• - الموافق2024/04/25م
  • تواصل معنا
  • تسجيل الدخول down
    اسم المستخدم : كلمة المرور :
    Captcha

"غناجة" ضحية الفوضى المعربدة في سورية


هل نجحت الاستخبارات الصهيونية مرة أخرى في العمل في قلب دمشق، كما نسب لها عدة مرات في الماضي، والمس بمحافل "المقاومة" الذين يحظون بالرعاية المحلية؟ أم ربما كان هذا بالذات الثأر الحلو للحكم المحلي الذي في اللظى المعربد هناك على أي حال، وفي ظل تجاوز كل الخطوط الحمراء قرر التخلص من ممثل كبير لحماس ـ الحركة التي أدارت له ظهر المجن قبل نحو سنة في أعقاب تقدير زائد لوضع الرئيس بشار الأسد الخطير؟

الامكانيتان معقولتان، ولكن التقارير عن التنكيل بجثة كمال غناجة تؤيد بشكل ما الإمكانية الثانية. ليس معروفاً عن حالات قام فيها "مقاتلو" قيساريا، وحدة الموساد التي تعنى ضمن امور أخرى بالعمليات العنيفة، قد فعلوا شيئا كهذا. من جهة أخرى، الموساد، حسب منشورات أجنبية، استخدم غير مرة مرتزقة ليسوا يهوداً أو صهاينة، وفي حالات كهذه فإن شكل التنفيذ كفيل بأن يكون اقل نقاء. مهما يكن من أمر، نشيط ميداني مركزي آخر لحماس لن يعود مصدر قلق للكيان الصهيوني.

غناجة عمل ابتداء من منتصف التسعينيات في مهمات لوجستية سرية في المنظمة. في 1997، بعد تحرير الشيخ احمد ياسين من السجن الصهيوني، أصبح مساعدا لنشيطين هامين: محمود المبحوح ورئيسه، عز الدين الشيخ خليل، المسؤول عن تهريب السلاح في حماس. هذا الثلاثي انضم إلى ياسين في جولات التبرعات المالية في الخليج العربي، والتي استهدفت تعزيز البنى التحتية للمنظمة استعدادا للانتفاضة الثانية.

في 2004 أرسل المبحوح إلى مصر لتنفيذ عمليات فدائية ضد سياح صهاينة وتنسيق إرساليات السلاح إلى قطاع غزة. أما غناجة فعمل هناك كيده اليمنى ونقل الرسائل والأموال بينه وبين القيادة في دمشق. لاحقا عمل على تنفيذ عمليات برعاية إيران.

في نفس السنة صفي خليل في انفجار سيارة قرب منزله في دمشق. المبحوح انضم إليه في 2010 في دبي. في السنتين والنصف المنقضيتين منذ الاغتيال اعترفوا داخل الكيان الصهيوني بأن تهريب الوسائل القتالية لم يتناقص. من إيران إلى القطاع هربت أنواع جديدة وأكثر خطورة، وعن جزء من هذا التيار المتواصل كان مسؤولاً غناجة. وبقدر ما هو معروف لم يتوج رسميا خليفة للمبحوح، ولكنه عمليا أخذ صلاحياته.

يحتمل أن الفوضى المعربدة في سورية فتحت نافذة فرص لقتل غناجة، الذي كان من القلائل بين رجال حماس المتبقين في دمشق بعد جلاء قيادة المنظمة عن الدولة. وحيال الادعاء، المبرر على ما يبدو، بان موته أيضاً لن يؤدي إلى تقليص كبير في التهريب إلى القطاع، فهناك كثيرون يدعون بأن الحرب ضد المقاومة يجب أن تتواصل على مدى الزمن. أما النجاح، كما يقولون، فلا يمكن قياسه بتصفية واحدة.

رونين بيرغمن - يديعوت 29/6/2012

أعلى