البيان/وكالات: تتجه الأنظار اليوم إلى مدينة إسطنبول حيث يعقد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف اجتماعًا جديدًا مع وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، في جولة تفاوضية تعكس اتساع الانخراط الأميركي في ملف غزة. ويُعد هذا اللقاء الثاني من نوعه خلال أسابيع، امتدادًا لمسار بدأ قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في التاسع من تشرين الأول، حين لعبت واشنطن دورًا غير معلن في تقريب وجهات النظر خلال اجتماع في القاهرة شارك فيه جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وبحسب مصادر مطلعة، قدمت الإدارة الأميركية تعهدات للحركة بالضغط على الدولة العبرية للالتزام بأي تفاهمات، مقابل تعهد مماثل من حماس بتنفيذ بنود الاتفاق حال توقيعه.
وتشير معلومات إلى أن هذا المسار ليس جديدًا، إذ سبق لويتكوف أن لعب دورًا سريًا خلال الأشهر الأولى من الولاية الثانية لترامب في مفاوضات هدفت للإفراج عن الجندي الأميركي الصهيوني عيدان ألكسندر، قبل أن تتعثر تلك الجهود بعد تسريب صهيوني للاتصالات في آذار/مارس الماضي.
الاجتماع الحالي في إسطنبول يحمل، وفق مصادر دبلوماسية، أبعادًا تتجاوز تثبيت وقف إطلاق النار، إذ يتوقع أن يعيد ويتكوف طرح ملف نزع سلاح حركة حماس، وهو مطلب تعتبره واشنطن أساسيا للوصول إلى تسوية طويلة الأمد. ورغم حديث المبعوث عن "استعداد ضمني" لدى الحركة لمناقشة الملف، تبقى مواقف حماس العلنية رافضة، خصوصًا بعد انتقادها قرار مجلس الأمن الأخير بشأن إنشاء قوة دولية في غزة.
ويأتي الاجتماع بعد يومين من إعلان حركة حماس رفضها مشروع قرار في مجلس الأمن صاغته الولايات المتحدة لدعم خطة الرئيس ترامب للسلام في غزة، معتبرة أنه "يفرض وصاية دولية" على القطاع و"يُسند للقوة الدولية أدوارًا تمسّ حياديتها، منها نزع سلاح المقاومة".