• - الموافق2025/07/27م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
 نساء في قلب الهجرة ونُصرة الرسالة

ولمَّا كانت المرأة المسلمة أول مَن عَلِم بالرسالة، وكانت سكنًا لزوجها الذي اختاره الله لإبلاغ الرسالة الخاتمة، وتنظيم كافة شؤون الحياة؛ فكانت هي التي بشَّرته صلى الله عليه وسلم أن الله سيكتب له النصر في مهمته، ولن يخذله أبدًا، وكانت هي أول شهيدة في الإسل


تُطلَق كلمة: «الهجرة» على التَّرْك والتخلّي عن الشيء؛ فالمُهاجِر مَن هجَر ما نهى الله عنه -كما في الحديث الشريف-، وهي بهذا المعنى مُطلَقة من قيود الزمان والمكان.

لكنّ الهجرة النبوية تتعلق بترك المَوْطن والانخلاع عن المكان بالتحوُّل عنه إلى موطن آخر؛ ابتغاءَ مرضاة الله، رغم شدة تعلُّق الإنسان بموطنه، وأُلفته للبيئة الطبيعية والاجتماعية فيه، فضلًا عن ترك المهاجرين لأموالهم ومساكنهم بمكة. لكنّ الاستجابة للهجرة كانت أمرًا إلهيًّا لا بد من طاعته، واحتمال المشاق من أجل تنفيذه.

الهجرة منعطف حاسم

أدَّت الهجرة إلى قيام دولة الإسلام في المدينة؛ فقد أرست ركائز المجتمع الإسلامي على أساس من الوحدة والمحبة والتكافل والتآخي والحرية والمساواة وضمان الحقوق. وبسبب الهجرة -وفي خلال عقد واحد- توحَّد معظم الجزيرة العربية في ظل الإسلام، ثم انتشر في خلال عقود قليلة تالية ليَعُمّ منطقة واسعة امتدَّت من السند شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا؛ حيث آمَن الناس بالإسلام، واستظلوا بشريعته العادلة، وأقاموا حضارة زاهرة آتت أُكلها قرونًا طويلة في حقول التشريع والتربية وعلوم الكون والطبيعة.

ولمَّا كانت المرأة المسلمة أول مَن عَلِم بالرسالة، وكانت سكنًا لزوجها الذي اختاره الله لإبلاغ الرسالة الخاتمة، وتنظيم كافة شؤون الحياة؛ فكانت هي التي بشَّرته صلى الله عليه وسلم  أن الله سيكتب له النصر في مهمته، ولن يخذله أبدًا، وكانت هي أول شهيدة في الإسلام، كما استجابت المرأة المسلمة لأمر ربها فرافقت زوجها عند الهجرة إلى الحبشة، بل هاجرت إحداهن إلى المدينة وحيدةً في طريق مُوحِش غير آمِن، هاجرت بغير زاد مُتعرّضة للجوع والعطش والموت، ولم تقل ما يقوله النساء في مثل هذه المواقف: «كيف أترك أهلي وعشيرتي وجيرتي وأحبتي، وأنا آمِنة في كَنَفهم، ناعمة بصحبتهم، وأذهب إلى مصير مجهول». لم تقل هذا، ولكنها صاحَبت زوجها في الهجرة مغتربةً راضيةً، وباعت راحتها لتوفير راحته، وما ذلك إلا من أثر الإيمان الذي خالَط بشاشته قلبها، والعقيدة التي ملكت عليها نفسها، والخُلق العربي الأصيل الذي يقوم على الوفاء وكرم الصحبة والمروءة والتعاون.

وقد تتابعت هجرة النساء في الإسلام حتى شرعت في القرآن؛ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ [الممتحنة: ١٠]، ونزلت الآيات الكريمة تأمر بالهجرة، وتُوضّح فضلها منذ السنة التي وقعت فيها حتى سنة 8هـ عند توقفت الهجرة بعد فتح مكة، وأعلن النبي صلى الله عليه وسلم  ذلك بقوله: «لا هجرة بعد الفتح، ولكنْ جهاد ونيَّة، وإذا استُنْفِرْتم فانفروا» (صحيح البخاري: ٣٠٧٧).

هكذا برزت المرأة، وسجَّلت اسمها بحروف من نور على صفحات كتاب التاريخ. وفيما يلي أسماء ومواقف نساء في تاريخ الهجرة سجَّلها التاريخ ووعاها جيدًا.

رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم  «أول مهاجرة إلى الحبشة»

هاجرت السيدة رقية مع زوجها عثمان بن عفان -رضي الله عنهما- إلى الحبشة، وكانت أشد المهاجرين حنينًا إلى مكة، وعادت -رضي الله عنها- مع زوجها، ولم تُطِل البقاء في مكة، وعندما هاجر الرسول الله صلى الله عليه وسلم  إلى المدينة لحقته في صحبة زوجها عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم  عنها وعن زوجها عثمان بن عفان: «صحبهما الله، إن عثمان أول مَن هاجر بأهله بعد لوط عليه السلام» (أُسد الغابة في معرفة الصحابة: ٦/‏١١٥).

ليلى بنت أبي حثمة العدوية زوجة عامر بن ربيعة

عندما أذن النبي صلى الله عليه وسلم  للمسلمين بالهجرة إلى المدينة؛ كانت ليلى بنت أبي حثمة -رضي الله عنها-، هي أول امرأة هاجرت إلى المدينة، فقد كان أول المهاجرين أبو سلمة، ثم تبعه عامر بن ربيعة وزوجته ليلى -ضي الله عنهم-.

وتُعدّ أول ظعينة تهاجر إلى المدينة (سُمِّيت المرأة ظعينة؛ لأنها تظعن مع زوجها، وتُقيم بإقامته كالجليسة، ولا تسمى ظعينة إلا وهي في هودج).

ولم تكن هجرة ليلى بنت أبي حثمة -رضي الله عنها-، إلى المدينة مجرد انتقال من مكان إلى مكان، ولكن كان لها دور إيجابي هي وباقي المهاجرات والمهاجرين في توطيد دعائم الدين الإسلامي في قلوب أهل المدينة.

أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأموية القرشية

صلَّت أم كلثوم -رضي الله عنها- إلى القبلتين، وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم  بمكة قبل هجرته إلى المدينة المنورة، ولمَّا كانت الهجرة إلى المدينة حُبِسَت أم كلثوم في مكة مِن قِبَل أهلها، ومُنِعَت من اللحاق بركب المهاجرين، وأُجبرت على ذلك زمنًا، وهي تتحمَّل الشدائد في سبيل الله -عز وجل-، إلى أن أذن الله لها بالهجرة.

نُسَيبة بنت كعب «أم عمارة» رضي الله عنها

أول مَن بايعت النبي صلى الله عليه وسلم  بيعة العقبة الثانية التي كانت حجر الزاوية في التمهيد للهجرة.

أسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي بن سواد بن سلمة (أم منيع)

تُعرَف بأم منيع الأنصارية -رضي الله عنها-، وهي أُمّ معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، أسلمت حين تنفّس صبح الإسلام بالمدينة المنورة، قبل بيعة العقبة الثانية، وجاءت مع وفد البيعة، وكانت مِن أتم القوم عقلًا، وأحكمهم رأيًا، ومن المُشارِكات في الجهاد في غزوة خيبر.

كانت أم عمارة وأم منيع -رضي الله عنهما-، مثالًا في قومها للرأي والحكمة والعقل والشجاعة، ولا بد أن يكون لذلك تأثير على مَن سواهما من نساء المسلمين، فقامتا مع الرجال بتعبئة الجو العام في المدينة وتهيئته للإسلام حتى كانت الهجرة، فكان المجتمع المَدنيّ مستعدًّا لتكوين وتشييد وإقامة الدولة الإسلامية التي تكونت نواتها الأولى ببيعة العقبة.

أسماء بنت عميس رضي الله عنها

هي أسماء بنت عميس بن معد بن تميم بن الحارث، هاجرت مع زوجها جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة، وعانت من مرارة الغربة وقسوة الحياة في بلادٍ بعيدة عن الأهل، واستمرت كذلك إلى أن جاءت أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم  إلى المهاجرين بالعودة إلى المدينة، هناك خرجت أسماء وزوجها مع الركب في الهجرة الثانية من الحبشة إلى المدينة.

رقيقة بنت صيفي بن هاشم رضي الله عنها

أول مَن أخبرت الرسول صلى الله عليه وسلم  بأمر دار الندوة من البشر، لما اجتمعت قريش في دار الندوة، وأجمعت على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم  بأيدي أربعين شابًّا من أربعين بطنًا من بطون قريش؛ حتى يتفرق دمه بين القبائل.

