نتنياهو في مواجهة معارك المنافسة الشرسة على رئاسة الليكود

نتنياهو الذي بقي في السلطة فترة طويلة جدا، وتسبب في تآكل دولة الكيان من الداخل، بات سقوطه الذي طال انتظاره كثيرا مطلبا للحزب وانجازا للحكومة التي تضع على سلم أولوياتها التخلص منه وإسقاطه حتى لو لم يكن في حصيلة انجازاتها سوى هذه المهمة.


هل بدأت معارك الخلافة على رئاسة الليكود؟ بعدما بدأت تظهر ملامح التوتر التي تشير إلى بوادر تمرد داخل الحزب ضد رئيسه بنيامين نتنياهو، الذي فشل في تشكيل حكومة يمين خلال 4 جولات انتخابية، والغضب في الليكود من موافقة نتنياهو على منح بينيت وشاكيد كل ما أراداه، مما أضعف مكانته داخل حزبه؟.

 الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعا في حالة التوتر والاضطرابات الداخلية، وذلك بسبب تمسك نتنياهو بمنصب رئيس الحزب وعدم إبداء أي نية أو استعداد للاستقالة والتنازل عن رئاسته، حيث كان الجميع يغض الطرف والتزموا الصمت عندما كان نتنياهو رئيسا للحكومة، لكن بعد ذلك بدأت بوادر الغليان تظهر داخل الحزب من جديد.

مستوى التوتر والاضطراب والصراع داخل الليكود بدأ يتصاعد، وذلك بعد القناعة لدى شريحة من أعضاء الحزب أن نتنياهو الذي يرأس المعارضة اليوم لا يصلح لرئاسة الحزب، بعد إخفاقاته المتتالية وتغليب مصالحه الشخصية على حساب مصلحة حزبه، مع توجيه أصابع الاتهام له ولبيئته ولشخصيات مقربة منه في العديد من ملفات الفساد وتحميله المسؤولية عن إخفاقات الحزب.

حالة التوتر الداخلية طالت العديد من أعضاء الكنيست في الليكود، حيث تتجه أنظارهم إلى المناصب، وبعضهم شرع بالتحركات من خلال التخطيط لعقد مؤتمرات داخلية للحزب، والمطالبة بإجراء انتخابات داخلية وتمهيدية لرئاسة الحزب، وكذلك إجراء انتخابات في فروع الحزب داخل دولة الكيان.

قيادات في الليكود بدأت تستوعب أن بعض انتصارات المعارضة في بعض مشاريع التصويت في الكنيست ليست كافية، وأنه بعد المصادقة على الميزانية وقانون التسويات، سيركز أعضاء الحزب بشكل أساسي على الصراعات الداخلية.

وزير المالية الصهيوني السابق الذي يشغل منصب رئيس السكرتارية العامة "يسرائيل كاتس" وعضو الكنيست "نير بركات"، بدءا يتصارعان على قيادة حزب الليكود، وثارت الاتهامات بينهما حيث يتهم كل منهما الأخر بالتآمر على نتنياهو.

وزير الصحة الصهيوني يولي إدلشتاين أبلغ قياديين في حزب الليكود عزمه منافسة نتنياهو، على رئاسة الحزب، حيث بادر للقاء فاعلين بارزين في الحزب، وطلب دعمهم لخلافة نتنياهو، الذي يترأس الحزب منذ 16 عاما، ويجب استبداله، بعد وصول معلومات بأن نتنياهو يخطط لإجراء انتخابات مبكرة على رئاسة الحزب في أقرب وقت لتجديد الثقة به، في الوقت الذي يدفع فيه جميع منافسيه لتعديل قانون يتعلق برئاسة حزب الليكود، ينص على اقتصار رئاسة الليكود لمدة 8 سنوات فقط، وعدم السماح لأي شخصية دعمت أحزاب أخرى أو تركوا الحزب من الترشح له لفترتين.

نتنياهو الذي بقي في السلطة فترة طويلة جدا، وتسبب في تآكل دولة الكيان من الداخل، بات سقوطه الذي طال انتظاره كثيرا مطلبا للحزب وانجازا للحكومة التي تضع على سلم أولوياتها التخلص منه وإسقاطه حتى لو لم يكن في حصيلة انجازاتها سوى هذه المهمة.

كتلة الليكود بالكنيست طرحت خلال اجتماعاتها الأسماء المرشحة لرئاسة اللجان والمناصب المختلفة ضمن جناح المعارضة، وتم حسم الصراع على منصب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب، إذ أجرى النواب تصويتا أسفر عن انتخاب رئيس الكنيست السابق النائب ياريف ليفين لهذا المنصب، كما طرحت الأمانة العامة لحزب الليكود برئاسة كاتس، إمكانية طرح مسألة إجراء انتخابات تمهيدية على رئاسة الحزب.

حالة من عدم الاستقرار والإرباك يشهدها الليكود، لم يعتدها خلال الفترة الماضية. لان نتنياهو كان يمسك بلجام الحزب، وتمكن من تطويع كل المنافسين، إما بإسكاتهم، أو دفعهم للخروج من الحزب، لكن بعد تمكن حكومة التغيير برئاسة بينيت/ لبيد من نيل الثقة، رغم كل مناورات نتنياهو الفاشلة، وخروجه من مقر الحكومة، وجلوسه بالعين المجردة في موقع المعارضة، باتت الظروف مهيّأة أكثر للطامعين برئاسة الليكود، وبدأ صوتهم يرتفع تدريجيا، بضرورة إجراء انتخابات لرئاسة الحزب.

المتنافسون المعلنون حتى الآن: كاتس، نير بركات، إدلشتاين، ديختر، ليفين، زوهر، بيد أن الحظ قد لا يكون حليف أي منهم، لأن رجل (الموساد) السابق، يوسي كوهين، قد يكون الأوفر حظا في زعامة الليكود، لأنه يحظى بثقة نتنياهو، لانجازاته الرائعة في حقل التطبيع المجاني مع بعض الأنظمة العربية، ومحاربة الملف النووي الإيراني، ومكانته في أوساط الليكود، كونه ينافس بهدوء ودون ضجيج.

قادم الأيام كفيل بكشف المزيد من الصراعات البينية بين ديكة الليكود، الذين نبت ريشهم من جديد بعد أن نتفه لهم نتنياهو خلال فترة رئاسته للحزب وللحكومة الصهيونية على مر السنوات العديدة السابقة.

 

 

 

أعلى