• - الموافق2025/08/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha
من أعلام الكفاح البحري في الإسلام:  خير الدين بربروس

وما أن استجمع قواه حتى بدأ يشنّ الغارات على ثغور إسبانيا؛ لتخليص مَن بها من المسلمين، والعودة إلى قاعدته الجديدة بميناء الجزائر بالآلاف من الأسرى الإسبانيين، والسفن المُحمَّلة بالغنائم الثمينة. وقد قدّر بعض المؤرخين الأوروبيين عدد المسلمين الذين أنقذَهم خ


في أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر الميلاديين، اللذين يُوافقان القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين، انتهزت الدول الأوروبية -وخاصةً إسبانيا-، ضعف الدول العربية بشمالي إفريقية، وتفكُّك روابطها، وانشغالها بالفتن الداخلية، فشنَّت على شواطئها حملات بحرية متلاحقة أسفرت عن احتلال معظم ثغورها.

وقد أثارت تلك الأحوال المؤلمة حمية كثير من أبناء الشواطئ الإسلامية في المشرق والمغرب، فأنشأوا فِرَقًا للمقاومة البحرية المسلحة، وراحوا يشنّون الغارات على السفن والثغور الأوروبية، ويعودون بالأسرى والغنائم؛ انتقامًا لإخوانهم أبناء الثغور الإسلامية المحتلَّة، ولمسلمي الأندلس المحتجزين في إسبانيا، الذين كانوا يُرْغَمُون على التخلّي عن دينهم، ويُسامُون أشد صنوف العذاب.

ومن أشهر الأبطال البحريين الذين أبلوا أحسن البلاء، في تلك الحملات والمعارك الضارية، اثنان من مسلمي اليونان هما أوروج وخضر (اللذان عُرِفَا فيما بعد باسم خير الدين)، وقد وُلِدَ هذان البطلان ونشآ في جزيرة مديللي اليونانية لأب يسمى يعقوب، قيل: إنه كان جنديًّا من عائلة تركية الأصل. وكان لهما أخوان آخران هما إسحاق وإلياس، وقد اشتغل إسحاق بالتجارة في موطنه، بينما اشتغل إخوته الآخرون بالأسفار البحرية.

وذات يوم تعرَّضت بعض سفن القراصنة من أبناء جزيرة رودس لسفينة كانت تحمل إلياس وأوروج، فدارت معركة دموية، استشهد فيها إلياس، وأُسِرَ أوروج. وعندما أُطْلِق سراحه صمَّم على الثأر لأخيه الشهيد، فانطلق إلى جزيرة جربة بالشاطئ التونسي؛ حيث التقى بأخيه خير الدين، واتفقا مع السلطان أبي عبدالله محمد بن الحسن الحفصي سلطان تونس سنة 1512م أن يتنازل لهما عن قلعة حلق الوادي ليتخذا منها قاعدة لسفنهما، يشنّان منها الغارات على السفن والثغور الأوروبية على أن يعطيا في مقابل ذلك خُمس ما يغتنماه، ويكفياه شرّ أعدائه.

وما أن حصل هذان الأخوان على تلك القاعدة؛ انطلقا يشنّان الغارات المتوالية على السفن الإسبانية والإيطالية، فأوقعا في نفوس قادتها الرعب، وذاع صيتهما في كلّ مكان، وأَطلق عليهما أعداؤهما لقب (بربروسا)، أو (بربروس)؛ أي: ذو اللحية الحمراء.

ومن المغامرات الكبرى التي افتتحا بها كفاحهما ضد الإسبان سنة 1512م: هجومهما على قلعة بجاية البحرية بشاطئ الجزائر، بأربع سُفن، وقد أسفر ذلك الهجوم عن احتلال القلعة بعد قتال عنيف، والاستيلاء عليها، والظفر بكثير من الأسرى والغنائم، إلا أن أوروج جُرِحَ في تلك المعركة، فأرسله أخوه خير الدين إلى تونس للعلاج، ثم قاد الأسطول بمفرده إلى شاطئ إسبانيا؛ حيث هاجَم بعض ثغورها، وأنقذ منها عددًا كبيرًا من الأسرى المسلمين.

ثم قصد جزيرة منورقة وافتتح قلعتها، وغنم ما بها من الآلات البحرية والنفائس، كما استولى على بعض السفن الراسية في مينائها وضمّها لأسطوله، واستعمل الأسرى الإسبان في تسييرها بالمجاديف، وعاد بتلك الغنائم الوفيرة إلى تونس مُتوَّجًا بأكاليل النصر، وزاد سروره أن وجد أخاه أوروج قد شُفِيَ، فقاسمه الغنائم التي حصل عليها، وأعطى سلطان تونس نصيبه منها.

