البيان/فرانس برس: أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، عزمه إرسال مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضمن تحركات جديدة تهدف إلى التوصل لاتفاق ينهي الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال ترامب في منشور عبر منصته "تروث سوشال" إن "هناك بضع نقاط خلاف متبقية فقط"، معربًا عن رغبته في لقاء بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "قريبًا"، إلا أنه أكد أن ذلك لن يتم إلا في حال إبرام اتفاق سلام أو بلوغ المفاوضات مراحلها النهائية. وأضاف في تصريحات من البيت الأبيض: "الأمر ليس سهلًا، لكننا قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق. سنرى".
وتزامنت التحركات السياسية مع تعديلات جديدة على خطة السلام الأمريكية، عقب انتقادات بأنها تميل لصالح موسكو. وبحسب مصدر قريب من المفاوضات نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أصبحت الصيغة الأخيرة "أفضل بكثير لصالح كييف"، إذ تنص على السماح لأوكرانيا بالاحتفاظ بجيش قوامه ٨٠٠ ألف جندي بدلًا من ٦٠٠ ألف في النسخة السابقة.
وأكد مسؤولون أمريكيون وجود تقدم في المفاوضات، مع بقاء ملفات "حساسة" دون حسم، فيما قالت تقارير إعلامية إن محادثات مباشرة جرت بين ممثلي واشنطن وموسكو في أبوظبي، في الوقت الذي عقد فيه قادة "تحالف الدول الراغبة" ويضم ٣٠ دولة داعمة لأوكرانيا — اجتماعًا عبر الفيديو لبحث الوضع.
وفي الصفحة الدبلوماسية ذاتها، أعلن رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني رستم عمروف تطلع بلاده لتنظيم زيارة للرئيس زيلينسكي إلى الولايات المتحدة في نوفمبر المقبل "لاستكمال الخطوات النهائية نحو الاتفاق".
ورغم أجواء التفاؤل الأمريكية، قوبلت الخطوات الجديدة بتشكيك أوروبي. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن "روسيا تفتقر بوضوح إلى إرادة وقف إطلاق النار"، مشيرًا إلى أن موسكو لم تُبد استعدادًا لمناقشة النسخة المعدّلة من الخطة.
وعلى الأرض، ارتفعت وتيرة التصعيد، إذ شهدت الجبهات تبادلًا مكثفًا للضربات الجوية صباح الثلاثاء. وأسفرت هجمات روسية على كييف عن مقتل ٧ أشخاص واستهداف منشآت الطاقة، فيما قُتل ٣ أشخاص في هجمات أوكرانية على منطقة روستوف.
وفي جنوب روسيا، أعلنت سلطات كراسنودار تعرّض عدة مدن لـ"أوسع وأقوى" هجمات أوكرانية منذ بدء الحرب، ما أدى إلى إصابة ٦ أشخاص وتضرّر نحو ٢٠ منزلًا. كما ذكرت وزارة الدفاع الروسية إسقاط ٢٤٩ طائرة مسيرة خلال ليلة واحدة في رقم يُعد الأكبر منذ اندلاع الصراع.
وامتد التوتر إلى دول مجاورة، حيث أعلنت رومانيا ومولدافيا رصد طائرات مسيّرة توغلت في مجالهما الجوي. وأكدت بوخارست أن مقاتلات ألمانية من طراز "يوروفايتر تايفون" ثم طائرات "إف-١٦" تحركت لاعتراض الأجسام، بينما يجري تقييم الحادث مع حلف شمال الأطلسي.
وبينما تتقدم المساعي الدبلوماسية نحو اتفاق محتمل، تتزايد التقديرات بأن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في رسم مستقبل النزاع الأوسع في أوروبا الشرقية بين مسار تسوية سياسية أو انزلاق جديد نحو جولات قتال أكبر.