملين في بيان بثه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي في 17 يوليو في موسكو المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية كوفي عنان الذي يقوم بزيارة إلى روسيا في فترة 16-17 يوليو.

وذكر البيان أنه يُنتظر أن يتم خلال اللقاء تأكيد تأييد روسيا لخطة السلام التي اقترحها كوفي أنان لإيجاد حل سياسي دبلوماسي للأزمة في سورية، مشيرا إلى أن الجانب الروسي يرى أن خطة عنان هي الخطة الوحيدة القابلة للحياة لحل المشاكل السورية الداخلية.

وكانت مجموعة الدول الغربية قد أوضحت بأنها لا ترحب بمشروع القرار الذي اقترحته روسيا، إذ قدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا مشروع قرار آخر يطالب السلطات السورية بوقف العنف خلال مهلة تستغرق عشرة أيام حتى تتجنب فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أجرى محادثات مع قيادات المجلس الوطني السوري الذي يعد أهم فصائل المعارضة السورية.

أشير إلى أن لافروف لم يتمكن من إقناع المعارضين السوريين بالتخلي عن مطلب تنحية الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة قبل بدء الحوار السياسي. وبدورهم لم يتمكن قيادات المجلس الوطني السوري من إقناع الطرف الروسي بضرورة تأييد قرار دولي قوي بشأن سورية من الممكن أن يراعي إمكانية التدخل العسكري.

وقد جدد بوتين موقف بلاده الرافض لتنفيذ سيناريو مماثل لسيناريو ليبيا في سورية. وقال خلال اجتماعه مع سفراء روسيا إن تكرار أحداث ليبيا المأسوية في دول أخرى مثل سورية لا يجوز، وأكد أن روسيا تبذل قصارى جهدها لحل جميع القضايا الدولية الساخنة بالطرق السياسية.

وأعلنت موسكو رفضها القاطع لعملية الربط بين مسألة تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سورية واستخدام القوة ضد البلاد.

وبعد إنتهاء اجتماعه مع أنان صرح سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي قائلا "للاسف الشديد نرى عوامل ابتزاز: يقولون لنا في حال لم تعطوا موافقة على تمرير قرار (مجلس الامن بحق سورية) تحت البند السابع فنحن سنرفض تمديد مهمة المراقبين في هذا البلد".

وأضاف لافروف "نحن نعتبر انه نهج غير بناء وخطير، لان استخدام المراقبين بمثابة "عملة تبديل" أمر غير مقبول"، معتبرا أن المراقبين جاءوا لتقييم ما يجري بشكل موضوعي وعليهم أن يحققوا بالحوادث. وقال "نحن سنتوصل إلى تمديد المهمة، مع إمكانية تعديل تفويضها مع الاستناد بشكل اكبر على العنصر السياسي".

و تابع لافروف قائلا: "تقول بيانات أن مفتاح الحل للتسوية في سورية يوجد في موسكو، سيما، وأنهم يوضحون لنا، عندما نطرح عليهم السؤال، ما المقصود من ذلك، أنه علينا (على روسيا) إقناع الأسد بالخروج للاستقالة طوعا، إن ذلك أمر غير واقعيا إطلاقا".

وأوضح الوزير، أن هذه المسألة لا تتعلق بالعواطف، برغبة أو عدم رغبة موسكو: "لن يرحل (الأسد)، لا لأننا نحميه، بل لأن معه القسم الأكبر والأكبر من السكان"، مضيفا، أن الحديث الآن "عن المفتاح" يجب العثور علية في تنفيذ اتفاقية جنيف.

وأشار لافروف إلى استعداد روسيا للمساعدة في مسألة اللاجئين السوريين إذا تطلب الأمر، وقال: "إذا ظهرت الحاجة لهذا الأمر، أنا واثق، بأننا مستعدون لإبداء مثل هذه المساعدة".

وحسب كلام لافروف، كانت موسكو قد اقترحت على تركيا المساعدة بشأن اللاجئين، إلا أن الجانب التركي قال أنه لا زال قادر بمفرده على المسألة: "إن اللاجئين السوريين يثيرون اهتمامات كبيرة بما في ذلك الاهتمامات السياسية. أعلم، أن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مستعدة، ولديها الإمكانيات اللازمة للقيام بمساعدتهم في مجالات مختلفة".

من خلال ما يذكر من التصريحات فإن الصراع السوري أمامه مساران مختلفان، الأول مرهون بالموقف الدولي و التحولات التي تتغير بناءا على قواعد تستند لمصالح متبادلة بين الأطراف، و الأمل المنشود من هذه الجهود ضئيلة جدا لأنها خلال أشهر مضت على بداية الثورة لم تفلح هذه الجهود بشكل متعمد من تحقيق أي نتائج.  والأمر الاخر أن السوريين يتوحدوا خلف راية الجيش السوري الحر لإسقاط النظام بالقوة وهذا هو الأمر الذي يجذي تماره بشكل أسرع لأنه يقود الناس إلى حريتهم ويعزل أتباع النظام الظالم، وفي هذه الحالة فإن روسيا ستكون الخاسر الأكبر في المستقبل السوري الجديد، لأنها قطعت حبل الود بينها وبين المعارضة التي ستكون النظام الجديد في دمشق، وكذلك من المفترض أن تعلم سورية أن القتل الذي يمارس بآلاتها العسكرية في سورية يزيد من الحقد و العاطفة السلبية اتجاهها من الشعب السوري، وبالتالي ستكون غير مرغوبة رسمية و شعبيا، وفي ليبيا مثال جيد على ذلك.  ومع صحة الأنباء التي تتولى من دمشق و تؤكد قوة الإشتباكات التي تحدث هناك، وأخرها ما نشرته بعض المواقع على شبكة الانترنت صباح اليوم منصور للاشتباكات التي دارت أمس بين الجيش النظامي وقوات الجيش السوري الحر في حي كفر سوسة بدمشق القريب من القصر الرئاسي السوري. فإن ذلك لا يجعل الوقت الوفير أمام روسيا لتعلن موقفها الحاسم بتأييد الشعب السوري، و الإعتقاد السائد أن روسيا منذ تعنتها في مجلس الأمن خسرت سورية المستقبل، وخسرت فرصة تحسين علاقتها بالعالم الإسلامي لأن تاريخها طويل في إرتكاب الجرائم بحق المسلمين في العالم..

::"البيان" تنشر ملف شامل ومواكب لأحداث الثورة السورية ..

أعلى