الجيش يسقط ليبرمان

الجيش يسقط ليبرمان


اليكس فيشمان/يديعوت:

طفت على السطح في الآونة الأخيرة الخلافات الحادة بين القيادة العسكرية في الجيش الصهيوني ووزيره أفيغدور ليبرمان بسبب السياسيات المتبعة بشأن قطاع غزة.

في خطاب ألقاه في مؤتمر المحاسبين في (إيلات)، ادعى ليبرمان أن التحسن في الوضع الإنساني في قطاع غزة لن يحسن الوضع الأمني، ويضعف الحرائق التي تندلع بسبب الطائرات الورقية ويوقف المظاهرات على السياج. بل وصف ليبرمان أولئك الذين يدعون ذلك "بالمهووسين، وناشري الأوهام، المخطئين والمضللين".

صحيح أن ملاحظات وزير الجيش استهدفت أعضاء الكنيست والوزراء الذين يطالبون الحكومة بالعمل على إعادة تأهيل قطاع غزة من أجل الحد من التوتر، لكن معظم الانتقادات موجهة إلى التصريحات الأخيرة الصادرة عن قيادة هيئة الأركان العامة حول الحاجة إلى خطوة سياسية اقتصادية للمساعدة في التغلب على الأزمة الأمنية في غزة.

ما أثار غضب ليبرمان بشكل خاص هو التصريح الذي أدلى به أحد كبار المسؤولين العسكريين، الذي قال للمراسلين العسكريين، أنه "يمكننا أن نذهب إلى منحدر ونصل إلى التصعيد، ويمكننا أن نقرر أننا ذاهبون إلى عملية غير عسكرية ستؤدي إلى وضع مختلف في غزة ... من الممكن العمل في موضوع المعابر والطعام والمياه والصرف الصحي والمصانع وما أشبه. إن الفترة الحالية هي الأكثر ملائمة للتوصل إلى اتفاق مع حماس من أجل منع المزيد من التصعيد وجولات إضافية من القتال".

ويتضح أن تصريحات ذلك المصدر العسكري الكبير لم تكن منسقة مع مكتب وزير الجيش، وأثارت غضبًا كبيرًا هناك. لقد فسروا في محيط ليبرمان هذا بأنه انتقاد لسياسة الحكومة والوزير، وتحويل المسؤولية من القيادة العسكرية إلى المستوى السياسي عن أي أزمة مستقبلية في غزة. وبعبارة أخرى: نحن (الجيش) قمنا بعملنا، والآن يجب عليكم إيجاد حل سياسي - اقتصادي.

موقف ليبرمان من قضية غزة مختلف تمامًا. ووفقا له، كما قال في مؤتمر إيلات، فإن "كل تحرك إنساني من قبلنا في قطاع غزة سينفذ من خلال التزامنا كبشر وليس من خلال الافتراض بأن هذا سيمنع المواجهة". و"بدون حل لمسألة أسري الحرب والمفقودين، لن يكون هناك شيء". وفقا لأقوال ليبرمان فإن حماس تحاول الإبقاء على الحصار لتسليح نفسها، هذا هو أيضاً أسلوبه في التوصل إلى اتفاقية هدنة مدتها 10 سنوات: مثل هذه الاتفاقية، حسبما يقول وزير الجيش ، لن تخدم سوى حماس، التي ستستغلها لمراكمة القوة.

بالنسبة لليبرمان، فإن حل الوضع في غزة هو سياسة متسقة ودفاعية وهجومية تهدف إلى وقف قدرات حماس العسكرية ووقف محاولاتها لاختراق السياج. ومن ناحية أخرى، يؤيد إمكانية إعادة إعمار البنية التحتية الإنسانية إذا كان هناك طريقة لعمل ذلك من فوق رؤوس حماس وأبو مازن، الذي يرى فيه وزير الجيش السبب الرئيسي للأزمة الإنسانية في القطاع.

لكن ليبرمان والجيش يخوضان، في الواقع، جدالا حول جلد الدب، الذي لم يتم اصطياده بعد. جميع الأطراف الضالعة في الصراع، وكذلك الدول الأوروبية والعربية، تدرك جيداً خطط إعادة إعمار قطاع غزة، لكن الخطط لا تنفذ منذ أربع سنوات لسبب بسيط، وهو أن هذا ليس حلاً لأزمة اقتصادية، وإنما مشكلة سياسية-اقتصادية.

غزة هي ساحة مصارعة دولية وعربية. أبو مازن غير مستعد لتحويل الأموال إلى غزة من الدول المانحة عبر البنوك الفلسطينية في الضفة الغربية. ولا يستطيع الأوروبيون والأمريكيون تحويل الأموال مباشرة إلى السلطات في غزة، لأن المقصود سلطة حماس، التي تعتبر منظمة "إرهابية".

الحكومة  العبرية، أيضا، متصارعة مع نفسها فيما يتعلق بالتحركات الاقتصادية في قطاع غزة. إذا قرر وزير الجيش أخذ أموال من السلطة الفلسطينية لتعويض المزارعين عن حرق الحقول في محيط غزة، فإن وزير المالية يعارض ذلك. لذلك، يبدو الآن أن إعادة الإعمار الشامل لقطاع غزة وصلت إلى طريق مسدود.

أعلى