لما أدرك رقيقةَ الإسلامُ كانت قد تطاول عليها الزمن، وجاوزت حدّ الهرم، ورغم ذلك فهي التي استشفّت خبر قريش يوم ائتمروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فذهبت تجرّ أثقالها حتى أنهت إلى النبي صلى الله عليه وسلم  الخبر، وحذَّرته من المبيت في داره، وحدَّثته بحديث القوم الذي لا يعلمه إلا الله، ثم هي ومن تآمروا عليه.

ذهبت العجوز التي قاربت على المائة من عمرها، لتنقل الخبر، ولم تأمن على نَقْله ابنها مخرمة بن نوفل وهو من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ وذلك لأن الشك فيها، وهي العجوز المسنة، مستبعَد. وبذلك تكون رقيقة -رضي الله عنها- مشاركة في أعظم حوادث الإسلام خطرًا، وأبقاها أثرًا، وأدومها على مر الدهور ذكرًا، وأقومها ببناء الإسلام، وبنقلها خبر قريش تم الاستعداد الفعلي للهجرة.

أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما

أول مَن قامت بدور الإمداد والتموين، واضطلعت بدور مهم بارز في الهجرة المباركة.

كان لأسماء -رضي الله عنها- يوم الهجرة موقف مشهود؛ إذ كانت تحمل الزاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم  وأبيها في الغار في أثناء اختفائهما فيه عقب خروجهما من مكة، وتعرَّضت للأذى من أبي جهل؛ إذ لطمها على خدها لطمة قوية أطارت قُرطها من أذنها.

ولُقِّبت بذات النطاقين؛ لأنها شقَّت نطاقها الذي تحتجز به نصفين؛ تمنطقت بنصفه، وربطت السفرة التي فيها طعام المهاجرَيْن؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم  وأبي بكر -رضي الله عنه- بنصفه الآخر، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : «أبدلك الله به نطاقين من الجنة» (تاريخ دمشق لابن عساكر: ٦٩/‏٦).

هكذا خلَّدت أسماء بنت أبي بكر ذِكْرها في التاريخ، وحازت لقب ذات النطاقين -رضي الله عنها-.

أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة رضي الله عنها

أكثر النساء تعرُّضًا للأذى خلال هجرتها؛ فقد حِيلَ بينها وبين الهجرة برفقة زوجها، ثم حِيلَ بينها وبين ابنها، ثم خُلِّي سبيلها لتهاجر وحدها، يقول ابن هشام في سيرته: «لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رَحَّل لأم سلمة بعيرها، وحمل معها ابنها سلمة، فلما رأته رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتك، علام نتركك تسير بها في البلاد؟ فنزعوا خطام البعير من يد أبي سلمة وأخذوها منه، وحبسوها. وانطلق أبو سلمة إلى المدينة، وكانت أم سلمة تخرج كل غداة، فتجلس بالأبطح تبكي حتى مضت سنة أو ما يقرب... ومر رجل من بني عمها، فرأى ما بها، فرحمها، وتحدَّث مع أهلها في ذلك؛ فردُّوا عليها ابنها، وقالوا لها: الحقي بزوجك إن شئتِ. فارتحلت بعيرها، وأخذت ابنها فوضعته في حجرها، ثم انطلقت إلى المدينة، وما معها أحد من خلق الله».

هكذا يصل إصرار المرأة على الهجرة بدينها مداه حين تتكرر الهجرة مرة إلى الحبشة وأخرى إلى المدينة، فحين حِيلَ بينها وبين الهجرة يذكر لنا التاريخ صفحة مشرفة يندر أن تتكرر في إصرارها على اللحاق بزوجها، فتخرج كل يوم إلى أطراف مكة تستشرف مَن يرافقها في هجرتها، وأمام إصرارها يرقُّ لها مَن لا يزال على كُفره فيصحبها في هذه الرحلة الطويلة حتى يُبَلِّغها مَأْمَنها.

عاتكة بنت خالد الخزاعية «أم معبد» رضي الله عنها

أول مَن وصفت النبي صلى الله عليه وسلم  عندما نزل لديها. حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم  من مكة مهاجرًا إلى المدينة هو وأبو بكر ومولى أبى بكر عامر بن فهيرة، مرّوا على خيمتين لأم معبد الخزاعية -رضي الله عنها-، فسألوها تمرًا ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئًا.

فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم  إلى شاة في جانب الخيمة، فقال: ما هذه الشاة يا أم معبد؟ فقالت: شاة خلّفها الجهد عن الغنم. فقال: هل بها من لبن؟ قال: هي أجهد من ذلك. قال صلى الله عليه وسلم : هل تأذني لي أن أحلبها؟ فقالت: نعم بأبي أنت وأمي إن رأيت بها حلبًا فاحلبها.

فجيء بها إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمسح بيده على ضرعها، وسمَّى الله تعالى، ودعا في شأنها، فأفرجت ما بين رجليها وسكنت، فدعا بإناء فحلب فيه حتى علاه البهاء، فسقى أم معبد حتى رويت، ثم سقى أصحابه، ومنهم دليلهم عبد الله بن أريقط حتى رووا جميعًا، ثم شرب صلى الله عليه وسلم  آخرهم، ثم حلب فيه ثانيًا حتى امتلأ الإناء، فغادروه عندها، وارتحلوا عنها.

فما لبث أن جاء زوجها أبو معبد، وعندما رأى اللبن تعجَّب، وقال: أنَّى لكِ هذا يا أم معبد! والشاة لم تحمل، ومرعاها بعيد؟! فأجابت أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، ووصفته وصفًا دقيقًا لزوجها أبي معبد، فقال: هو -والله- صاحب قريش الذي ذاع من أمره في مكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن ما وجدت إلى ذلك سبيلًا.

بركة «أم أيمن» حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

كانت أُمّ أيمن -رضي الله عنها- من النساء المجاهدات، وقد هاجرت من مكة إلى المدينة وحدها سائرة على قدميها، واشتد بها العطش في الصحراء الحارقة القاحلة، وبعد أن نفد ما معها من ماء، رأت دلوًا تدلّى من السماء فشربت منه، وهذه كرامة من الله لها.

لقد تحدَّت -على الرغم من ضعفها وانفرادها- قوة قريش وعتوّهم، فخرجت أمام أعينهم مهاجرةً إلى الله ورسوله لا تخشى بطشهم ولا طغيانهم، وظلت مسافرة وحدها في هذه الصحراء الشاسعة البعيدة المقفرة لا يُؤنسها في رحلتها إلا إيمانها وقوة عقيدتها وشوقها إلى الله ورسوله، ومازالت كذلك حتى بلغت المدينة المنورة بعد رحلة طويلة شاقة.

ليلى بنت الخطيم رضي الله عنها

وجد الرسول صلى الله عليه وسلم  في المدينة المنورة التربة الخصبة التي تنمو فيها دعوته، وتثمر وتؤتي أُكلها؛ فكان أن أقبل الأنصار يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم  استكمالًا لبيعتي العقبة الأولى والثانية، فكانت ليلى بنت الخطيم -رضي الله عنها- أول مَن بايعت النبي صلى الله عليه وسلم  بعد الهجرة.

فاطمة بنت قيس الفهرية رضي الله عنها

من المهاجرات الأُوَل، وكانت ذات جمال وكمال وعقل، لها رواية للحديث النبوي، وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى عند قتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-. وكانت عند أبي بكر بن حفص المخزومي فطلَّقها، فتزوجت بعده أسامة بن زيد -رضي الله عنهم-.

أم أيوب الأنصارية رضي الله عنها

زوجة أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنهما- أول مَن استضافت الرسول صلى الله عليه وسلم  في بيتها حين حطَّ رحاله في المدينة قادمًا من قباء. وبينما كان كثيرون يحاولون الأخذ بزمام الناقة التي ركبها، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم  كان يقول: «خلوا زمام الناقة؛ فإنها مأمورة»، ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم  في المكان الذي قدَّره الله له، فاحتمل أبو أيوب الرَّحْل فوضعه في بيته، والمرأة هي ربة البيت، وهي التي بمقدورها أن تُشْعِر الضيف بأنه في محل الترحيب به أو العكس، ولقد كانت أم أيوب متعاونة تمامًا مع زوجها في تقديم الخدمة الكاملة الوافية للنبي صلى الله عليه وسلم .

ختامًا: كانت هذه لمحات لبعض الصحابيات في طريق هجرة النبي صلى الله عليه وسلم  من مكة إلى المدينة؛ لمحات تُبيِّن أن للمرأة المسلمة أعظم الأدوار في نُصْرة دينها.

أعلى