• - الموافق2024/05/05م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
القابضون على الجمر

القابضون على الجمر



نشأت قاسم الشوربجي

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يأتي بالناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر" رواه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه هذا الحديث العظيم يقص علينا حال الضعف الذي تحياه الأمة الأسلامية اليوم والتخبط الشديد الذي نمر به من حيث أن الناس يفتنون في دينهم و يتركون الكثير منه و المتمسك بدين الله كلقابض على الجمر ما أعظمه تشبيه عظيم فمن يصبر على أن يقبض على جمرة في يديه.

لو أسقطنا هذا الحديث الشريف لما يجري من أحداث عظام تحدث وتصير في بلاد الربيع العربي أو البلاد التي قامت فيه الثورات و بالأخص تونس ومصر لماذ؟ لأن تونس ومصر بلاد تفككت أسريا و صار فيها المنكر منتشرا بعكس اليمن وليبيا لان الطابع القبلي يتحكم في تلك البلدين بخلاف تونس ومصر التي بهما مدنية الدولة و انتشار الفساد كثير من سياحة تخالف دين اللهو ليست سياحة صحيحة فالسياحة في أصلها حلال إن لم يكن فيها ماحرم الله وتبرج و فن هابط يخدش الحياء .

بعدما خلع الله تلك الطواغيت البغيضة التي تحكم تلك البلدين و أذلهما الله شر ذلة فهارب لبلد تدعي أنها تطبق شرع الله و تستقبل الطواغيت بأمر الغرب و مسجون يحاكم في قضايا الفساد المالي و السياسي خلال فترة حكمه أقيم العرس الانتخابي الأول في هاتين البلدين مفجري الثورات و عرابيهما لباقي بلاد الربيع العربي التي تثور ضد طواغيتها أكتسح التيار الأسلامي و بالأخص التيار الأخواني و بطبيعة الحال الناس كما يقال في علم النفس تميل للمظلوم و تأملت الناس الخير في فوزهما من حيث أنهما ينادون و يجعلون مرجعيتهم الاسلام فعندما تقول الاسلام فيعني هذا التخلص من المحرمات و المحرم هو ما حرمه الله في كتابه أو جاء على لسان نبيه في حديث صحيح بدون أدنى شك أو ريبة.

بعد الفوز الكاسح للتيار الليبرالي الاسلامي كما أسميه في تونس على يد النهضة بقيادة الغنوشي الذي ظل مناضلا عتيدا للطواغيت و بالأخص بن علي و الأخواني في مصر كان هناك اختبار عظيم سيقع فيه هذين الطرفين فأمامهما ملفات ساخنة جدا أولهما أن تلك البلدين دخلهما الاساسي السياحة فماذا فاعلان و هما فازا بعدما قالا أن مرجعيتهما الاسلام والاسلام يحرم وكان هذا قولهما قبل أن يتوليا السلطة بحرمنية ما يحدث في السياحة من خمر و دعارة فكان بمثابة أول اختبار فعلي لهما يختبر صدق قولهما و أنهما يناديان بالدين و ليس غرضهما الاساسي السلطة وشهوتها.

لو نظرنا لحال تونس ومصر و ما جناه تيار النهضة و الأخوان في مصر سنرى العجب العجاب و نرى أن ماقيل في الماضي القريب قبل تولى السلطة قد تغير تغيرا جذريا فصار المنكر معروفا وصار المعروف منكرا فانظر عندما طالب الاسلاميون في تونس وبالأخص السلفيون هناك بأن يحترمو النقاب و إن كان فيه خلاف هل هو واجب أم سنة ولكن من حق الشخص أن يختار لابسه المحتشم وكما من حق المتبرجة أن تدافع عن باطلها و تحميه السلطة فمن الحق أن السلطة تحمي من أرادت أن تستر نفسها عن أعين الغير فماذا فعل تيار النهضة لم يأخذ قرارا جادا تجاه هذا الأمر في الجامعات بل أجبرت الفتيات على خلعه اثناء دخول الامتحانات و انظر لمصر وكان الاختبار الاكبر أن تقوم جماعة الاخوان برعاية حفل داعر و تكن قوادة لنساء مميلات قانيات بحجة تنشيط السياحة كيف لجماعة تأخذ مرجعيتها الاسلام و التبرج و السفور محرم عندها تكن راعية لحفل ماجن.

إن أعظم شهوة هي شهوة السلطة و لا ينجو منها سوى القابض على الجمر كما ذكرنا الذي لم يبع دينه بعرض من الدنيا قليل و لم تستهويه شهوة السلطة والحكم بأن يتخلى عن دينه و ما حرم الله من أجل أن يرضى عنه الغرب أو التيار العلماني أو الليبرالي المتحرر وكما ذكرنا جماعة النهضة والأخوان هما ممثلان لليبرالية ولكن بثوب فيه بعض أمور الاسلام الشعائرية كالصلاة و أداء الزكاة و الصيام و الحج فقط دون تطبيق فعلي للدين في مفاصل الحياة فعندهم الفتاوى المسبقة التي تبرر لهما فعلهما المحرم و تفسيراتهما الباطلة التي تبيح المحرم الذي كان محرما في ذي قبل أي قبل تولي زمام السلطة فكان اختبار السلطة أقسى اختبار وقعا فيه و قد عراهم أمام الناس وكشف عوارهم و أنهما جعلا الدين مطية لنيل أغراض دنيوية و قد قال الرسل صلى الله عليه وسلم في حديث النيات العظيم و من كان هجرته لله ولرسوله فهجرته لله ولرسوله و من كانت هجرته لدنيا يصيبه أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه و يحضرني فعل الصحابة عندما حرم الله أن يطوف بالبيت مشرك ثم قال الله بعدها و إن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله فمعيار الأمر هو الصدق مع الله إذا ادعينا مرجعيتنا الاسلام وليس تبرير الحرام أو الخطأ فالحرام يظل حراما و نحمل وزره و يزداد الاثم لو بررنا فعله فلماذ مسخ الله بني إسرائيل وجعل منهم القردة و الخنازير وذلك للتحايل في فعل الحرام الذي نهاهم الله عنه.

أعلى