• - الموافق2025/10/03م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
دلائل من العدوان على قطر

العرب والمسلمون مهما قدموا من تنازلات، وخدمات، وعقود، وولاء، ومعاهدات سلام، وغيرها، فهم في أدنى مرتبة -بل أخسها- لدى الغرب الكافر القوي؛ ذلك أننا في حضارتهم برابرة همج بلا دين سماوي ولا حق إنساني


 في عصر يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر ربيع الأول عام 1447 الذي يوافقه اليوم التاسع من الشهر التاسع عام 2025م، استهدف جيش الحرب في إسرائيل مقرات سكنية يجتمع فيها بعض قادة المقاومة من أهل فلسطين لدراسة مقترح أمريكي بشأن التفاوض وإحلال السلام.

وبعيدًا عن الغوص في التحليل السياسي والعسكري والخوض فيه؛ فهذه بعض الدلائل من هذا العدوان الذي سبقته أصناف من العدوان، وسوف يتلوه مثله وأزيد، مالم يتغير المزاج العربي والإسلامي، فمنها:

·                    أن المفاوضات عملية لا قيمة لها عند إسرائيل سواء أثناء قيامها أو فيما تتمخض عنه، ولو كانت كذلك لمنحوا فريق التفاوض من الأمان والحرمة ما يمنع من استهدافه بقطعة قماش لا بصواريخ عابرة قاتلة! ولن نعجب من صنيعهم فقد قرأنا قديمًا من تصريحات بعض القوم ومن يؤازرهم ما خلاصتها أن أوراق المفاوضات مثل أوراق دورات المياه بل وأقل قيمة!

·                    أن البحث عن السلام مجرد حيلة يُمضى بها الوقت، والعدو يقضم الأرض، ويقتل الخلق، ويغير المعالم، ويبيد التاريخ والجغرافيا فضلًا عن الإنسان والتراث، فواعجبًا لمن يلهث خلف شيء هو غير موجود أساسًا عند الطرف الآخر، ولا يصدق عليه حتى وصف السراب الذي يبعث بعض الأمل في النفوس لو كان ينفع الأمل!

·                    أن الغدر خصلة أصيلة وخلة أساسية لدى إسرائيل حكومة وشعبًا وقيادة، ولذا لم يعترض أحد يؤبه له على هذه العملية القبيحة من كل ناحية. وهذا الغدر يتكرر في مواقف يهودية عبر التاريخ؛ حتى لكأنه يسري في الدماء ومع الأمشاج وبين أعضاء الجسم، فمن يأمن قومًا هذه طبيعتهم؟

·                    أن الوسيط الأمريكي ليس أهلًا للثقة، ولا محلًا للاطمئنان، ومثله لا يؤتمن، فهو إما متآمر مع عدوان إسرائيل، أو ساكت عنه، أو عاجز عن منعه، وأي خيار مما سلف يسقط مكانة هذا الوسيط، ولو احتج له بالجهل لأصبح الجهل أكثر إسقاطًا له؛ لأنها الدولة الاستخبارية البارعة؛ فكيف يغيب عنها حدث مثل هذا؟

·                    أن الحماية الأمريكية الموقعة بمعاهدات واتفاقيات وغيرها لا تصمد أمام تحقيق رغبات يهود ونزواتهم ومصالحهم، ويزداد وضوح هذا الأمر مع وجود قاعدة أمريكية ضخمة في الدوحة؛ بل يقال بأنها ساندت العدوان بطريقة أو أخرى، ولو صح هذا لكان الخزي أعظم وأكبر، وهو خزي بهم جدير!

·                    أن العرب والمسلمين مهما قدموا من تنازلات، وخدمات، وعقود، وولاء، ومعاهدات سلام، وغيرها، فهم في أدنى مرتبة -بل أخسها- لدى الغرب الكافر القوي؛ ذلك أننا في حضارتهم برابرة همج بلا دين سماوي ولا حق إنساني، وحمولتهم الثقافية القديمة والمعاصرة تؤكد هذه النظرة الاستعلائية علينا الازدرائية لنا، فمتى نفيق ونستيقظ كي نشاهد هذا الاحتقار الذي سيجلب السكوت عنه المزيد من الدمار؟

·                    استبان من العدوان على قطر أن الأجواء العربية مفتوحة أمام آلة الحرب الإسرائيلية، إذ عبرت صواريخهم وطائراتهم دون أن تكتشف، وإن اكتشفت فما جرؤ أحد على اعتراضها أو حتى الإبلاغ عنها.

·                    كشف هذا الحدث أن الجميع في خطر، ولا مأمن لأحد، بل هو يؤكد على استباحة يهود لبلدان العرب والمسلمين إن بالاحتلال، أو القصف، أو الخطف، أو القتل، أو الإفساد الاقتصادي، او الاختراق الاستخباراتي، فلا تكاد أن تسلم من شرورهم أي دولة تصف نفسها بانها عربية أو إسلامية حتى لو وقعت معهم معاهدات سلام كما تسمى.

·                    سيظل اليهود قوم فضيحة وبهتان؛ ذلك أنهم أعلنوا ما يفضح حلفاءهم الدوليين والإقليميين، وأيًا كان صدق إعلانهم، فهو محرج للحليف ضار به، وهذا التصرف اليهودي المعتاد يدل على حمق ورعونة استلزمتها خلة الغدر والخيانة فيهم، وعلى أن أي خفاء في أمر مبيت معهم فمصيره النشر من قبلهم، ولو بعد حين.

·                    في هذا العدوان تزكية للمجاهدين من أهل فلسطين في الداخل والخارج، إذ تجتهد دولة الاحتلال بما أوتيت من قوة وعتاد لقتلهم في الداخل، وتتبعهم في الخارج، ولو لم يكونوا من الأقوياء الصامدين لتركتهم أو سعت لإنهاء حياتهم بطريقة خفية كعادتها.

·                    لم تشفع لقطر مواقفها الاستثنائية لصالح أمريكا في إفغانستان ومع إيران وفي المنطقة العربية وغيرها. ولم يشفع لها تدخلاتها لدى قادة المقاومة في غزة من أجل إطلاق الرهائن وغيرها من الأعمال. إن الإحسان لهذه الدول لا ينتظر منه ليس المكافأة وإنما مجرد الحياء؛ فهو إحسان تذروه الرياح كالهباء الذي يفقد الفضل والبهاء.

·                    سيبعث هذا العدوان الروح من جديد في طوفان الأقصى؛ فقد مضى على الطوفان عامان، وبهذا الحدث سيمتد حتى يقول القادمون عنه وعن زمنه: إنه الطوفان وكفى!

 

 

أعلى