وأفادت مصادر عسكرية بأن الهدوء عاد إلى الفاشر بعد اشتباكات عنيفة وقعت يوم الجمعة بين الجيش و«قوات الدعم السريع» التي حاولت تنفيذ هجوم واسع للتوغل أكثر إلى داخل المدينة. وقال الجيش في بيان إن «الفرقة السادسة مشاة» في مدينة الفاشر تمكنت من صد هجوم جديد لـ«قوات الدعم السريع». وأضاف البيان «كبدنا العدو خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، واستعدنا السيطرة على كافة المحاور».
ومن جهته، قال رئيس الوزراء كامل إدريس، في بيان صدر يوم السبت، إنه يتابع بـ«بالغ الغضب والألم والمسؤولية الكارثة الإنسانية المتفاقمة في مدينة الفاشر». وأضاف أن «الحصار الخانق وغير الإنساني الذي تفرضه ميليشيا (الدعم السريع) يمثل أبشع صور الابتزاز الجماعي، والتجويع الممنهج في التاريخ المعاصر».
وناشد إدريس الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والهيئات والمنظمات الدولية والإنسانية التحرك الفوري للضغط على «الميليشيا» من أجل فتح الممرات الإنسانية، والتوقف عن استخدام الجوع سلاحاً ضد المدنيين.
وذكر رئيس الوزراء أن رفض «قوات الدعم السريع» تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 فك الحصار عن الفاشر، وعدم الاستجابة لطلب الأمم المتحدة لهدنة إنسانية يؤكد أنها الجهة التي تعوق وصول المساعدات الإنسانية، وتتحمل مسؤولية ما يجري من تجويع وترويع بحق المدنيين.
وحذر إدريس في البيان من الصمت على هذه الجرائم، بما في ذلك تصفية المدنيين الفارين من جحيم الحصار والقصف في الفاشر. وأشار إلى أن التدمير الممنهج للمستشفيات نتيجة هجمات «الدعم السريع» بالطائرات الانتحارية والاستراتيجية يهدد حياة ملايين المدنيين الأبرياء.
وتحاول «قوات الدعم السريع» الاستيلاء على المدينة، والقاعدة العسكرية التابعة للجيش، وهي آخر معاقل الجيش في كل ولايات دارفور، بينما ذكرت مصادر عسكرية أن القوات المدافعة عن المدينة صدت الهجوم، وألحقت خسائر كبيرة بالقوة المهاجمة.
وتشدد ميلشيا "الدعم السريع" الحصار على المدينة منذ مايو (أيار) 2024، وأغلقت كل الطرق والمسارات، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى موت مئات المدنيين جوعاً، وبسبب نقص الدواء.