وفي أثناء ذلك أعدت جمهورية جنوة بشاطئ شبه الجزيرة الإيطالية -وكانت من أقوى دول أوروبا البحرية في ذلك الوقت-، أسطولًا عظيمًا، أرسلته للتجول في البحر فتلاقى مع أسطول خير الدين في سنة 1513م، ونشب بين الأسطولين قتال حادّ انتهى بانتصار خير الدين على أعدائه، وغنم منها ست سفن بما فيها، كما أحرق عددًا آخر من سفنهم، وعاد بغنائمه إلى جربة، للاستجمام، وإصلاح ما لحق بسفنه من الضرر.

وفي العام الثاني انطلق الأخوان على رأس أسطولهما الذي تزايد عدد سفنه، وعُزِّز بكثير من المتطوعين المغاربة والأندلسيين فشنَّا حملاتهما على الثغور التي احتلها الأوروبيون بشمالي إفريقية، وهاجما قلعة جيجلي الحصينة بشاطئ الجزائر من البحر، وكان يحتلها الجنويون، وعاونتهما القبائل العربية من البر حتى تمكّنا من فتحها، واغتنام كلّ ما بها من الأسلحة والأموال والنفائس.

ووجد أوروج وخير الدين أنه من الخير لهما، ولأبناء الثغور الإسلامية المتعاونين معهما، أن يتحالفوا مع الدول الإسلامية الوحيدة ذات النفوذ والسلطان بالبحر الأبيض، في ذلك العهد -وهي الدولة العثمانية-، فقاما بشَحْن سفينة من سفنهم بنُخْبة من أنفس الهدايا التي غنماها من قلعة جيجلي، وتوجَّه خير الدين إلى الأستانة بنفسه؛ حيث سلَّمها إلى السلطان سليم الأول، ومعهما مفتاح القلعة، فقابله السلطان بالترحاب، وأهداه سفينتين، وأنعم عليه ببعض الخِلَع الفاخرة، وبسيف مُرصَّع، كما منحه رتبة كبيرة. فعاد إلى شاطئ إفريقية، وقد قويت عزيمته، بعد أن اكتسب لغزاة البحر المسلمين ذلك الحليف القوي.

وكان من أهم الخطوات التي تبعت الاستيلاء على قلعة جيجلي: تحرير مدينة الجزائر في سنة 1516م، -التي كان الإسبانيون قد احتلوها منذ أربعة عشر عامًا-، ثم تحرير تونس وتلمسان، وغيرهما من الثغور الجزائرية في سنة 1517م. وانتهت تلك الانتصارات باستشهاد أوروج في إحدى معاركه مع الإسبانيين في العام التالي. وبقي خير الدين وحده في الميدان، فانشغل بتنظيم الأحوال الداخلية في الثغور التي قام بتحريرها بشمالي إفريقية وتحصين قلاعها، وتقوية سفن أسطولها، وتدريب ملّاحيها وجنودها. كما أمدَّه السلطان سليم بعددٍ من السفن والجنود.

وما أن استجمع قواه حتى بدأ يشنّ الغارات على ثغور إسبانيا؛ لتخليص مَن بها من المسلمين، والعودة إلى قاعدته الجديدة بميناء الجزائر بالآلاف من الأسرى الإسبانيين، والسفن المُحمَّلة بالغنائم الثمينة. وقد قدّر بعض المؤرخين الأوروبيين عدد المسلمين الذين أنقذَهم خير الدين من مظالم الإسبانيين ونقلهم إلى الثغور الإسلامية بسبعين ألف نسمة.

وفي أثناء انشغال خير الدين بتلك الغارات، كان الأمير الحسن بن محمد الحفصي قد قتل أباه سلطان تونس، واستولى على الحكم، ثم شرع في قتل إخوته واحدًا بعد الآخر، ففرَّ أحدهم -وهو الأمير رشيد-، إلى خير الدين، وطلب معاونته للعودة إلى الحكم، فتوجَّه خير الدين سنة 1530م إلى تونس، وأنزل جنوده فيها، ففرَّ الحسن لاجئًا إلى شارل الخامس ملك إسبانيا الذي انتهز الفرصة، لفرض سلطانه على تونس، فقاد بنفسه أسطولًا ضخمًا من 500 سفينة، غادر ميناء برشلونة في سنة 1534م، وعلى سطحه 30 ألف مقاتل من أبناء إسبانيا وهولندا وألمانيا وإيطاليا وصقلية، ودارت حرب طاحنة غير متكافئة بين الفريقين، اضطر خير الدين في نهايتها للانسحاب إلى الجزائر.

