البيان/القدس: شهدت محافظة السويداء تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا، حيث أُعلن عن محاولة مجموعات مسلحة السيطرة على تل حديد، وهو موقع استراتيجي يطل على المدينة وريفها الغربي. وأكدت وزارة الدفاع السورية أنها تمكنت من صد عملية تسلل مليشيات سوريا الديمقراطية الكردية إلى إحدى نقاط انتشار الجيش في ريف منبج، وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في دمشق، خالد الإدلبي، بوجود تنسيق محتمل بين المجلس العسكري في السويداء وقوات قسد، التي كانت تحاول خلال الفترة الأخيرة إدخال مساعدات إلى المنطقة. كما أشار إلى معلومات أمنية تفيد بوجود آليات تابعة للمليشيات الكردية تحمل ذخائر متجهة إلى السويداء، في محاولة لزيادة التوتر في المنطقة.
ويرى مراقبون عسكريون أن التصعيد الأخير يأتي في سياق تزامن متعمد مع هجمات على تل الحديد، بهدف إشغال القوات السورية والأمنية عن معارك أخرى، خاصة في ريف حلب الشرقي، حيث تم توجيه قوات أمنية باتجاه محيط السويداء بعد توقف الهجوم في ريف حلب. ويُعتقد أن هناك اتصالات محتملة بين قسد والمجلس العسكري في السويداء، بهدف تنفيذ عمليات مشتركة أو تنسيق في التصعيد.
وفي سياق متصل، تحاول قوات الأمن العام إعادة التموضع في منطقة تل حديد لمنع المسلحين من التقدم نحو قرية الثعلة والمناطق المحيطة بالسويداء، خاصة في الريف الغربي. ويُعد تل حديد موقعًا استراتيجيًا، إذ يسيطر على طرق رئيسية تؤدي إلى المدينة وريفها، مما يمنح من يسيطر عليه القدرة على قطع طرق الإمداد والتواصل في المنطقة.
وقد سعت المليشيات إلى السيطرة على هذا التل لقطع خطوط الإمداد عن حواجز الأمن العام، خاصة في مناطق ولغة والمزرعة وعرّا وكناكر، بهدف تقليل قدرة القوات السورية على التحرك والسيطرة على المنطقة بشكل كامل. ويُعتقد أن التصعيد الحالي يهدف إلى إرباك القوات السورية وإشغالها عن معارك أخرى، في إطار استراتيجية أوسع لزيادة الضغط على الحكومة السورية في الجنوب والوسط.