البيان/وكالات: دعت الأمم المتحدة وقطر الثلاثاء إلى وقف عاجل للعنف في السودان، في أعقاب تقارير عن مقتل المئات في مدينة الفاشر بإقليم دارفور، وسط تصاعد المواجهات بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة إن "الشعب السوداني يعيش معاناة غير مسبوقة من الجوع والأمراض والعنف الإثني"، مشددًا على ضرورة التوصل إلى تسوية تفاوضية بين الأطراف المتصارعة. وأشار إلى أن أكثر من 25 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية بعد 18 شهرًا من الحرب، محذرًا من ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين و"أعمال الاغتصاب واسعة النطاق".
من جهته، أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن "صدمة" الدوحة إزاء الفظائع التي ارتُكبت في الفاشر، مؤكّدًا إدانتها "القاطعة"، وداعيًا إلى حل سياسي يضمن وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه.
في السياق نفسه، ذكرت وكالة "فرانس برس" أن السلطات السودانية تدرس مقترحًا أميركيًا لوقف إطلاق النار، بينما كشفت الولايات المتحدة عن عملها مع السعودية ومصر والإمارات ضمن "الرباعية" على خطة هدنة إنسانية قد تُعلن قريبًا، تمتد ثلاثة أشهر، يليها مسار سياسي لتسعة أشهر.
وجاءت هذه التحركات الدولية بعد سيطرة مليشيات الدعم السريع على الفاشر بعد حصار دام 18 شهرًا، حيث أفادت منظمات إنسانية بمقتل ما لا يقل عن 460 شخصًا في مستشفى، بالإضافة إلى اختطاف أطباء وممرضين. وأكدت المحكمة الجنائية الدولية أن الانتهاكات في دارفور قد تُصنف كـ"جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، وأعلنت بدء حفظ الأدلة تمهيدًا لملاحقات قضائية مستقبلية.
وتجدر الإشارة إلى أن النزاع بدأ في أبريل 2023 إثر صراع على السلطة بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد مليشيات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ملايين المدنيين.