وانتقامًا لما حدث في تونس، عزم خير الدين على القيام بعمل جريء، يَرُدّ للبحريين المسلمين اعتبارهم في تلك المنطقة، وذلك بالقضاء على سطوة الأميرال أندريا دوريا، أقوى أمراء البحر الأوروبيين، في البحر الأبيض. وقد لقيت منه سفن المسلمين وثغورهم عنتًا كبيرًا، فهاجمه في معقله بميناء جنوة، إلا أنه كان قد أحسّ بمجيئه، فآثر الانسحاب إلى ثغر برنديزي. ولم يشأ خير الدين أن يعود من تلك الحملة خالي الوفاض، فاحتل المدينة، واستولى منها على غنائم وفيرة، ولم يتركها إلا بعد أن أشعل فيها النيران. ثم توجَّه إلى الأستانة ومعه عشر سفن محملة بأنفس الهدايا، قدَّمها للسلطان سليمان القانوني الذي حلّ محل السلطان سليم الأول الذي توفي سنة 1519م، فأكرم السلطان رعايته، ووضع الأسطول العثماني تحت قيادته، وأمدّه بعدد كبير من السفن المسلحة، ببحارتها وجنودها.

وبعد ذلك اتجه خير الدين إلى شواطئ إيطاليا مرة أخرى فهاجم ثغورها، كما هاجم جزر باريك وريجيو وسترايو وسبرلونجه وفوندي وغيرها، ثم امتدت حملاته إلى الثغور الإسبانية، وخرج من تلك الحملات جميعًا مكللًا بالنصر، ومحملًا بالغنائم الوفيرة.

وفي العام التالي سنة 1535م أرسلت إسبانيا حملة أخرى من عشرين ألف مقاتل، لتعضيد حليفها السلطان الحسن الذي التجأ إليها مرة ثانية؛ لثورة رعاياه عليه، فأعادته للحكم، ونهب الجنود الإسبانيون المدينة، وقتلوا الآلاف من المسلمين.

وانتقامًا لتلك الواقعة توجَّه خير الدين إلى جزيرة منورقة الإسبانية، التي توقَّع أن يمر بها الأسطول الإسباني في عودته من تونس، فاحتلها بحيلة غريبة؛ إذ ارتدى ورجاله ملابس البحارة  والجنود الإسبانيين، ورفع على سفنه الأعلام الإسبانية فتهيأت حاميتها لاستقبال أسطوله بالترحاب، وتجمعت الجماهير في الميناء، وإذا بالجميع يفاجؤون بالهجوم عليهم، واحتل خير الدين ورجاله المدينة، وقضوا على الحامية، وتربصوا للسفن العائدة من حملة تونس، وما أن رست أول قافلة من تلك السفن في ميناء الجزيرة، حتى هاجمها خير الدين، استولى على خمس منها، وأطلق سراح الأسرى المسلمين، الذين كانوا يُرْغَمُون على التجديف فيها، وأحلَّ محلهم البحارة والجنود الإسبانيين الذين وقعوا في أَسْره، وعددهم 5700 أسير، وعاد إلى قاعدته بمدينة الجزائر حيث قُوبِلَ بالتهليل والتكبير.

وفي سنة 1538م نقضت حكومة البندقية معاهدتها مع الدولة العثمانية، واتَّحدت مع حكومتي إسبانيا وإيطاليا، وجمعوا أسطولًا ضخمًا التحَم عند جزيرة كورفو مع الأسطول العثماني الذي كان يقوده الرئيس علي جلبي، فتحطمت أكثر السفن العثمانية، وقتل كثير من جنود الدول المتحالفة، وجرح قائدهم الأمير أندريا دوربا، فالتجأ لجزيرة كورفو.

وحين ظهر خير الدين في الميدان، وهبَّ للانتقام للسفن الإسلامية، فتوجَّه على رأس أسطوله إلى مياه الأرخبيل، وهاجم الجزائر التابعة لحكومة البندقية، واستولى على بعضها، ومنها جوكة ومرتد ونكشة وانابولي وكستل نورة، وعيَّن حكامًا لها.

وبعد أن دعم خير الدين أسطوله بسفن جديدة، توجَّه إلى جزيرة أشكتوز؛ حيث التقى بأساطيل الأعداء فشتَّت شملها وأَسَر منهم 3800 أسير، واستولى على الجزيرة، ولم تلبث أن انضمَّت إليه بعض السفن العثمانية، وبعض سفن غزاة البحر المغامرين بشمالي إفريقية، ومنهم الرئيس صالح، وهو أحد كبار الملاحين المصريين، الذين تعاونوا معه من قبل في حملاته على الشواطئ الأوروبية.

فأبحر إلى جزيرة أشكيلوز، وكان صيته قد سبقه إليها، فاستسلم سكانها دون قتال، وقبلوا دفع الجزية. فاتخذ من هذه الجزيرة قاعدة بحرية له للسيطرة على سائر جزائر الأرخبيل، وترك بها بعض السفن بقيادة الرئيس صالح.

