• - الموافق2025/12/03م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
لماذا يصعب تنفيذ مشروع ترامب في سوريا؟!

يأتي الحديث عن اتفاق أمني تسعى الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، إلى دفعه بين سوريا الجديدة والدولة العبرية في سياق متوتر يتسم بتصاعد العمليات العسكرية وتداخل المصالح الإقليمية.

 

البيان/فرانس برس: يأتي الحديث عن اتفاق أمني تسعى الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، إلى دفعه بين سوريا الجديدة والدولة العبرية في سياق متوتر يتسم بتصاعد العمليات العسكرية وتداخل المصالح الإقليمية. ويهدف هذا الاتفاق، وفق التصوّر الأمريكي، إلى ضمان تفوق أمني كامل للدولة العبرية داخل العمق السوري، مقابل دور سوري أكبر في مواجهة التنظيمات الجهادية، مع استبعاد ملف التطبيع أو النقاش حول الجولان الذي يعتبره ترامب محسومًا منذ اعترافه بسيادة الدولة العبرية عليه في ولايته الأولى.

تطورات الأيام الأخيرة، خصوصًا العملية التي نفذتها قوات الاحتلال في بيت جن وأودت بحياة 13 شخصًا، تعكس حجم التصعيد الذي يسبق أي تفاوض محتمل. ورغم التحذير العلني الذي وجهه ترامب للدولة العبرية بشأن ضرورة الحفاظ على “حوار قوي وحقيقي مع سوريا”، إلا أن الضربات والاختراقات الجوية ما تزال مستمرة، في إشارة إلى أن الواقع الميداني يتقدم على أي ترتيبات سياسية.

يقول الخبير الاستراتيجي الأردني د. عامر سبايلة إن الاتفاق الذي يريده ترامب يصعب تطبيقه بصورته الكاملة لأن أولويات الدولة العبرية أمنية بحتة وتتعلق بخلق منطقة عازلة تمتد من الجولان حتى عمق الجنوب السوري، مع ضمان وجود جهة محلية متحالفة  لا سيما من الطائفة الدرزية تستطيع ضبط تلك المنطقة. وتعتبر الدولة العبرية أن الجنوب السوري لا يمكن أن يُترك دون ترتيبات تتيح لها السيطرة الفعلية عليه.

وترى واشنطن أن إبرام اتفاق أمني قد يشكل مخرجًا للحد من التصعيد، لكن قدرة الإدارة الأمريكية على توفير ضمانات للدولة العبرية تبقى محدودة، فيما تعتمد الضغوط الممارسة على دمشق على ملفات الاعتراف الدولي، والمساعدات الاقتصادية، وإعادة دمج سوريا في النظام الإقليمي. إلا أن هذه الأدوات، وفق سبايلة، لا تكفي لتغيير المعادلات الأمنية على الأرض.

من جانبها، تبحث دمشق عن شرعية كاملة ودور سياسي أوسع، معتبرة أن أي اتفاق قد يفتح باب الاستقرار الداخلي وإعادة بناء المؤسسات. لكن الدولة العبرية بحسب تقييم الخبراء لا تنظر إلى الحكومة السورية الانتقالية بوصفها شريكًا يمكن الوثوق به، خصوصًا في ظل الاضطرابات التي شهدتها مناطق العلويين والدروز والأكراد خلال الأشهر الماضية.

كما أن التغلغل الأمني والعسكري للدولة العبرية داخل سوريا خلال السنوات الأخيرة جعلها في موقع المتحكم المباشر بالمشهد الحدودي، ما يقلل من جدوى أي اتفاق لا يضمن لها تفوقًا كاملاً وإخلاء الجنوب من أي تهديد محتمل.

وتشير القراءات السياسية إلى أن ما يجري ليس مشروع تسوية كاملة بقدر ما هو إطار ضغط أمريكي على الطرفين، بهدف خلق بيئة تفاوضية تتماشى مع رؤية ترامب للشرق الأوسط، حيث تعتمد الاستراتيجيات على "السلام بالقوة" وتعزيز الاستقرار عبر سيطرة أمنية للدولة العبرية على المناطق الحساسة.

في المحصلة، تبدو إمكانية تطبيق اتفاق أمني شامل بين دمشق والدولة العبرية محدودة للغاية في ظل غياب الثقة، وتعقيد المشهد السوري، واستمرار التصعيد العسكري. ومع ذلك، تبقى المبادرة الأمريكية ورقة ضغط سياسية قد تُستخدم لإدارة التوتر، أكثر من كونها مشروعًا جاهزًا للتنفيذ في الوقت الراهن.

 

 

أعلى