واستأنف خير الدين حملاته المتتابعة دون أن يترك لأعدائه مجالًا لاستجماع قواهم، والتقاط أنفاسهم، فاحتل جزيرة أندبره واستنديل وميكونوز، وشيرة، وطرد منها البنادقة. ثم هاجم ثغور جزيرة كريت، وظفر منها بغنائم وفيرة، ثم افتتح جزائر كريه وكاشوت واستانساليا. وقد ذكر المؤرخ التركي «حاجي خليفة» أنها شملت في ذلك العام 1538م خمسًا وعشرين جزيرة، وبلغ عدد مَن وقع بين يديه من الأسرى 16 ألف أسير. وقُدِّرت الغنائم التي استولى عليها بأربعمائة ألف سيكين ذهبي، أي نحو تسعمائة ألف دولار.

وإزاء ذلك الخطر الداهم، الذي انطلق يكتسح في سبيله كل شيء، ولا يقوى على التصدي له أيّ شيء، جمعت الدول الأوروبية أساطيلها تحت قيادة أنبغ أمراء البحر فيها (أندريا دوريا)، وبلغ عدد سفن تلك الأساطيل 250 سفينة، وألقيت مراسيها أمام جزيرة سنت ماورو على بُعد أربعة أميال من جزيرة برة ويزة التي اتخذها خير الدين قاعدة مؤقتة له. وكان عدد سفنه لا يتجاوز 140 سفينة، بين كبيرة وصغيرة.

وتداول خير الدين الأمر مع كبار أعوانه، ومنهم المجاهد المغربي الرئيس مراد، والمجاهد المصري الرئيس صالح، فأجمعوا على ضرورة مواجهة الموقف بأيّ ثمن، وعدم الاستسلام، برغم ضآلة الأسطول الإسلامي، أمام أساطيل الأعداء المتحالفين.

وبعد يومين أرسل الأعداء بعض سفنهم إلى مضيق جزيرة برة ويزة قاعدة الأسطول الإسلامي، وراحوا يُطلقون مدافعهم على سُفنه، وقد سدّوا في وجهها طريق الإفلات، وبدون تردُّد أمَر خير الدين قادة سفنه التي صارت على مرمى نيران مدافع الأعداء، وكان هلاكها محققًا، أن يسارعوا إلى مهاجمة السفن الأوروبية التي سدت مدخل المضيق، فلم يترددوا في تنفيذ الأمر، وسارعوا بإطلاق نار مدافعهم على سفن الأعداء، وهم يتقدّمون نحوها بسرعة جنونية غير متوقعة، ولم تلبث أن توسطت سفن الأعداء، وشطرتها إلى قسمين، فكفَّت عن إطلاق نيرانها، حتى لا يصيب كلّ من القسمين القسم الآخر.

وساد الهرج في سفن الأعداء، فتشتت في كل مكان، وأذهلت المفاجأة قادتها، فراحوا يضربون على غير هدى، وكان الليل قد أرخى سدوله، فخرجت باقي السفن الإسلامية من الخليج إلى عرض البحر بعد أن تخلصت من الحصار.

وعندما أقبل الصباح استدار الأسطول الإسلامي خلف جزيرة أياماور، ثم فاجأ سفن الأعداء بالظهور أمام ميناء أينجير قبل أن تجمع شتاتها وبادأها بالهجوم في الزمان والمكان اللذين اختارهما. وحاول أندريا دوريا الفرار بنفسه ومعه عدد قليل من السفن الصغيرة السريعة، تاركًا وراءه أهم سفنه وأقواها، فاستولى خير الدين على معظمها، وأحرق ما لا حاجة له منها، بينما كان قد غرق الكثير منها في المعركة.

وإزاء ذلك النصر الحاسم، لم يجد البنادقة بُدًّا من طلب الصلح؛ تأمينًا لتجارتهم، ووافقوا على التنازل عن جميع الجزائر التي استولى عليها خير الدين، مع بعض الجزائر الأخرى، وأن يدفعوا غرامة قدرها ثلاثمائة ألف بندقي، وهي إحدى العملات الذهبية في ذلك العهد.

وقد خلَّد المؤرخون ذكرى تلك المعركة البحرية العظمى، وأصبحت الخطة التي اتبعها خير الدين فيها -وكفلت له النصر المبين على أساطيل تفوق أسطوله عددًا وعدةً واستعدادًا-، من أهم الموضوعات التي تُدرّس في المعاهد البحرية والحربية في الأقطار الأوروبية. وقد لجأ بعض أمراء البحر البريطانيين إلى استخدام تلك الخطة التي تحتاج إلى براعة خاصة، وكان لهم الفضل فيما حقّقوه من انتصارات على أعدائهم.

  

أعلى